غوغل تراهن على طاقة الشمس والنجوم.. أول صفقة اندماج نووي في التاريخ

غوغل تراهن على طاقة النجوم.. أول اتفاق من نوعه لشراء كهرباء من مشروع اندماج نووي (شترستوك)
غوغل تراهن على طاقة النجوم.. أول اتفاق من نوعه لشراء كهرباء من مشروع اندماج نووي
غوغل تراهن على طاقة النجوم.. أول اتفاق من نوعه لشراء كهرباء من مشروع اندماج نووي (شترستوك)

في لحظة قد تشكّل ملامح المستقبل الطاقي للعالم، أعلنت غوغل عن توقيع اتفاق غير مسبوق لشراء الكهرباء من مصدر لا يزال في طور البحث العلمي، وهو الاندماج النووي، وهو التفاعل ذاته الذي يولّد طاقة الشمس والنجوم.

جرى الاتفاق مع شركة «كومنويلث فيوجن سيستمز» CFS الأميركية، وهي شركة ناشئة تأسست عام 2018 من قلب معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، ويعد هذا أول اتفاق شراء طاقة مباشر بين شركة خاصة ومشروع اندماج نووي.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

يقضي الاتفاق بتزويد غوغل بـ200 ميغاواط من الكهرباء من مشروع أيه أر سي «ARC» الذي تطوره كومونويلث فيوجن سيستمز (سي أف أس) في ولاية فرجينيا، وهي ولاية تُعرف بأنها أكبر مركز عالمي لمراكز البيانات كثيفة الاستهلاك للطاقة.

تعتبر الكمية المتفق عليها كافية لتغذية مدينة صغيرة، ولم يُكشف عن تفاصيل الصفقة المالية، لكن غوغل أعلنت بالتوازي أنها وسّعت استثماراتها في الشركة ذاتها، ووصفت قيمة الاستثمار الجديد بأنها «مماثلة» لما قدمته في جولة التمويل السابقة عام 2021، والتي بلغت 1.8 مليار دولار.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

رغم الحماسة، لا تزال التقنية تواجه تحديات علمية وهندسية كبيرة. فحتى اليوم، لم تنجح أي منشأة اندماج في الوصول إلى ما يُعرف بـ«نقطة التعادل الهندسي»، أي إنتاج طاقة أكثر مما تستهلكه لتوليد التفاعل.

ورغم تحقيق مختبر «لورانس ليفرمور» الوطني في كاليفورنيا اختراقاً في 2022 عبر تجربة حققت «ربحاً صافياً» آنياً بالطاقة، فإن تحويل هذا الإنجاز إلى مصدر طاقة مستقر ومستدام ما زال بعيد المنال.

لكن غوغل تراهن على المستقبل، في ظل تصاعد استهلاك الطاقة عالمياً، خاصة بسبب تطورات الذكاء الاصطناعي والتوسع في مراكز البيانات، ترى الشركة أن الوقت حان للاستثمار في الحلول الجذرية.

يقول رئيس قسم الطاقة المتقدمة في غوغل، مايكل تيريل «نعرف أن هناك تحديات، لكن علينا أن نستثمر الآن إن كنا نريد مستقبلاً نظيفاً وقابلاً للاستمرار».

تستهدف شركة كومونويلث فيوجن سيستمز إنتاج 400 ميغاواط من الكهرباء من مشروع أيه أر سي بحلول أوائل الثلاثينيات، لكنها تدرك أن الطريق لا يزال طويلاً.

قال الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك للشركة، بوب مامغارد، إن هذا المشروع سيكون بمثابة «مرحلة التسنين» في عالم الاندماج النووي، إذ ستُختبر أعطال الآلات وأسلوب التشغيل المستقر لأول مرة على نطاق واسع.

الفرق الجوهري بين الاندماج النووي والانشطار النووي، الذي تستخدمه المفاعلات التقليدية، هو أن الاندماج لا يولّد كميات كبيرة من النفايات المشعة.

كما أنه أكثر أماناً، ولا يهدد بالانفجار الكارثي، ما يجعله هدفاً جذاباً في معركة البشرية ضد تغيّر المناخ.

في وقت يتسابق فيه العالم لتأمين مصادر طاقة نظيفة وموثوقة، تفتح غوغل الباب أمام حلم الاندماج النووي، مبرهنة على أن استثمارات اليوم قد تكون وقود المستقبل.