فيتنام تعدل تشريعاتها وتفتح الباب لـ«ستارلينك» للعمل في البلاد

تعديل القوانين في فيتنام يسمح لشركة ستارلينك بالعمل بملكية كاملة. (رويترز)
ستارلينك
تعديل القوانين في فيتنام يسمح لشركة ستارلينك بالعمل بملكية كاملة. (رويترز)

تتجه فيتنام نحو تعديل تشريعاتها للسماح لخدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية ستارلينك، التابعة لشركة سبيس إكس، بالعمل في البلاد مع إبقاء السيطرة الأجنبية الكاملة على أي شركة محلية تابعة، وفقاً لمسودة القوانين الجديدة.

تأتي هذه الخطوة بعد مفاوضات مطولة مع سبيس إكس، إذ يُنظر إليها على أنها بادرة حُسن نية من جانب فيتنام وسط مخاوف من التهديدات الجمركية التي لوح بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

دوافع فيتنام الاستراتيجية وراء تغيير الموقف

يُمثل القرار تحوّلاً مفاجئاً في موقف فيتنام، التي كانت قد أوقفت في أواخر 2023 محاولات دخول ستارلينك إلى السوق المحلية بسبب حظر السيطرة الأجنبية على مزودي الإنترنت عبر الأقمار الصناعية، وهو شرط أساسي حدده إيلون ماسك، لكن المسودة الجديدة المتوقع إقرارها من قِبل البرلمان الفيتنامي في جلسة استثنائية الأربعاء المقبل، تسمح بملكية أجنبية كاملة لمزودي الإنترنت عبر الأقمار الصناعية منخفضة المدار، ضمن برنامج تجريبي يستمر حتى نهاية 2030، بحسب رويترز.

تُفسَّر هذه الخطوة على أنها لعبة دبلوماسية تبادلية من الجانب الفيتنامي في ظل الضغوط الأميركية، خاصة أن إدارة ترامب تضع عدم توازن الميزان التجاري ضمن أولوياتها، وفقاً لشخص مطّلع على المحادثات، فإن هذه الخطوة تعكس مرونة فيتنامية في التعامل مع نهج واشنطن التجاري الصارم.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

الضغوط التجارية والعجز التجاري مع الولايات المتحدة

بلغ الفائض التجاري لفيتنام مع الولايات المتحدة في 2023 مستوى قياسياً عند 123.5 مليار دولار، وهو رابع أكبر فائض بين شركاء الولايات المتحدة التجاريين، في ظل هذا الواقع، أبدت إدارة ترامب قلقها إزاء الاختلالات التجارية، وأصدر الرئيس الأميركي تعليماته لفريقه بوضع رسوم جمركية متبادلة بحلول 1 أبريل نيسان 2025، ما يشير إلى إمكانية فرض تعريفات جديدة على الواردات الفيتنامية.

ستارلينك كأداة اقتصادية لتخفيف التوتر التجاري

بحسب مصادر مطلعة، فإن زيادة اشتراكات الأفراد والشركات الفيتنامية في خدمة ستارلينك يمكن أن تساعد في تقليل العجز التجاري عبر زيادة الإنفاق على الخدمات والتكنولوجيا الأميركية، ما يوفر مبرراً لخفض الضغوط الجمركية على السلع الفيتنامية.

علاوة على ذلك، تسعى فيتنام أيضاً إلى استيراد المزيد من المنتجات الزراعية الأميركية كجزء من جهودها لموازنة التبادل التجاري مع واشنطن، حيث تُجري مناقشات حول استيراد منتجات أخرى ضمن استراتيجية تهدف إلى تهدئة المخاوف التجارية الأميركية.

الاستثمارات الأميركية في فيتنام

بالتوازي مع ذلك، توسّع سبيس إكس شبكتها من الموردين في فيتنام، إذ تخطط لاستثمار 1.5 مليار دولار في البلاد، ما يعزز حضورها الصناعي في جنوب شرق آسيا.

من جهة أخرى، كانت القيود التجارية التي فرضتها إدارة ترامب على الصين منذ 2018 دافعاً رئيسياً لنقل العديد من المصانع الصينية إلى فيتنام، ما زاد من أهمية فيتنام كقاعدة تصنيعية بديلة للولايات المتحدة.

انعكاسات مستقبلية على العلاقات الاقتصادية

في ظل تصاعد التوترات التجارية، تُظهر فيتنام براعة دبلوماسية اقتصادية في موازنة علاقاتها التجارية مع الولايات المتحدة، مع محاولة الاحتفاظ بشروط مواتية للاستثمار الأجنبي.

ومع اقتراب فرض رسوم أميركية جديدة، ستعتمد قدرة فيتنام على حماية صادراتها إلى السوق الأميركية على مدى نجاحها في تقديم تنازلات تجارية واستثمارية تعكس استعدادها للعب وفقاً لقواعد الاقتصاد العالمي الجديد.