في تطور جديد للأزمة الأوكرانية، أثار المفاوضون الأميركيون احتمال قطع وصول أوكرانيا إلى خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية «ستارلينك»، المملوكة لشركة «سبيس إكس» التابعة لإيلون ماسك، وذلك في سياق مفاوضات تهدف إلى منح الولايات المتحدة حق الوصول إلى المعادن الحيوية الأوكرانية، بحسب ما كشفته ثلاثة مصادر مطلعة لوكالة «رويترز». وأوضحت المصادر أن مسألة استمرار أوكرانيا في استخدام «ستارلينك» طُرحت خلال محادثات بين مسؤولين أميركيين وأوكرانيين، بعد أن رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عرضاً أولياً من وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وتوفر «ستارلينك» خدمات إنترنت حيوية في أوكرانيا، خصوصاً في ظل الحرب المستمرة، حيث تعتمد القوات الأوكرانية عليها بشكل كبير.
وأكد أحد المصادر أن المسألة أثيرت مجدداً يوم الخميس الماضي خلال اجتماع بين المبعوث الأميركي الخاص لأوكرانيا، كيث كيلوج، والرئيس زيلينسكي، إذ حذّر أوكرانيا من أن خدمات «ستارلينك» قد تُقطع قريباً إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن المعادن الحيوية.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وأضاف المصدر قائلاً، «
أوكرانيا تعتمد بالكامل على ستارلينك، وقطع الخدمة سيكون ضربة هائلة لها».
وبعد نشر التقرير، رد ماسك عبر منصة «إكس» (تويتر سابقاً) قائلاً إن المقال «كاذب»، متهماً «رويترز» بتزييف الحقائق، ومع ذلك، أكدت الوكالة التزامها بصحة تقريرها.
من جانبه، رفض زيلينسكي مطالب إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن دفع 500 مليار دولار من ثروات أوكرانيا المعدنية مقابل المساعدات العسكرية الأميركية، مشيراً إلى عدم تقديم الولايات المتحدة ضمانات أمنية محددة.
وكان ماسك قد زوَّد أوكرانيا بآلاف أجهزة «ستارلينك» بعد الغزو الروسي في فبراير شباط 2022، ما ساعد في استعادة الاتصالات المدمرة، ولكنه قام بتقييد الوصول للخدمة لاحقاً في خريف 2022، مع تصاعد انتقاداته للحكومة الأوكرانية.
وفي هذا السياق، صرَّح نائب رئيس الوزراء البولندي بأن بلاده تتكفل بدفع اشتراك «ستارلينك» لصالح أوكرانيا وستواصل ذلك.
من ناحية أخرى، يظل الكونغرس الأميركي منقسماً بشأن جهود ترامب لإنهاء الحرب الأوكرانية بسرعة، في حين يرى بعض المسؤولين أن فقدان «ستارلينك» سيؤثر بشكل جوهري على العمليات العسكرية الأوكرانية، لا سيما في ما يخص تشغيل الطائرات المسيّرة.
وأفادت تقارير بأن روسيا والولايات المتحدة تخططان لعقد اجتماع ثانٍ خلال الأسبوعين المقبلين لمناقشة إنهاء الصراع، بعد الاجتماع الأول الذي جرى في الرياض.
يُذكر أن أوكرانيا كانت قد اقترحت سابقاً فتح قطاع المعادن الحيوية للاستثمارات الأجنبية ضمن خطتها للفوز بالحرب، وهي خطوة أيدها ترامب، لكنه اصطدم برفض زيلينسكي لعروض منح الولايات المتحدة 50 في المئة من هذه الموارد، ما زاد التوتر بين الطرفين.
وقد وصف ترامب زيلينسكي بأنه «ديكتاتور بلا انتخابات»، بعد تصريحات الأخير التي اعتبرت أن ترامب متأثر بالدعاية الروسية.
(رويترز).