في قمة المناخ كوب 29 المنعقدة في عاصمة أذربيجان باكو، أثار الرئيس إلهام علييف الجدل بتصريحاته الجريئة حول الموارد الطبيعية، واصفاً النفط والغاز بأنهما «هبة من الله» يجب على العالم قبولها كواقع أساسي في الاقتصاد العالمي، وبينما تتصاعد المطالب من الدول النامية للحصول على دعم مالي تاريخي لمكافحة آثار تغير المناخ، اعتبر علييف أن استثمار بلاده في مواردها الطبيعية ضرورة، وليست ترفاً.
وتأتي هذه التصريحات في وقت يشهد مؤتمر المناخ تحديات غير مسبوقة، حيث تضغط الدول الإفريقية ودول المحيط الهادئ من أجل التوصل إلى اتفاقيات مالية ملموسة، بينما تسعى دول أخرى لتحقيق أهداف طموحة لخفض الانبعاثات.
علييف: النفط والغاز هبة إلهية
قال إلهام علييف للمندوبين المشاركين في المحادثات في باكو «انقلوا عني أنني قلت إنها هبة من الله»، في إشارة إلى الموارد الطبيعية بما فيها النفط والغاز بالإضافة إلى مصادر الطاقة المتجددة.
وأضاف «لا ينبغي لوم البلدان لأنها تملكها ولا ينبغي لومها لأنها جلبتها إلى السوق، لأن السوق تحتاج إليها».
وتستضيف العاصمة الأذربيجانية باكو مؤتمر الأطراف للمناخ كوب 29 خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر الجاري.
ويطالب زعماء دول إفريقيا والمحيط الهادئ، الممثلين بقوة في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ كوب 29، الثلاثاء بالتوصل إلى اتفاق مالي تاريخي بشأن المساعدات المقدمة من الدول الغنية، لكنّ معظم رؤساء دول مجموعة العشرين غائبون عن بداية واحدة من أصعب المفاوضات المتعلقة بالظروف المناخية منذ اتفاق باريس عام 2015.
وكان أحد الحاضرين القلائل رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الذي أعلن من باكو الهدف الجديد الطموح للغاية لخفض انبعاثات بلاده من الغازات المسببة للاحترار بنسبة 81% بحلول عام 2035، مقارنة بعام 1990.
ويخطط الاتحاد الأوروبي من جانبه إلى خفض هذه الانبعاثات بنسبة 90% بحلول عام 2040.
وقال كير ستارمر، وهو من الزعماء القلائل الذين أقاموا مؤتمراً صحفياً «نحن هنا لإظهار القيادة» لدى لندن في دبلوماسية المناخ.
ولم يرد ستارمر بشكل محدد على سؤال حول عواقب وصول دونالد ترامب إلى السلطة في الولايات المتحدة، لكن الانسحاب الأميركي من الاتفاقية الأساسية بشأن العمل المناخي لا يزال ماثلاً في أذهان الجميع.
وقال وزير البيئة الكندي ستيفن غيلبو لوكالة فرانس برس الثلاثاء «إنه ليس وضعاً مثالياً، لكن خلال 30 عاماً من مؤتمر الأطراف، هذه ليست المرة الأولى التي نواجه فيها عقبات»، و«كل شيء لا يزال ممكناً تماماً».
مطالب الدول النامية بتمويل إضافي
من جهته قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن الدول النامية لا يمكنها أن تخرج «خالية الوفاض».
وتطالب هذه البلدان بزيادة المساعدات بمقدار عشرة أضعاف أو أكثر، والتي تبلغ حالياً نحو 116 مليار دولار سنوياً (في عام 2022).
من جانبها، جددت رئيسة وزراء بربادوس ميا موتلي الثلاثاء في مؤتمر «كوب 29» مقترحاتها بشأن الضرائب لتمويل مكافحة تغير المناخ في البلدان النامية.
وقالت إن «الالتزامات المالية العامة الحالية ليست كافية، لذلك نحن بحاجة إلى النظر في الضرائب»، متطرقة إلى احتمال فرض ضرائب بمئات مليارات الدولارات على استخراج الوقود الأحفوري أو النقل البحري أو الطيران أو حتى السندات والأسهم.
700 مليون دولار
كذلك، أعلن مسؤولو «صندوق الاستجابة للخسائر والأضرار المناخية» في البلدان الأكثر ضعفاً، الذي تم إنشاؤه في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ بنسخته السابقة (كوب 28)، الثلاثاء أنه أصبح فاعلاً بصورة شبه كاملة، ويستعد للإفراج عن أمواله الأولى في عام 2025.
وأعلن مديره التنفيذي السنغالي إبراهيما شيخ ديونغ، خلال توقيع بروتوكولات بمناسبة الإطلاق الرسمي للصندوق، خلال مؤتمر «كوب 29» في باكو، أن «صندوق الاستجابة للخسائر والأضرار جاهز لصرف أمواله».
وقد تلقى هذا الصندوق حتى الآن تعهدات بقيمة 700 مليون دولار من الدول الغنية، بينها ألمانيا وفرنسا ودولة الإمارات العربية المتحدة والدنمارك.