تستضيف مدينة روتردام الهولندية يوم الاثنين، مؤتمر الطاقة العالمي في نسخته السادسة والعشرين، خلال الفترة من 22 إلى 25 أبريل نيسان، ويشارك في الحدث الأقدم في عالم الطاقة، 7 آلاف من المعنيين بقطاع الطاقة العالمي، إلى جانب أكثر من 200 متحدث من كبار المسؤولين وأكثر من 70 وزيراً.

يتمحور مؤتمر الطاقة العالمي 2024 حول موضوع إعادة تصميم الطاقة، وسيستكشف اتساع وعمق قطاع الطاقة سريع التطور؛ بدءاً من التقنيات المتغيرة ومسألة التمويل إلى تأثير الجغرافيا السياسية، وأدوات تسريع تحول الطاقة، والاحتياجات المتغيرة لمستخدمي الطاقة.

وقالت الدكتورة أنجيلا ويلكنسون، الأمينة العامة والرئيسة التنفيذية لمجلس الطاقة العالمي، «يعد مؤتمر الطاقة العالمي أهم تجمع للقيادة الحكيمة والعملية في مجال الطاقة؛ إذ يجمع الاحتياجات والمصالح المتنوعة للأنظمة البيئية للطاقة من جميع أنحاء العالم.. نحن على ثقة بأن المؤتمر سيكون لحظة مهمة في إعادة ضبط المحادثات الاستراتيجية بشأن تحولات الطاقة وإعادة تصميم الطاقة لصالح الناس والكوكب».

يدور برنامج مؤتمر الطاقة العالمي 2024، حول خمسة مواضيع أساسية للتقدم في مجال التحول إلى الطاقة النظيفة والشاملة، وتشمل: عرض خرائط الطاقة الجديدة، وسبل التزود بالوقود في المستقبل، وإضفاء الطابع الإنساني على الطاقة عبر إشراك الناس والمجتمعات في تحقيق تحولات الطاقة العالمية، وربط أمن الطاقة والقدرة على تحمل التكاليف والاستدامة، وسد الفجوات.

وقال رئيس شركة أرامكو السعودية، أمين الناصر، إن السعودية وتحديداً أرامكو من أكثر شركات العالم تحركاً في مجال تحول الطاقة.

وأضاف الناصر، خلال المشاركة في مؤتمر الطاقة العالمي في هولندا، أن التحول في مجال الطاقة لن يحدث من خلال السياسات فقط، بل يحتاج أيضاً إلى تقنيات واستثمارات كبرى.

وأكد رئيس شركة أرامكو، أن الطلب لا يزال قوياً على النفط الخام، وتوقع أن يأتي 80 في المئة من الطلب العالمي على الطاقة من الجنوب العالمي بحلول عام 2050.

وشدد الناصر على ضرورة توفير مزيد من الدعم لخفض الانبعاثات وتعزيز جهود ضمان أمن الطاقة، منوهاً بأن هناك تفاوتاً في الدعم المالي بين الدول في خفض الانبعاثات.

الجابر يتسلم جائزة التأثير الإيجابي

وتسلم الدكتور سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي ورئيس مؤتمر الأطراف كوب 28، جائزة التأثير الإيجابي في مجال الانتقال المنظم والمسؤول في قطاع الطاقة العالمي والتنمية الاقتصادية المستدامة، تقديراً لجهوده الاستثنائية في توحيد جهود العالم حول اتفاق الإمارات التاريخي الذي أصبح منذ كوب 28 الإطار الدولي للعمل المناخي العالمي.

حدد الاتفاق مسارات الحفاظ على إمكانية تفادي تجاوز الارتفاع في حرارة الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية، من خلال تحويل التعهدات إلى نتائج ملموسة، وضمان تنفيذ الإجراءات اللازمة على مستوى العالم.

سلطان الجابر
سلطان الجابر يتسلم جائزة التأثير الإيجابي في مجال الانتقال المنظم والمسؤول في قطاع الطاقة العالمي

وانتهى مؤتمر كوب 28، الذي استضافته الإمارات أواخر العام الماضي، بصفقة عرفت باسم اتفاق الإمارات وافقت بموجبها العديد من الدول على التحول بعيداً عن الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، لتجنب السيناريو الأسوأ لتداعيات تغيّر المناخ.

وقال الدكتور سلطان الجابر بمناسبة حصوله على الجائزة التي يمنحها مجلس الطاقة العالمي للمرة الأولى، إن «الاتفاق الرائد كان محطة تاريخية للعمل الدبلوماسي في مجال المناخ، وتضمن سلسلة من المبادرات الأولى من نوعها عالمياً، التي تشمل توافق جميع الأطراف على تحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي إلى منظومة طاقة خالية من الوقود التقليدي الذي لا يتم تخفيف انبعاثاته».

وأكد الجابر أن مؤتمر كوب 28 أسهم في احتواء الجميع على نحو غير مسبوق رغم التوترات الجيوسياسية المختلفة، ومساعدة العالم على تغليب المصلحة المشتركة على المصالح الذاتية، وتحديد مسارات واضحة تقوم على الحقائق العلمية لتحقيق الهدف المناخي المنشود، وهو الحفاظ على إمكانية تفادي تجاوز الارتفاع في حرارة الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية.

وبمناسبة احتفال مؤتمر الطاقة العالمي هذا العام بمرور مئة عام على انعقاده للمرة الأولى، سلّط الجابر الضوء على التغير الكبير الذي شهده مزيج الطاقة العالمي، من خلال زيادة القدرة الإنتاجية لطاقة الرياح والطاقة الشمسية ثمانية أضعاف، وكانت دولة الإمارات العربية المتحدة في طليعة هذا النمو.

وأشار رئيس مؤتمر الأطراف كوب 28 الدكتور سلطان الجابر، إلى أن الوقود الأحفوري لا يزال يشكّل 80 في المئة من مصادر الطاقة المستخدمة حالياً على مستوى العالم، وأنه مع توقع زيادة الطلب على الطاقة بنسبة 23 في المئة في السنوات العشرين المقبلة، وسيحتاج العالم إلى خريطة طريق منظمة وعملية لتحقيق الانتقال المنظم والمسؤول والعادل في قطاع الطاقة ما يشكّل تحدياً ضخماً على المستويات السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، والتكنولوجية، والهندسية.