شكّلت الصين نسبة غير عادية بلغت 63 في المئة من إجمالي الإضافات العالمية لقدرات إنتاج الطاقة المتجددة، إذ أضافت وحدها 298 غيغاوات من إجمالي 473 غيغاوات أضافها العالم في عام 2023، وفقاً للبيانات الصادرة عن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة.
وقال المحاضر البارز في معهد الإسكان والبحوث الحضرية بجامعة أوبسلا -أبرز جامعات السويد- بريت كريستوفرز إن العالم لا بُدّ أن يتوقف عن ادعاء الانتصار في تحول الطاقة بعيداً عن الوقود الأحفوري نتيجة «النمو المتسارع» في القدرات العالمية لإنتاج الطاقة المتجددة وتوليدها في السنوات الأخيرة، لأن الواقع يشير إلى أن الصين وحدها تستحوذ على أغلبية هذا النمو هذه.
أما دول إفريقيا وباقي دول آسيا -باستثناء الصين– وهي المناطق التي تحتاج بشدة إلى الاستثمار في مصادر الطاقة منخفضة الكربون، لكونها صاحبة أعلى معدلات نمو في استهلاك الكهرباء، فاستثماراتها في الطاقة المتجددة محدودة جداً، إذ تنمو القدرات الإنتاجية بمعدل 5 في المئة سنوياً منذ عام 2018، مقابل 10 في المئة المتوسط العالمي، و16 في المئة في الصين.
وأضاف كريستوفرز «تكون وتيرة التقدم أبطأ حيث تشتد الحاجة إلى النمو»، مشدداً على أهمية القراءة الواقعية للبيانات دون الإفراط في التفاؤل.
وأبدى المحاضر تخوفه من اعتماد سردية «النمو المتسارع في قدرات إنتاج الطاقة المتجددة عالمياً»، والتي ستؤدي إلى الاستمرار في النمو بأسلوب الوتيرة نفسه في العالم ما يضر بقضية المناخ.
وقال كريستوفرز «إذا صدق العالم أننا نحقق نمواً هائلاً باستخدام أساليبنا الحالية، فلماذا نغير أي شيء بشأن الطريقة التي نتعامل بها مع الأمور؟».
وأضاف كريستوفرز، الذي يتوقع تراجع أولوية «المهمة الأكثر إلحاحاً للبشرية، وهي مواجهة الاحتباس الحراري في كل مكان، إذا اعتمدت السياسات الاقتصادية على السرديات الكاذبة بدلاً من مواجهة الحقائق غير المريحة، وبهذا تصبح مهمة إزالة الكربون أكثر صعوبة».