مع اختتام فعاليات مؤتمر (كوب 28)، وإعلان التوصل إلى اتفاق الإمارات، قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان في مقابلة خاصة مع قناة العربية، إن صادرات المملكة من المواد الهيدروكربونية وقدرتها على البيع لن تتأثر بالاتفاق الذي أقرَّ التحول بعيداً عن استخدام الوقود الأحفوري، وإن «فريقاً متكاملاً من المملكة شارك في مفاوضات (كوب 28)».

وأضاف الوزير أن نص البيان الختامي لـ(كوب 28) خضع للمراجعة «كلمة بكلمة»، وأنه «يعزّز» مفهوم المشاركة وفقاً لظروف كل دولة ولا «يفرضها».

وتابع قائلاً إن من المهم ترك البلدان دون قيود تأتي من كيانات ليست طرفاً في صنع القرار بالبلاد.

واختتمت فعاليات مؤتمر (كوب 28) باتفاق يمهّد الطريق لاستجابة عالمية طموحة لتقييم التقدم في تحقيق أهداف اتفاق باريس، وتضمّن نص الاتفاق النهائي الإشارة للمرة الأولى إلى الانتقال إلى منظومة طاقة خالية من مصادر الوقود التقليدي الذي لا يتم تخفيف انبعاثاته، لتمكين العالم من تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050.

ويدعو الاتفاق الأطراف إلى تحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي إلى منظومة طاقة خالية من الوقود التقليدي.

ويشجّع اتفاق الإمارات الأطرافَ على تقديم مساهمات محددة وطنياً تشمل قطاعات الاقتصاد كلها، ويستهدف زيادة القدرة الإنتاجية لمصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات ومضاعفة معدل تحسين كفاءة الطاقة سنوياً بحلول عام 2030، ويبني زخماً لتأسيس هيكل جديد للتمويل المناخي.

وأشار الأمير عبدالعزيز إلى أن ما تم الاتفاق عليه حول تحول الطاقة سيمكّن الدول من الموازنة بين تخفيض الانبعاثات وأنشطتها النفطية، كما أن النص الختامي يوفّر بدائل دون تقييد حرية قرارات الدول.

ووجّه الشكر لدولة الإمارات التي استضافت مؤتمر (كوب 28) هذا العام، وقال إن هناك تعاوناً وتنسيقاً بشكلٍ كامل بين الدولتين.

وكانت المملكة العربية السعودية قد اتخذت قراراً طوعياً بخفض إنتاجها من النفط بمقدار مليون برميل يومياً في يوليو تموز 2023، وقالت المملكة في سبتمبر أيلول إنها ستمدد خفضها الطوعي الإضافي حتى نهاية العام، وستراجع القرار شهرياً.

وفي هذا الإطار، تمثل المملكة العربية السعودية 43 في المئة من تخفيضات إنتاج أوبك+ المتفق عليها، والتي بدأت في مايو أيار 2023 وتمتد حتى نهاية عام 2024.

مبادرة السعودية الخضراء

تسهم السعودية في تحقيق الأهداف المناخية العالمية من خلال تنفيذ أكثر من 80 مبادرة في القطاعين العام والخاص باستثمارات تزيد قيمتها على 188 مليار دولار أميركي، لبناء مستقبل أكثر استدامة.

وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وهو أيضاً رئيس مجلس الوزراء ورئيس اللجنة العليا للسعودية الخضراء، قد أطلق مبادرة السعودية الخضراء عام 2021 بهدف تفعيل مشاركة مختلف فئات المجتمع السعودي في الجهود الجارية للتصدي لظاهرة تغيّر المناخ ودفع عجلة الابتكار المستدام وتسريع رحلة الانتقال الأخضر وفقاً للموقع الرسمي للمبادرة.

وأعلنت المملكة في سبتمبر أيلول بناء أول محطة للطاقة النووية، وقال الأمير عبدالعزيز خلال كلمته في اجتماع الدورة السابعة والستين للمؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في العاصمة النمساوية فيينا، إن «المملكة تؤكد دعمها لتعزيز التعاون الدولي لتسخير الطاقة الذرية».