اضطر منظمو أولمبياد باريس 2024 مجدداً إلى إلغاء تمارين مسابقة الترياثلون «منافسات الثلاثي» على نهر السين بسبب نسبة التلوث، لا سيما بعد أن ارتفعت معدلات التلوث في النهر نتيجة الأمطار الغزيرة التي هطلت على العاصمة الفرنسية مؤخراً.
وقال البيان إن «مستويات جودة المياه لا تقدّم ضمانات كافية» للسماح بإقامة هذه التدريبات.
وأصدرت لجنة تنظيم أولمبياد باريس 2024 والاتحاد الدولي للثلاثي بياناً يوم الاثنين أكدا فيه أن اختبارات جودة المياه أظهرت أن مستوى المياه لا يزال دون المستوى المقبول، مؤكدين أن «الأولوية هي صحة الرياضيين».
من المقرر أن تبدأ منافسات الرجال للثلاثي يوم الثلاثاء، وإذا لم تصل جودة المياه إلى المستوى المطلوب في يوم السباق، فقد تم تخصيص يومي 1 و2 أغسطس كأيام احتياطية، وإذا لم تتحسن جودة المياه في هذه الأيام فسيتم إلغاء مرحلة السباحة وسيصبح السباق مزدوجاً يشمل مرحلتي الدراجات والجري فقط.
وكانت الاختبارات في وقتٍ سابق من يوليو قد أظهرت أن نهر السين كان نظيفاً بما يكفي للسباحة، ولكن الأمطار الغزيرة في العاصمة الفرنسية يومي الجمعة والسبت أدّت إلى تدهور الجودة.
وأضاف البيان أن الأمطار التي هطلت على باريس في 26 و27 يوليو تسببت في هذا التدهور، وأن التوقعات الجوية للأيام القادمة تشير إلى تحسن جودة المياه قبل بدء منافسات الثلاثي يوم 30 يوليو.
كما قد تؤدي الأمطار الغزيرة إلى جرف مياه الصرف الصحي غير المعالجة إلى النهر، ولكن البيان أشار إلى أنه «كما لوحظ في يوليو، مع الظروف الصيفية، تحسنت جودة المياه في السين بشكل كبير».
تأثير التغيّر المناخي في الألعاب الأولمبية
ومع انطلاق أولمبياد باريس، تتزايد المخاوف من ارتفاع درجات الحرارة العالمية، كما كان الحال في الألعاب السابقة في بكين وطوكيو وبيونغتشانغ وسوتشي، ويشكّل العثور على مواقع باردة بما يكفي للأحداث الشتوية وليست حارة جداً للأحداث الصيفية تحدياً متزايداً للجنة الأولمبية الدولية والمضيفين المحتملين.
وأدّى ارتفاع درجات الحرارة في المسابقات العالمية الأخيرة إلى مخاوف صحية وأمنية خطيرة للرياضيين، ما أثار التساؤلات حول إمكانية إقامة الألعاب الصيفية في فصل الخريف أو الربيع بدلاً من الصيف، كما يخشى الرياضيون والمسؤولون على حد سواء تكرار موجة الحر التي أودت بحياة الآلاف الصيف الماضي في فرنسا.
تمتد هذه المشكلة إلى ما هو أبعد من الألعاب الأولمبية، لتشمل الرياضيين والمدربين والمشجعين في جميع مستويات الرياضة من المحترفين إلى الشباب.
وفي يونيو، أصدرت الجمعية البريطانية للرياضة المستدامة وجامعة بورتسموث تقريراً يركّز على مخاطر الحرارة في أولمبياد باريس، مشيرين إلى أن درجات الحرارة العالمية تستمر في اتجاه تصاعدي جعل من عام 2023 الأكثر سخونة في التاريخ المسجل.
تحديات تغيّر المناخ
تشير التقارير إلى أن درجات الحرارة في باريس في الفترة من 26 يوليو إلى 11 أغسطس، تواريخ الألعاب لهذا العام، ارتفعت بمقدار 5.5 درجة مقارنة بالعقود الماضية.
وتوقعت التنبؤات درجات حرارة عالية في الأسبوع المقبل، ما يزيد المخاوف بشأن تأثيرات الحرارة على الرياضيين.
وأقرت اللجنة الأولمبية بالمخاوف المتعلقة بالحرارة، مؤكدة أهمية التخطيط بعناية لمنع الأمراض المرتبطة بالحرارة، مشيرة إلى أن «توفير أفضل الظروف وأكثرها أماناً للرياضيين والمشجعين هي أولويات قصوى للجنة الأولمبية الدولية».
وفي طوكيو عام 2021، التي شهدت أكثر الألعاب الأولمبية حرارة في التاريخ، تمت إعادة جدولة مباريات الرجبي لتكون في وقتٍ مبكر من اليوم، وأُجريت أحداث ركوب الدراجات الجبلية في وقت متأخر من اليوم لتجنب الحرارة.
وأكد تقرير صادر عن الاتحاد الدولي لألعاب القوى، أن 75% من الرياضيين قالوا إنهم شعروا بتأثيرات مباشرة على صحتهم وأدائهم بسبب تغيّر المناخ.
وأوضح التقرير أن الأداء الرياضي ينخفض تدريجياً مع ارتفاع درجات الحرارة، ما يشكل تحديات كبيرة للرياضيين الذين يقومون بحركات سريعة وانفجارية مثل التنس والجري وكرة القدم.
تواجه الهيئات الرياضية، من المحترفين إلى الشباب، ضغوطاً متزايدة لتغيير القواعد لمواجهة الحرارة، مثل إضافة فترات استراحة للترطيب واستراتيجيات التبريد الأخرى.