اكتملت الصورة وسيتزين ملعب ويمبلي في إنجلترا لاستضافة نهائي دوري أبطال أوروبا بين بوروسيا دورتموند وريال مدريد، لكن الحديث عن دور كرة القدم في تغير المناخ يطفو على السطح من حين لآخر فيما أعلن الاتحاد الأوروبي للعبة الشهر الماضي عن حاسبة البصمة الكربونية تعزيزاً لمبدأ الاستدامة في الرياضة الأكثر شعبية على مستوى العالم.

تشير التقديرات إلى أن كرة القدم العالمية تتسبب في أكثر من 30 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، أي ما يعادل إجمالي الانبعاثات التي تتسبب فيها دولة كالدنمارك على سبيل المثال، بحسب موقع إيرث دوت أورج الإلكتروني.

وأشار استطلاع رياضي أجرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) إلى أن المباريات الأوروبية قد تشهد سفر الفرق والجمهور جواً لمسافة ملياري ميل في موسم 2024/ 2025 ارتفاعاً من 1.5 مليار ميل جوي في 2022/ 2023.

ووصلت انبعاثات موسم 2022/ 2023 من مكافئ ثاني أكسيد الكربون إلى 368,388 طن نتيجة لتنقل الفرق الأوروبية والجمهور، ومن المتوقع أن يصل هذا الرقم خلال الموسم الحالي إلى 480,717 طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون.

ويقول إيرث دوت أورج إن انبعاثات بطولة كأس العالم لكرة القدم التي استضافتها قطر في عام 2022 من مكافئ ثاني أكسيد الكربون بلغت قرابة 3.63 مليون طن وإن النقل كان السبب في 52 بالمئة منها، يليه السكن بنسبة 20 بالمئة، أما بناء المنشآت المؤقتة والدائمة استعداداً للبطولة فكان المسؤول عن 23 بالمئة من هذه النسبة.

وللتنقل النصيب الأكبر من البصمة الكربونية لكرة القدم فلا توجد رياضة تشهد انتقال مثل هذه الأعداد المهولة من البشر لمتابعة فعالياتها.

ملعب ويمبلي

يقول ملعب ويمبلي إنه يركز منذ عام 2018 على الاستدامة في الفعاليات التي يستضيفها وحقق معيار أيزو الدولي رقم 20121 لإعطاء الأولوية للاستدامة في الفعاليات.

وقال مدير الملعب ليام بويلان « أفتخر كثيرا بإنجازات فريقنا الشغوف بالاستدامة بما في ذلك الحصول على شهادة أيزو 20121 لإدارتنا للاستدامة في الفعاليات والفوز بجائزة الاستدامة في الرياضة لعام 2020».

ويذكر الملعب في موقعه الإلكتروني أنه طور نظاماً لإدارة الاستدامة في الفعاليات ويستند إلى معايير هي الطاقة والعمل المناخي والنفايات والمياه والنقل والأعمال الخيرية والشفافية والاتصالات والشراء.

ويشير أيضاً إلى أنه أوقف استخدام الشفاطات البلاستيكية تماماً في يناير كانون الثاني من عام 2019 وقام بتركيب 16 نقطة لإعادة تعبئة زجاجات المياه للحد من البلاستيك ذي الاستخدام الواحد.

ويعمل الملعب عن كثب لتشجيع زوّاره على استخدام خيارات تنقل أقل إضراراً بالبيئة ويشجع على استخدام الدراجة والسيارات الكهربائية ويتعاون مع شركة كوينتين لتركيب مراكز لشحن السيارات الكهربائية في أماكن انتظار السيارات القريبة.

حاسبة البصمة الكربونية

قال الاتحاد الأوروبي لكرة القدم إن دوري أبطال أوروبا الذي سيتوج الفائز به في المباراة النهائية يوم 1 يونيو حزيران سيتسبب في 490 ألفاً من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري تقريباً وإن نحو 400 ألف من هذه الكمية ستكون بسبب التنقلات أي ما يتجاوز نسبة 80 بالمئة.

وأطلق الاتحاد حاسبة البصمة الكربونية التي قال إنها أداة إلكترونية مبتكرة تمثل خطوة مهمة باتجاه خفض الانبعاثات الكربونية في عالم الكرة وتؤكد التزام الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بلعب دور فعال في الحرب على تغير المناخ.

وقالت لورا مكاليستر نائبة رئيس الاتحاد «حاسبة البصمة الكربونية للاتحاد الأوروبي لكرة القدم تجسد طموحنا لإظهار أن كرة القدم يمكن أن تكون جزءاً من الحل في المساعي العالمية للحد من انبعاثات الكربون، وبتقديم الأدوات والمشورة فإننا نسهل العمل الجماعي صوب مستقبل مستدام لرياضتنا وللكوكب، ويمكننا معاً أن نظهر للحكومات والمستثمرين والجمهور والشركاء التجاريين أن كرة القدم ملتزمة بمواجهة تغير المناخ بصورة استراتيجية موحدة».

ويشير الموقع الإلكتروني للحاسبة إلى أنها مصممة لتسليط الضوء على الانبعاثات في مجالات معينة داخل لعبة كرة القدم من بينها التنقلات والمنشآت والسلع والخدمات والإمدادات.

وتشمل التنقلات السفر وسكن الموظفين والفرق والمسؤولين والضيوف والجمهور، أما المنشآت فتشمل استهلاك الطاقة والمياه والنفايات في مختلف منشآت كرة القدم كالملاعب وأماكن التدريب والمكاتب.

ويندرج تحت بند البضائع والخدمات كل ما يتم شراؤه من الأطعمة إلى المنتجات والسلع الترويجية، أما الإمدادات فالمقصود بها نقل البضائع براً أو بحراً أو جواً.

وستقام بطولة أمم أوروبا هذا الصيف في ألمانيا، وقال الاتحاد الأوروبي لكرة القدم إنه سيستثمر 34.6 مليون أميركي في مبادرات للاستدامة حتى تكون البطولة هي الأكثر حرصاً على البيئة على الإطلاق.