تسبب تغيّر المناخ الحار على مدار العقود الماضية في تقليص حجم آلاف الأنهار الجليدية في غرينلاند، بحسب ما اكتشفه العلماء من خلال صور جوية قديمة لسجل غرينلاند الجليدي.
أصبحت هذه الصور التاريخية، الموجودة الآن في الأرشيف الوطني الدنماركي، مصدر إلهام لعالمة المناخ، لورا لاروكا، ولباحثين آخرين لإعادة بناء التاريخ الجليدي للمنطقة، وكيف تغير وسط ارتفاع درجات الحرارة المستمر.
وبعد رقمنة آلاف الصور الورقية المؤرشفة التي يعود تاريخها إلى ثلاثينيات القرن العشرين، قام فريق لاروكا بدمجها مع صور الأقمار الصناعية لغرينلاند في الوقت الراهن لقياس مدى تغير المناظر الطبيعية المتجمدة.
ووجدت المقارنة أن الأنهار الجليدية في غرينلاند شهدت معدل انخفاض مثير للقلق بخاصة في العقديين الماضيين، كما أظهرت الدراسة التي نشرت هذا الأسبوع في مجلة نيتشر كلايمت تشينج، أن معدل التراجع الجليدي خلال القرن الحادي والعشرين كان أسرع بمرتين من التراجع في القرن العشرين.
وأظهرت دراسة أجريت عام 2022 أنه على مدى العقود العديدة الماضية، ارتفعت درجة حرارة القطب الشمالي بمعدل أسرع أربع مرات من بقية العالم.
ولأول مرة على الإطلاق، خلال صيف عام 2021، هطلت الأمطار على قمة غرينلاند، مسببة ارتفاعاً بما يقرب من ميلين فوق مستوى سطح البحر.
ووجد العلماء في وقت سابق من هذا الأسبوع أن الأنهار الجليدية الضخمة في شمال غرينلاند، والتي كان يُعتقد منذ فترة طويلة أنها مستقرة نسبياً، تمثل الآن مخاطر محتملة لارتفاع مستوى سطح البحر.
وقالت لاروكا، وهي الآن أستاذة مساعدة في كلية مستقبل المحيطات بجامعة ولاية أريزونا، إنها تأمل أن تجذب هذه الدراسة البصرية الجديدة الانتباه إلى منطقة الذوبان السريع والتهديد الذي تشكله على سواحل العالم مع ارتفاع مستوى سطح البحر.
(راشيل راميريز – CNN).