أعلن الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم إمارة أبوظبي، مستشار الأمن الوطني الإماراتي، رئيس مجلس إدارة «MGX»، على منصة «إكس»، عن إطلاق مشروع دولي مشترك يهدف إلى بناء أكبر مجمع للذكاء الاصطناعي في أوروبا، في منطقة باريس الكبرى، بالشراكة بين صندوق إم جي إكس الإماراتي، وبنك بي بي آي فرانس وشركة ميسترال إيه آي وشركة إنفيديا. وقال الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان «في خطوة استراتيجية تعكس الالتزام بالاستثمار في أدوات المستقبل، يأتي إطلاق مشروع مجمع الذكاء الاصطناعي في فرنسا بالشراكة بين MGX و Bpifrance و Mistral AI و NVIDIA ضمن مسار التعاون الإماراتي-الفرنسي في مجال التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي، وتجسيداً للرؤية المشتركة لبناء بنية تحتية رقمية مستدامة وذات سيادة».
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وتابع: «دولة الإمارات من خلال شراكاتها الاستراتيجية تواصل دعم الازدهار العالمي من خلال دعم الابتكار والتكنولوجيا المتقدمة وتعزيز التكامل الدولي في هذا المجال، وتسخير الذكاء الاصطناعي لخدمة المجتمعات وتعزيز جودة الحياة».
وأضاف: «يمثل هذا التعاون نموذجاً عالمياً لتطوير بنية تحتية تدعم الذكاء الاصطناعي الشامل، ويفتح آفاقاً جديدة للبحث العلمي والابتكار والنمو الاقتصادي المستدام».
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
يأتي المشروع ضمن التعاون الإماراتي الفرنسي في مجال التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي.
المبادرة تنبع من اتفاقات التعاون التي تم التوصل إليها خلال «قمة عمل الذكاء الاصطناعي» التي عُقِدت في فبراير شباط 2025، والتي جمعت الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بهدف دعم تطوير بنية تحتية سيادية ومستدامة للذكاء الاصطناعي في أوروبا.
وأُعلن المشروع خلال قمة «اختر فرنسا» التي استضافها قصر فرساي في مايو أيار 2025.
1.4 غيغاواط بحلول عام 2028
من المتوقع أن يصل المجمع عند اكتماله إلى قدرة تشغيلية تبلغ 1.4 غيغاواط، ما يجعله الأكبر من نوعه في أوروبا. وسيخدم المجمع دورة حياة الذكاء الاصطناعي كاملة، بدءاً من تدريب النماذج والاستدلال، وحتى النشر العملي للتطبيقات التوليدية، وفق بيان إم جي إكس الرسمي.
سيضم المجمع بنية حوسبية من فئة «إكساسكيل»، ومنصات بيانات منخفضة الانبعاثات، وسحابة سيادية فرنسية، وسيتم ربطه ببنية تحتية ضوئية عالية السرعة عبر شركة «سيبارتك».
موقع استراتيجي ودعم من مؤسسات فرنسية
سيُقام المشروع في موقع استراتيجي بالقرب من منظومات البحث والابتكار الفرنسية، على أن يبدأ البناء في النصف الثاني من عام 2026، وتبدأ العمليات التشغيلية بحلول 2028.
كما يحظى المشروع بدعم مجموعة من الشركاء، أبرزهم مجموعة بويج (Bouygues) المتخصصة في البناء والطاقة والاتصالات وشركة إي دي إف للطاقة منخفضة الانبعاثات وشركة النقل الكهربائي الوطنية، ومزود الألياف الضوئية Sipartech، ومعهد «إيكول بوليتكنيك» الذي سيتعاون أكاديمياً مع جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي عبر تمويل أبحاث دكتوراه ومشاريع مشتركة.
البنية التحتية الأوروبية الجديدة
قال أحمد يحيى الإدريسي، الرئيس التنفيذي لشركة إم جي إكس: «فرنسا تملك الطموح والقدرة على لعب دور ريادي في الذكاء الاصطناعي، ونحن نرى أن البنية التحتية المفتوحة والمستدامة ستكون عاملاً حاسماً في تحقيق هذا التأثير».
وأوضح نيكولا دوفورك، الرئيس التنفيذي لبي بي آب فرانس، أن المشروع يعكس القدرة الفرنسية على جذب الكفاءات وبناء بنية تحتية متقدمة تعزّز السيادة التكنولوجية الأوروبية.
وأكد آرثر مينش، الرئيس التنفيذي لميسترال إيه آي، أن المشروع سيسهم في تسريع تبني الذكاء الاصطناعي في الشركات والمؤسسات الأكاديمية والحكومية.
من جانبه، وصف جينسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لإنفيديا، المجمع بأنه «بنية تحتية تحولية» ستُحدِث فارقاً في مجالات الصناعة والبحث والتعليم في فرنسا.
خطوة أوروبية لمنافسة البنى السحابية العالمية
يهدف المشروع إلى تعزيز الاستقلال الرقمي الأوروبي في وقتٍ تتزايد فيه التوترات حول هيمنة البنى السحابية الأميركية والصينية على قطاع الذكاء الاصطناعي.
ومن خلال هذا المشروع، تسعى فرنسا والإمارات إلى تطوير بنية تحتية بديلة ذات طابع سيادي تدعم الابتكار المحلي وتحمي البيانات الاستراتيجية ضمن حدود الاتحاد الأوروبي.