في رسالة رقمية حافلة بالإنجازات، احتفلت مصر باليوم العالمي للاتصالات ومجتمع المعلومات باستعراض حصادها في رحلة التحول الرقمي التي غيّرت وجه الخدمات العامة والاقتصاد الرقمي في البلاد، وأدخلت الملايين من المواطنين إلى عالم الخدمات الذكية. نشر المركز الإعلامي لمجلس الوزراء مجموعة من الإنفوجرافات التي تلخص بلغة الأرقام كيف تحولت مصر إلى لاعب رقمي متقدم في المنطقة، مشيراً إلى أن الدولة حققت تقدماً ملحوظاً في المؤشرات الدولية، أبرزها دخولها قائمة أفضل 12 دولة عالمياً في مؤشر الأمن السيبراني بعد حصولها على العلامة الكاملة (100 نقطة) عام 2024، كما صعدت إلى المركز الأول إفريقياً في سرعة الإنترنت الثابت.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
في قطاع الاتصالات، ارتفع معدل النمو إلى 14.4 في المئة خلال عام 2023/2024، مقارنة بـ8.4 في المئة قبل عشر سنوات، وقفزت الصادرات الرقمية إلى 6.9 مليار دولار بزيادة تقارب أربعة أضعاف، ما يعكس التحوّل الكبير في مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي، التي سجّلت 5.8 في المئة مقارنة بـ3 في المئة عام 2013/2014.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وتقود منصة «مصر الرقمية» مشهد الخدمات الحكومية الإلكترونية، إذ تخدم 9 ملايين مواطن وتقدم قرابة 200 خدمة رقمية، وتم تنفيذ أكثر من 11 مليون معاملة واستعلام عبرها خلال عام 2024، كما تمت ميكنة مكاتب التوثيق والبريد بشكل واسع، في وقت دخلت فيه خدمات التقاضي والتأمين الصحي والمرافق العقارية عصر الأتمتة.
في قلب العاصمة الإدارية، تتجسد رؤية التحول الرقمي في مدينة المعرفة التي استثمرت فيها الدولة 20 مليار جنيه، إضافة إلى ربط كل المباني الحكومية على مستوى الجمهورية بشبكة ألياف ضوئية بتكلفة بلغت 8 مليارات جنيه، وهو ما يعزّز كفاءة الأداء الحكومي ويوحّد قواعد البيانات والخدمات.
أما على صعيد البنية التحتية، فقد تم تركيب 3102 برج تقوية لشبكات المحمول خلال عام 2024، مع إطلاق خدمة الجيل الخامس وتقنية الشرائح الإلكترونية (eSIM)، بالتوازي مع افتتاح أول منطقة سحابية عامة لشركة هواوي في مصر وشمال إفريقيا، ما يعزّز جاهزية البلاد لاستضافة خدمات رقمية إقليمية واسعة.
تُظهر هذه المؤشرات بوضوح أن مصر لم تَعُد تكتفي بتحسين خدماتها للمواطنين، بل باتت تطمح إلى ترسيخ مكانتها كمركز رقمي واستثماري إقليمي، يجذب الشركات العالمية ويقود صادراتها الرقمية إلى أسواق جديدة.
ومع ارتفاع عدد مستخدمي الإنترنت عبر الهاتف المحمول إلى 88.8 مليون مستخدم، وسرعة الإنترنت الثابت إلى 77.9 ميغابت/ثانية، أصبحت البنية التحتية الرقمية أداة نمو اقتصادية لا تقل أهمية عن البنية التقليدية.
التحول الرقمي لم يعد خياراً، بل ضرورة وطنية تقود التنمية، وتُعيد تعريف العلاقة بين الدولة والمواطن، وبين الحكومة والاقتصاد. مصر اليوم تكتب فصلًا جديداً في تاريخها الرقمي، برؤية واضحة واستثمارات ضخمة تضعها في موقع متقدم بين الاقتصادات النامية.