يطرح العديد من المسؤولين الدوليين المعنيين بالمناخ تساؤلات عديدة على التزام الولايات المتحدة بالاتفاقات المناخية في ظل فوز الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بالانتخابات وعودته إلى البيت الأبيض.

فاليوم تفصلنا نحو خمسين يوماً على تنصيب ترامب رئيساً.. فعودة الرجل السبعيني تسبب ارتباكاً حذراً في أوساط العاملين بملف المناخ، وكيف لا وترامب لا يعتقد في قضية الاحتباس الحراري، وكذلك الذي بادر بسحب الولايات المتحدة من معاهدة المناخ إبان توليه زمام الرئاسة بين عامي 2017 و2021.

التقت CNN الاقتصادية العديد من الأطراف الفاعلة في هذا الملف بعضهم أعرب عن مخاوف صريحة بينما احتفظ البعض الآخر بخطاب تطغى عليه الصبغة الديبلوماسية والتركيز على فكرة ضرورة التعاون، ربما حتى تتضح الأمور.

وقال محمود محيي الدين المبعوث المصري للأمم المتحدة المعني بملف المناخ في حديث مع CNN الاقتصادية، إن هناك علامات استفهام كثيرة حول بقاء الولايات المتحدة في اتفاق باريس أو في الاتفاقية الإطارية المعنية بالمناخ، ما قد يكون له تأثير كبير على التمويل المناخي، الذي تحصل عليه دول الجنوب العالمي من الدول المتقدمة، ذات البصمة الكربونية المرتفعة.

وتحتل الولايات المتحدة المرتبة الثانية عالمياً بعد الصين في حجم الانبعاثات الذي تخلفه على أراضيها، فوصلت البصمة الكربونية لأميركا إلى 12.6 في المئة عام 2022 من إجمالي مخلفات العالم.

أما سيلستي ساولو الأمين العام للمنظمة للدولية للأرصاد الجوية فاحتفظت بحوار بروتوكولي شديد حيث قالت في لقائها مع CNN الاقتصادية، إن الانتخابات الأميركية شأن داخلي للولايات المتحدة، ولكنها واثقة من تحقيق تعاون.. وعلى المستوى السياسي أنا متأكدة من إيجاد وسيلة للحوار تساعد على الوصول إلى تقدم.

وعلى الرغم من عدم ذكر أي مسؤول رسمي اسم الرئيس دونالد ترامب أو احتمال الضرر الذي سيتعرض له ملف المناخ في حالة إقدام الرئيس المنتخب دونالد ترامب على الانسحاب من اتفاق باريس، فإن أحد الدبلوماسيين الأوروبيين قال في لقاء مع CNN الاقتصادية شريطة عدم ذكر اسمه «نحن نشعر بارتباك كبير ومخاوف من انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق المناخ، ولكننا لا نفضّل التعبير عن هذه المخاوف في الوقت الحالي، لأننا إذا ما قمنا بذلك فإننا نهيئ الفرصة لانسحاب الولايات المتحدة.. لهذا السبب من الضروري الحفاظ على النبرة المتفائلة حتى تتغير الأمور».

المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا»، فرانشيسكو لا كاميرا، في حديث خاص لـ«CNN الاقتصادية»

النبرة المتفائلة يتبناها كذلك المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا»، فرانشيسكو لا كاميرا، حيث أكد في حديث خاص لـ«CNN الاقتصادية» أن «سوق الطاقة المتجددة أكثر نضجاً ونمواً من ثمانية أعوام مضت.. وهو يمثل فرصاً مهمة على المستوى التجاري؛ وبالتالي يجب ألا نغفل أن الاقتصاد عامل مهم لأي رئيس أميركي، فلا يمكن عدم الاستماع إلى صوت سوق الطاقة الذي يعتبر إيجابياً إلى حد كبير بخصوص الطاقة المتجددة».

أما فيليبين ميناجيه التي تعمل بإحدى المنظمات المعنية بالبيئة في إسبانيا أكدت في لقاء مع CNN الاقتصادية أن «وصول ترامب إلى البيت الأبيض مجدداً يمثّل تهديداً لملف الاحتباس الحراري، وأن الولايات المتحدة خرجت من اتفاقيات المناخ أكثر من مرة ثم عادت مجدداً.. ولكن الولايات المتحدة لا تمثلها الدولة وحسب، حيث إن للاعبين المحليين الكثير من الفاعلية. وتنشط أدوارهم كثيراً في أوقات انسحاب الولايات المتحدة، مثلما حدث وقت خروج واشنطن من اتفاق كيوتو واتفاق باريس».

كانت دورية كربون بريف العلمية المعنية بمتابعة حماية البيئة قدرت أن فوز ترامب قد يؤدي إلى انبعاث 4 مليارات أطنان إضافية من الكربون بحلول عام 2030 مقارنة بخطة الرئيس الحالي جو بايدن.