عاصفة من احتجاجات نشطاء المناخ تجتاح الدول الأوروبية للتوعية بأزمة تغير المناخ، خاصة مع ظهور بوادر فصل الصيف، علماً بأن صيف 2023 كان الأشد سخونة على وجه الأرض، في ظل استمرار ارتفاع درجات الحرارة العالمية وانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
ومنذ بداية العام الجاري حتى أبريل نيسان، صُنفت درجة الحرارة العالمية على أنها الأكثر دفئاً وسخونة على الإطلاق بين مثيلاتها، إذ كانت أعلى بمقدار 1.34 درجة مئوية فوق متوسط القرن العشرين.
ووفقاً لتوقعات تصنيفات درجات الحرارة السنوية العالمية الصادرة عن المراكز الوطنية الأميركية للمعلومات البيئية، فمن المحتمل بنسبة 61 في المئة أن يكون عام 2024 هو الأكثر دفئاً على الإطلاق، كما أن احتمالات أن يصبح العام الحالي من بين السنوات الخمس الأكثر دفئاً منذ بدء التسجيل تصل إلى مئة بالمئة.
الاحتجاجات تغزو القارة العجوز
انتشرت الاحتجاجات في أوروبا، سعياً لزيادة الوعي بأزمة تغير المناخ، والمطالبة بالاستثمار في الطاقة النظيفة والمتجددة.
وتخرج الاحتجاجات بانتظام في كل يوم جمعة، إذ تحمل الحركة اسم (أيام الجمعة من أجل المستقبل)، وتهدف إلى التظاهر من أجل حماية المناخ.
وترجح الحركة الشبابية تنظيم احتجاجات في 100 مدينة ألمانية كما تحدثت عن إمكانية تنظيم احتجاجات في 13 دولة أخرى من دول الاتحاد الأوروبي.
وتدعو الحركة إلى التخلص التدريجي من الفحم والنفط والغاز على مستوى الاتحاد الأوروبي بحلول عام 2035، ومضاعفة الاستثمار في الطاقات المتجددة والصناعات المحايدة للمناخ.
شهدت برلين وحدها مشاركة 10 آلاف شخص، بينما توقعت الحركة مشاركة 15 ألف شخص في احتجاجها في هامبورغ، و8 آلاف في ميونيخ.
وأعلنت الحركة عن عزمها الاحتجاج في منطقة زويداس في أمستردام بهولندا ظهر يوم الجمعة 31 مايو أيار أيضاً.
من المقرر أن يندد نشطاء المناخ بتمويل صناعة الوقود الأحفوري، على أن يجتمع آلاف المشاركين في ساحة غوستاف ماهلر.
الإضراب عن الطعام
وصل الاحتجاج إلى حد الإضراب عن الطعام، فقد بدأ فولفغانغ ميتزلر كيك البالغ من العمر 49 عاماً، إضرابه عن الطعام في 7 مارس آذار، في البداية لم يأكل أي طعام صلب، لكنه استمر في تناول العصائر والفيتامينات.
ويمتنع ميتزلر كيك عن شرب العصائر منذ 24 مايو أيار بهدف تكثيف إضرابه عن الطعام. وبعد أكثر من 80 يوماً دون طعام، أصبح جسده نحيلاً.
وهناك ثلاثة رجال آخرين مضربون عن الطعام حالياً إلى جانب ميتزلر كيك. وأنهى اثنان آخران إضرابهما، علماً بأن النشطاء يقيمون في مخيم بالقرب من وزارة الاقتصاد في برلين.
ويريد المضربون عن الطعام من المستشار الألماني أولاف شولتس أن يدلي ببيان حول مخاطر تغير المناخ والالتزام بالحد من انبعاثات الغازات الدفيئة.
تهدف ألمانيا، إلى خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 65 في المئة بحلول عام 2030، وتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2045، بينما تستهدف أوروبا لتكون أول قارة محايدة مناخياً في العالم بحلول عام 2050.
كما يهدف الاتحاد الأوروبي إلى أن يكون محايداً مناخياً بحلول عام 2050، مع صافي انبعاثات صفرية للغازات الدفيئة.
مؤتمر بون لتغير المناخ
تأتي هذه الاحتجاجات بالتزامن مع انطلاق مؤتمر بون لتغير المناخ، الذي يعقد في ألمانيا خلال الفترة من 3 إلى 13 يونيو حزيران ويسلط الضوء على مخرجات مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ ( كوب 28) الذي عُقد في دبي بالإمارات العربية المتحدة العام الماضي.
كما يعتزم المؤتمر، بحث الخطط وإعداد القرارات للتمهيد إلى مؤتمر كوب 29 المقرر انعقاده في أذربيجان في نوفمبر تشرين الثاني من العام الجاري.
ومن المتوقع أن يشهد مؤتمر بون مشاركة نحو 6 آلاف من ممثلي المجتمعات المدنية، للتركيز على القضايا الحاسمة مثل تمويل المناخ، وتعزيز التقدم في خطط العمل المناخي، والعمل على خطط التكيف الوطنية، وتسريع وتيرة التكيف.
كان كوب 28، شهد اتفاق الإمارات الذي أصبح الإطار المرجعي للطموح المناخي العالمي والتنمية المستدامة منذ إقراره في دبي في العام الماضي.
وقال الدكتور سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في الإمارات ورئيس كوب 28 إن اتفاق الإمارات حدد مساراً واضحاً لتحقيق انتقال منظم ومسؤول ومنطقي في قطاع الطاقة، بما يتماشى مع الحقائق العلمية، ويحافظ على إمكانية تفادي تجاوز الارتفاع في حرارة كوكب الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية.