يشهد قطاع التصنيع تحولاً جذرياً بفضل الذكاء الاصطناعي الذي أصبح أداة محورية لتحسين الكفاءة، وخفض التكاليف، وتعزيز الجودة، ومع ذلك، يظل العنصر البشري محوراً أساسياً في هذه العملية، ما يجعل الصحة المهنية للعمال أولوية قصوى، وتبرز الإمارات كدولة رائدة في دمج الذكاء الاصطناعي لتحسين بيئات العمل وتعزيز الإنتاجية، مدعومةً باستراتيجيات وطنية ومبادرات مبتكرة.
وقال رئيس مجلس إدراة المعهد العالمي للرعاية الصحية نهيان هلال المري، لـ CNN الاقتصادية، إن الإمارات اتجهت لتعزيز مكانتها كمركز صناعي ذكي عبر الواقع الافتراضي VR بهدف تدريب العمال على التعامل مع المخاطر في بيئات محاكاة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وأوضح أن الإمارات اتجهت إلى التطبيقات الذكية لمتابعة الصحة النفسية والجسدية للموظفين، مثل تقليل التوتر وتحسين التوازن بين العمل والحياة، والتشريعات الداعمة وذلك لتحديث السياسات لمواكبة التكنولوجيا، مثل قانون الاستخدام الآمن للذكاء الاصطناعي.
الذكاء الاصطناعي وتعزيز الصحة المهنية
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
أضاف المري أن التكنولوجيا تُعد عاملاً حاسماً في تحسين سلامة العمال ورفاهيتهم، خاصة في القطاعات الصناعية عالية المخاطر مثل النفط والغاز والتصنيع الثقيل.
وأوضح أنه في قطاع النفط الإماراتي، تُستخدم أجهزة الاستشعار لرصد الغازات السامة، ما أسهم في خفض الحوادث بنسبة 30 في المئة.
وأشار المرى إلى أنه يتم استبدال الروبوتات بالبشر في المهام ذات المخاطر العالية، مثل فحص الأنابيب في منصات النفط (كما في شركة أدنوك)، ما يقلل التعرض للإصابات.
365 مليون درهم وفورات في التكاليف
قامت شركة
الإمارات العالمية للألومنيوم بتدريب ما يزيد على 3 آلاف فرد على مجالات مثل الذكاء الاصطناعي وأسس العمل المرن، كما نجحت عمليات دمج تقنيات الثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي في تحسين كفاءة العمليات التشغيلية والإنتاجية للشركة.
وحققت وفوراً في التكاليف تتجاوز 365 مليون درهم من خلال تنفيذ أكثر من 80 تطبيقاً لتقنيات الثورة الصناعية الرابعة، إضافة إلى تحسين الجودة والسلامة والاستدامة.
ودشنت في عام 2024 أول مراكز بيانات في القطاع الصناعي، تعمل كلياً بالطاقة المتجددة في مقراتها في جبل علي والطويلة، وتسهم في توسيع نطاق استخدام حلول الذكاء الاصطناعي والأتمتة في العمليات الصناعية للشركة، مع خفض إجمالي استهلاك الطاقة في مجال تقنية المعلومات بنسبة 50 في المئة.
إطلاق أول منصة للتصنيع الرقمي في الشرق الأوسط
قامت شركة الإمارات العالمية للألومنيوم بتاريخ 15 مايو 2024 بتطوير منصة التصنيع الرقمية ضمن شراكتها الاستراتيجية مع مايكروسوفت لتسريع وتيرة خطة التحول الرقمية الخاصة بالشركة.
وتعمل المنصة على دمج الأجهزة والبرامج والعمليات والأشخاص بسهولة في جميع مواقع الشركة حول العالم، وتمكّن المنصة من خفض تكلفة إجراء تحليلات الصور والفيديو القائمة على الذكاء الاصطناعي بنسبة تزيد على 80 في المئة، مع زيادة سرعة تنفيذها بما يصل إلى 13 مرة مقارنة بالحلول التي اعتمدتها الشركة سابقاً.
وتسمح منصة التصنيع الرقمية الجديدة بمعالجة أكثر من 2.9 بيتابايت من البيانات في الوقت الفعلي سنوياً، ما يعادل بث أكثر من 32,000 فيلم بدقة 4K، وستواصل الشركة زيادة هذه القدرة في المستقبل.
بدء إنتاج خلايا الاختزال التجريبية بالتقنية الجديدة بالنصف الأول 2025
بدأت أعمال التأسيس لإنشاء 10 خلايا اختزال تجريبية تعمل بتقنية EX، الجيل القادم من تقنيات صهر الألومنيوم التي طورتها الشركة.
ومتوقع أن يبدأ الإنتاج في خلايا الاختزال التجريبية التي تعمل بالتقنية الجديدة في النصف الأول من 2025.
وتهدف التقنية الجديدة إلى زيادة إنتاج الألومنيوم مع خفض استهلاك الطاقة والانبعاثات، وتستند في تصميمها إلى أجهزة استشعار وشبكة اتصال تعتمد على إنترنت الأشياء لتسهيل جمع البيانات مباشرةً.
وتهدف الشركة من هذه الزيادة في أجهزة الاستشعار والبيانات للاستفادة من الذكاء الاصطناعي في التحكم الآلي في خلايا الصهر، والرافعات، والمركبات، ما يسهم في تحسين كفاءة عمليات خطوط خلايا الصهر وتكاملها، وخفض نسبة الأعطال والاضطرابات فيها.
تمويل الابتكار عبر الذكاء الاصطناعي بقيمة 370 مليون درهم
شاركت وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، مصرف الإمارات للتنمية، بتاريخ 27 مايو العام الماضي، لتقديم تمويل بقيمة 370 مليون درهم لبرنامج الابتكار عبر الذكاء الاصطناعي لتعزيز الابتكار وتحفيز الاستثمارات المحلية والأجنبية في القطاع الصناعي في الإمارات.
وسيساعد البرنامج الصناعة الإماراتية على إطلاق موجة جديدة من الكفاءة والإنتاجية والاستثمار، ومن خلال الربط بين الطلب الصناعي والعرض التكنولوجي، سيساعد المطورين والشركاء الصناعيين على تعزيز أوجه التناغم بين الشركات ومطوري التكنولوجيا والشركات الناشئة عندما يتعلق الأمر بتقديم حلول مبتكرة للتحديات الصناعية، وفقاً لـ«وام».
اتفاقية لتعزيز تطبيقات الذكاء الاصطناعي في القطاع الصناعي الإمارات
شهد مكتب الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد وشركة الإمارات العالمية للألومنيوم، توقيع اتفاقية تعاون لتعزيز تطبيقات الذكاء الاصطناعي في القطاع الصناعي.
ويهدفان إلى تطوير آفاق الشراكة البحثية والتطويرية في الاستفادة من حلول الذكاء الاصطناعي في تطوير سبائك الألومنيوم الجديدة، إضافة إلى أن التعاون يسهم في رفع مهارات موظفي الإمارات العالمية للألومنيوم في مجال الذكاء الاصطناعي، حسب «وام».
وتدعم هذه الاتفاقية تطبيق حلول الثورة الصناعية الرابعة باستخدام الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات، مثل تحسين سلسلة الإمداد ورفع كفاءة اختبارات الجودة الآلية وتعزيز إجراءات السلامة في مصانعها.
ويتيح ذلك الفرص الوظيفية في القطاع الصناعي للطلاب من مواطني الدولة، والتعاون مع الجامعات والمؤسسات الأكاديمية لضمان وضع مناهج دراسية تتوافق مع ما يحتاج إليه قطاع العمل في المجالات الصناعية.
19.2 مليار درهم حجم سوق الذكاء الاصطناعي بالإمارات
تعتبر الإمارات هي أول دولة في العالم تنشئ وزارة مخصصة للذكاء الاصطناعي، إضافة إلى جانب إنشاء الجامعات المتخصصة في المجال، وعلى رأسها جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي التي تأسست لتكون مركزاً عالمياً للبحث والتطوير في هذا المجال.
ووصل حجم سوق الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات في عام 2024 إلى نحو 19.2 مليار درهم (ما يعادل 5.22 مليار دولار) ارتفاعاً من 3.47 مليار دولار في عام 2023.
ومن المتوقع أن يسهم الذكاء الاصطناعي في الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات بنحو 13.6 في المئة خلال عام 2030، حسب «وام».