«واحدة من أكبر عمليات النصب في كل العصور» بهذه الكلمات وصف سابقاً الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب ظاهرة الاحتباس الحراري؛ فعودة ترامب للبيت الأبيض ستكون بمثابة كارثة على البيئة بسبب إنكار رئيس الولايات المتحدة -صاحبة أكبر اقتصاد في العالم- ظاهرة الاحتباس الحراري.
ويرسل إعلان انتخاب ترامب في عشية انطلاق مؤتمر الأطراف كوب 29 المعني بالمناخ رسالة سلبية للمجتمعين في باكو بهدف انتشار الطاقة النظيفة وخفض درجة حرارة الأرض.
فالرجل قام بحذف المساعدات المالية التي تمنحها الولايات المتحدة لمحاربة احترار الأرض بعد عدة أشهر من احتلاله للمكتب البيضاوي للمرة الأولى في يناير كانون الثاني من عام 2017، ويتوقع المراقبون أن يحذف ترامب هذه المساعدات بعدما عاود الرئيس الديمقراطي جو بايدن منحها من جديد عند توليه الرئاسة في عام 2021.
مبدأ ضخ 100 مليار دولار أميركي الذي تحقق أول مرة عام 2022 من أجل مساعدة الدول النامية على التغلب على أضرار وخسائر التغيرات المناخية بات من جديد بعيداً بعد عودة ترامب إلى سدة الرئاسة.
وقال سايمون إيفانس محرر السياسات في دورية كربون بريف العلمية المعنية بمتابعة حماية البيئة في اتصال مع (CNN الاقتصادية) من لندن، إن «فوز ترامب سيؤدي إلى انبعاث 4 مليارات أطنان إضافية من الكربون بحلول عام 2030 مقارنة بخطة الرئيس الحالي جو بايدن، والتي سيعمل ترامب على تفكيكها وتسفيه شرعيتها».
وأضاف إيفانس أن «وصول ترامب للبيت الأبيض يمثّل نهاية خطة خفض درجة حرارة الأرض بدرجة ونصف الدرجة كما أقرتها اتفاق باريس».
وكانت الدورية العلمية نشرت تقريراً مطولاً في مارس آذار الماضي نقلت فيه حجم الخسائر المادية المترتبة على فوز ترامب ب 900 مليار دولار بحسب تقديرات الحكومة الأميركية، وأوضحت أن 4 مليارات طن من الكربون توازي مجموع الانبعاثات التي يخلفها دول الاتحاد الأوروبي واليابان معا في عام أو 140 دولة الأقل إنتاجاً للكربون في عام.
وتعد الدول الكبرى المسببة للانبعاثات مثل الولايات المتحدة تتخلف بالفعل عن الوفاء بالتزاماتها بخفض الانبعاثات بما يكفي لتجنب ارتفاع درجة الحرارة العالمية بمقدار 1.5 درجة مئوية فوق عصر ما قبل الصناعة.
وتسبب الإعلان المبدئي بفوز ترامب بانتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة بموجة من الإحباط على صفحات المعنيين بالبيئة؛ حيث يأتي فوز رجل الأعمال الأميركي قبيل انطلاق اجتماعات كوب 29 في مدينة باكو عاصمة أذربيجان.. وبعد أقل من عام من مؤتمر كوب 28 الذي انعقد في دبي والذي ينص للمرة الأولى على خروج كل مصادر الوقود الأحفوري من معادلات الطاقة للوصول إلى الحياد الكربوني، وتأسيس صندوق ألتيرا للتمويل المناخي من قبل دولة الإمارات برأس مال حجمه 30 مليار دولار أميركي فإن التمويل المناخي.
وسبق وقال ترامب في تغريدة «لماذا يريدون أن يركب الأميركيون سيارات كهربائية فلتستمروا في الحفر» في إشارة إلى إنتاج النفط في الولايات المتحدة التي تعد أكبر مستهلك له في العالم.