توصلت اللجنة الانتقالية المعنية بصندوق تعويض الخسائر والأضرار، يوم السبت، إلى اتفاق يضمن توصيات حاسمة لتفعيل الصندوق، ووضع عدة ترتيبات لتمويله، وذلك قبل انعقاد مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المُناخ ( كوب 28).

من جهته، رحب وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الرئيس المعين لمؤتمر (كوب 28)، سلطان الجابر، بهذا الاتفاق، موضحاً أن تداعيات أزمة تغير المناخ تؤثر في حياة المليارات من البشر وسُبل عيشهم المُهددة، وفقاً لما جاء في وكالة الأنباء الإماراتية.

.

تعويض الخسائر والأضرار

كانت الدورة السابعة والعشرون لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المُناخ التي أقيمت عام 2022 في مدينة شرم الشيخ بمصر، انتهت باتفاق يهدف إلى توفير تمويل لتعويض الخسائر والأضرار للدول المتأثرة من الكوارث الطبيعية، كما شهد (كوب 27) على اتفاق بتأسيس اللجنة الانتقالية بهدف تقديم التوصيات المتعلقة بآلية التمويل الجديدة، استعداداً لمؤتمر (كوب 28).

كما شهد المؤتمر الترتيب لتشغيل شبكة سانتياغو للخسائر والأضرار، تحفيزاً لوصول المساعدات للدول النامية المتأثرة من أزمة المناخ.

يأتي ذلك بعدما قدّم أعضاء تحالف الدول النامية مجموعة السبع والسبعين والصين، في مؤتمر (كوب 26) الذي انعقد في غلاسكو، اقتراحاً لإنشاء مرفق مالي لمواجهة الخسائر والأضرار المناخية، إلا أنه قوبل بالرفض؛ لكن المؤتمر شهد تعهدات بتنفيذ خطة تمويل المناخ على وجه السرعة، بتأمين مساعدات للدول الأكثر تضرراً من تأثيرات تغير المناخ بنحو 100 مليار دولار بحلول 2023.

وبعد التوصل إلى اتفاق لتفعيله، يبدو أن الطريق أصبح ممهداً أمام صندوق الخسائر والأضرار في مؤتمر (كوب 28)، بينما تلتزم الدول بالمزيد من التعهدات المالية لدعم أزمة المناخ.

الكوارث الطبيعية تلاحق العالم

تأتي هذه الجهود تزامناً مع تفاقم أزمة المناخ، إذ شهد العالم سنة عصيبة يبدو أنها الأكثر حرارة على الإطلاق، وجلب سبتمبر أيلول الماضي وحده العاصفة دانيال، وفيضانات مدمرة أدت إلى مقتل الآلاف في ليبيا والعشرات في اليونان وبلغاريا وتركيا، كما واجهت كندا موسم حرائق غابات غير مسبوق، واحترقت أجزاء من أميركا الجنوبية بسبب درجات الحرارة القياسية، وشهدت نيويورك أمطاراً غزيرة بشكل قياسي، وبلغ متوسط ​​درجات حرارة سطح البحر 20.92 درجة مئوية.

كما تفاقمت حدة الزلازل، وكانت الأقوى على الإطلاق، إذ ضرب غرب المغرب زلزال بقوة 6.8 ريختر في الثامن من سبتمبر أيلول، ما أسفر عن خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، هي الأكبر منذ زلزال أغادير في عام 1960.

وعلى مدار العام، تفاقمت حدة الزلازل أيضاً، إذ ضرب الزلزال مدينة قهرمان مرعش التركية في 6 فبراير شباط، وبلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر، وعلى الرغم من أن مركزه كان في تركيا فإن أضراره على سوريا كانت ضخمة، كما شعر به سكان العراق والأردن وفلسطين ومصر وجورجيا وأرمينيا وبعض مناطق روسيا، وفقاً لما أورده المركز الأوروبي المتوسطي لرصد الزلازل.

الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل أصبح هناك العديد من المدن الشهيرة مهددة بالغرق إثر ارتفاع درجات الحرارة، منها بعض المدن العربية العريقة مثل الإسكندرية، وبيروت، والبصرة.

لذلك، تتجه الأنظار حالياً مترقبة انطلاق النسخة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ، كوب 28، الذي سيُعقد في الإمارات في نوفمبر تشرين الثاني، حيث ستكون الفرصة سانحة لتقييم التقدم الحالي ووضع استراتيجيات جديدة لمواجهة تغير المناخ.