دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتجنب «جحيم مناخي»، وأشار في خطاب منشور على الموقع الإلكتروني للأمم المتحدة، إلى أن اليوم هو أيضاً الذي أعلنت فيه خدمة «كوبرنيكوس» لتغير المناخ التابعة للمفوضية الأوروبية رسمياً أن شهر مايو أيار من العام الحالي هو الشهر الأكثر سخونة في التاريخ المسجل.
كما أشار إلى أن هذا العام هو الأكثر سخونة على الإطلاق.
وأضاف «بعد مرور ما يقرب من عشر سنوات منذ اعتماد اتفاق باريس، أصبح هدف الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري على المدى الطويل إلى 1.5 درجة مئوية أصبح معلقاً بخيط رفيع».
وفي إشارة منه إلى أحدث البيانات الصادرة من كبار علماء المناخ، فإن «ميزانية الكربون المتبقية للحد من ارتفاع درجة الحرارة على المدى الطويل إلى 1.5 درجة تبلغ الآن نحو مئتي مليار طن».
لكن العالم ينفث نحو 40 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، وبهذا المعدل، ستنفد ميزانية الكربون بالكامل قبل عام 2030، وفقاً لخطاب غوتيريش.
ولوح غوتيريش إلى أن الانبعاثات العالمية يجب أن تنخفض بنسبة تسعة في المئة سنوياً حتى عام 2030 للحفاظ على حد 1.5 درجة مئوية، بينما ارتفعت الانبعاثات بنسبة واحد في المئة في 2023.
كيف يبدو الوضع البيئي على كوكب الأرض؟
تشير تقارير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية اليوم إلى أن هناك احتمالاً بنسبة ثمانين في المئة أن يتجاوز متوسط درجة الحرارة العالمية السنوية حد الـ1.5 درجة في سنة واحدة على الأقل من السنوات الخمس المقبلة.
بينما في عام 2015، كانت فرصة حدوث مثل هذا الاختراق قريبة من الصفر.
بالإضافة إلى ذلك، هناك احتمال بنسبة 50 في المئة أن يكون متوسط درجة الحرارة خلال فترة السنوات الخمس المقبلة بأكملها أعلى بمقدار 1.5 درجة عن أوقات ما قبل العصر الصناعي، وفق ما قال غوتيريش.
فاتورة الكوارث المناخية المدفوعة بالانقسامات الجيوسياسية
نوه غوتيريش على أنه «لا يجوز أن يكون العمل المناخي أسيراً للانقسامات الجيوسياسية».
وأضاف أنه «بينما يجتمع العالم في بون لإجراء محادثات المناخ، ويستعد لاجتماعات قمة مجموعة السبع ومجموعة العشرين، والجمعية العامة للأمم المتحدة، ومؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ كوب 29، فإننا نحتاج إلى أقصى قدر من الطموح، وأقصى قدر من التعجيل، وأقصى قدر من التعاون، أو في كلمة واحدة أقصى قدر من العمل».
وقال غوتيريش «إن أغنى واحد في المئة من الأثرياء يصدرون انبعاثات بقدر المنبعثة مما يعادل ثلثي البشرية، إذ أدى تدمير الأرواح، وضرب الاقتصادات، وتراجع الصحة، وتدمير التنمية المستدامة، وإجبار الناس على ترك منازلهم وزعزعة أسس السلام والأمن مع نزوح الناس واستنفاد الموارد الحيوية إلى المزيد من العواقب البيئية».
وأضاف أن «موجة الحر الوحشية التي ضربت آسيا بدرجات حرارة قياسية، أدت إلى ذبول المحاصيل، وإغلاق المدارس، وقتل الناس، وتشتعل مدن من نيودلهي، إلى باماكو، إلى مكسيكو سيتي، أما في الولايات المتحدة، فدمرت العواصف العنيفة المجتمعات والأرواح…».
وأشار غوتيريش إلى أن كل تلك الكوارث أدت إلى انقطاع سلاسل التوريد، وارتفاع الأسعار، وتفاقم انعدام الأمن الغذائي، وعدم إمكانية التأمين على المنازل والشركات.
كما وجدت دراسة حديثة أن الفوضى المناخية ستكلف ما لا يقل عن 38 تريليون دولار سنوياً بحلول عام 2050.
من ناحية أخرى، في خطابه اليوم أشار إلى أن «عرّابي الفوضى المناخية» –في إشارة إلى القائمين على صناعة الوقود الأحفوري– يحققون أرباحاً قياسية ويتغذون على تريليونات الدولارات من إعانات الدعم الممولة من دافعي الضرائب.
إذ تنتج دول مجموعة العشرين 80 في المئة من الانبعاثات العالمية، ووفقاً لغوتيريش «يجب أن تتحمل المسؤولية والقدرة على أن تكون في مقدمة العمل المناخي عن طريق تسريع التحول العالمي العادل للطاقة».