منذ أيام قليلة، أطلق الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ سايمون ستيل تحذيراً مخيفاً بشأن عواقب التغيرات المناخية، إذ قال إن البشرية لم يتبقَّ لديها سوى عامين فقط لإنقاذ كوكب الأرض، داعياً العالم لاتخاذ إجراءات أكثر حسماً للحد من الانبعاثات الضارة المسببة للاحتباس الحراري.

وتمثل الطاقة المتجددة أحد أهم أطواق النجاة التي تلجأ إليها الدول لخفض الانبعاثات الضارة والتحول نحو مستقبل أكثر أماناً.

وفي هذا السياق، كشف تقرير حديث عن 7 دول استطاعت التحول بشكل شبه كامل إلى الطاقة المتجددة لتوليد احتياجاتها من الكهرباء، وهي ألبانيا، وبوتان، ونيبال، وباراغواي، وأيسلندا، وإثيوبيا، وجمهورية الكونغو الديموقراطية.

ونجحت تلك الدول في توليد أكثر من 99 في المئة من احتياجاتها من الكهرباء عن طريق الطاقة الكهرومائية، والطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، والطاقة الحرارية الجوفية، وفقاً لتقرير مجمع نشره مارك جاكوبسون -الأستاذ بجامعة ستانفورد الأميركية- بناءً على بيانات وكالة الطاقة الدولية والوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا).

وأضاف التقرير أن أكثر من 40 دولة أخرى تمكنت من توليد ما لا يقل عن 50 في المئة من احتياجات الطاقة لديها عن طريق الطاقة المتجددة بين عامي 2021 و2022، مشيراً إلى أن دولاً أخرى مثل ألمانيا تمكنت من الوصول إلى مستوى الـ100 في المئة خلال بعض الفترات.

الطاقة الشمسية تهيمن على المشهد

الطاقة الشمسية
الطاقة الشمسية تهيمن على مصادر الطاقة المتجددة في السنوات المقبلة (رويترز)

وقال جاكوبسون إن الأمر لا يحتاج إلى معجزة، وإنما يتطلب زيادة الاعتماد تدريجياً على وسائل الطاقة المتجددة خاصة الطاقة الشمسية التي يُتوقع أن تهيمن على مصادر توليد الكهرباء العالمية خلال العقود المقبلة.

وأشار إلى أن السنوات الأخيرة شهدت تقدماً ملموساً في كفاءة الخلايا الشمسية وانخفاضاً في تكلفة إنتاجها.

وكانت دراسة أجرتها جامعة إكستر بالتعاون مع كلية لندن العام الماضي قد خلُصت إلى أن الطاقة الشمسية وصلت إلى مراحل متقدمة للغاية، وتوقعت أن تصبح المصدر الرئيسي لتوليد الكهرباء بحلول عام 2050.

وأشارت الدراسة إلى أن طاقة الشمس هي أكثر مصادر الطاقة المتجددة المتاحة على كوكب الأرض، ما يجعل أهميتها الاقتصادية تزداد كل يوم لتجذب المزيد من الاستثمارات على مستوى العالم.

كوب 28 ومضاعفة الطاقة المتجددة

في اتفاق وُصف بالتاريخي، وافقت حكومات العالم على تقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري ومضاعفة إنتاج الطاقة المتجددة بثلاثة أمثال بحلول عام 2030، وذلك خلال الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب 28) الذي انعقد في دبي نهاية العام الماضي.

وتتوقع وكالة الطاقة الدولية أن ينجح العالم في زيادة معدل إنتاج الطاقة المتجددة بمرتين ونصف بحلول 2030، داعية الدول إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات للوصول إلى الحد المستهدف البالغ ثلاثة أمثال.

وكشفت الوكالة في تقريرها السنوي حول توقعات الطاقة المتجددة أن عام 2023 شهد زيادة في معدل الإنتاج بنحو 50 في المئة (510 غيغاواط) مقارنة بعام 2022 ليصل إلى 3700 غيغاواط. وتوقعت زيادة هذا المستوى إلى 7300 غيغاواط بحلول 2028.

وأشارت إلى أن العالم يحتاج لزيادة هذا الحد إلى 11 ألف غيغاواط للوصول إلى المستوى المستهدف المتفق عليه خلال مؤتمر كوب 28.