واصل الناشطون في مجال البيئة في نيويورك حملة من الانتقادات الموجهة ضد إحدى الإمبراطوريات المصرفية الرائدة في المدينة؛ سيتي بنك، متهمين المجموعة بتأجيج أزمة المناخ وإنفاق المليارات على استثمارات تتسبب في تلويث البيئة.

وكشف تقرير صادر عن المنظمتين غير الحكوميتين رينفوريست أكشن نيتورك، وريكلام فينانس وغيرهما، أنه في عام 2023، خصص أكبر 60 بنكاً في العالم 750 مليار دولار للوقود الأحفوري.

ويزعم التقرير أن «سيتي بنك هو ثاني أسوأ ممول لمشاريع الطاقة القذرة في العالم من عام 2016 إلى عام 2023، إذ أنفق ما مجموعه 396.3 مليار دولار على الفحم والنفط و الغاز».

وقد تلقت عمليات التنقيب عن النفط والغاز في القطب الشمالي والأمازون وقاع البحر إلى جانب محطات الطاقة الحرارية ومناجم الفحم ومحطات الغاز الطبيعي المسال أكثر من 6.9 تريليون دولار من البنوك منذ عام 2016، وكان ذلك هو العام الذي وُقع فيه اتفاق باريس بهدف إبقاء ظاهرة الاحتباس الحراري أقل من 1.5 درجة مئوية.

أما في عام 2023 فخصص أكبر 60 بنكاً في العالم 750 مليار دولار للوقود الأحفوري، وتتصدر شركات التمويل الأميركية العملاقة جيه بي مورغان تشيس وسيتي غروب وبنك أوف أميركا هذه الاستثمارات.

ثورة نشطاء المناخ

بعد هذه البيانات أطلق النشطاء الغاضبون من تمويل سيتي للشركات الملوثة للبيئة، حملة تحت اسم «صيف حار»، تضمنت احتجاجات ومنشورات، إلى جانب حملة ضغط عبر الإنترنت.

وفي كل أسبوع، يتجمع العشرات من المتظاهرين في المقر الرئيسي لسيتي غروب في مانهاتن لمطالبة البنك بتغيير سياسته المتعلقة باستثمارات الوقود الأحفوري، على خطى النشطاء الأوروبيين الذين فعلوا الشيء نفسه مع عمالقة البنوك في منطقة اليورو.

وقال منظم الاحتجاج جوناثان ويستن، الذي تعهد بمواصلة الحملة حتى يغير سيتي مساره «لقد التقيناهم لسنوات، وشعرت كأننا لم نصل إلى أي شيء، شعرنا أنه كان علينا الحضور إلى عتبة بابهم»، وتستمر الاحتجاجات رغم اعتقال نحو 600 ناشط في نيويورك حتى الآن.

فيما قالت ريناتا بومارول، إحدى منظمي الاحتجاج، لوكالة فرانس برس «هؤلاء هم الأشخاص الذين لديهم القدرة على التوقف والاستثمار في أشياء لا تدمر كوكبنا».

من جانبها، قالت المتظاهرة لورا إستر ولفسون إن المعركة ضد تمويل الوقود الأحفوري لن تكون معركة ليوم واحد، مضيفة «لقد استمر النضال من أجل الحقوق المدنية لسنوات، وما لا يمكننا فعله هو الجلوس وعدم القيام بأي شيء».

على الجانب الآخر، تصر مجموعة سيتي على أنها تتمتع بالشفافية في ما يخص أنشطتها المتعلقة بالمناخ، وقالت «نحن ندعم التحول إلى اقتصاد منخفض الكربون من خلال التزاماتنا بانبعاثات صافية صفرية وهدفنا للتمويل المستدام البالغ تريليون دولار».

(أ. ف. ب)