تمتلك فورد بعض الأفكار المثيرة للاهتمام حول ما تستطيع السيارات الذاتية القيادة فعله مستقبلاً، فبجانب تحرير قائد السيارة من الشعور بالملل أثناء التنقل، هناك فكرة بأن السيارة يمكنها الرحيل لمالكها الأصلي في حال عدم دفع المستحقات المطلوبة عليها.
وفقاً لوثيقة تم نشرها مؤخراً على موقع الويب الخاص بمكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية بالولايات المتحدة، قالت شركة السيارات الأميركية فورد إنها تفكر في نظام يسمح للسيارة بالمغادرة تلقائياً إذا توقفت عن سداد مدفوعاتك الشهرية المستحقة عليها.
ولكن لا تقلق، فحتى الآن لم تتم الموافقة على براءة الاختراع، فيما تصرُ فورد على أنها مجرد فكرة.
وقالت فورد في بيان: «ليس لدينا أي خطط لنشر هذا»، مشيرة إلى أن الشركة حصلت على 1342 براءة اختراع العام الماضي، بمتوسط 3.7 براءة اختراع في اليوم.
ويوضح مايكل ميسينجر محامي براءات الاختراع والشريك في مكتب شركة فوريس بواشنطن العاصمة، أن الشركات تتقدم بطلب للحصول على براءات اختراع لحماية الأفكار من استخدامها من قبل الآخرين، سواء كانوا يستخدمون الملكية الفكرية بأنفسهم أم لا، وأضاف هذه العمليات يمكن أن تستغرق وقتاً طويلاً.
سلسة من المضايقات
قبل الوصول إلى النقطة التي ستقود فيها السيارة نفسها بعيداً، سيخضع الأشخاص المتأخرون في السداد لسلسلة من المضايقات، وتبدأ تلك السلسلة برسائل مزعجة على الهواتف الذكية للمالكين وأيضاً على الشاشات داخل السيارة.
إذا استمر المالك في تجاهل هذه الرسائل فإن السيارة، على حد تعبير طلب براءة اختراع فورد، «تبدأ في تنفيذ إجراء استرداد متعدد الخطوات».
تتضمن الخطوة الأولى دفع المالك لسداد المستحقات بطرق أخرى مثل توقيف بعض الخيارات في السيارة مثل تكييف الهواء أو مثبت السرعة أو الراديو عن العمل. (ويعد هذا الأمر ممكن بالفعل في العديد من المركبات).
إذا لم يفلح ذلك، فقد تصبح السيارة مزعجة بشكل غير معتاد، فقد تتم برمجة جهاز الاستريو «لإصدار صوت متواصل وغير سار في كل مرة يتواجد فيها المالك في السيارة»، وفقاً لبراءة الاختراع.
ستكون هناك طريقة واحدة فقط لإيقاف الضوضاء، والتي ستشمل بالطبع «الاتصال بالمؤسسة المُقرضة لمعالجة التأخر في السداد». إذا تعذر ذلك، فإن السيارة ستجعل نفسها غير صالحة للاستعمال، برفض فتح أبوابها.
وهنا يكون الوضع قد أصبح أكثر تعقيداً، ولتجنب كل هذا يجب عليك الدفع الفوري.
وقد يحتاج المقترض إلى القيادة للعمل لكسب المال لسداد القرض، وفي تلك الحالة تقيّد السيارة نفسها للسماح فقط بأخذها إلى العمل، وربما للشراء من البقالة أو توصيل الأطفال إلى المدرسة، وطوال تلك الفترة، لن يتمكن السائق من الاستماع إلى جهاز الاستريو، ومن المحتمل ألا يعمل المكيف، كما يتعرض سائق السيارة لتلك الضوضاء المزعجة التي لا يمكن إيقافها.
أما إذا كانت هناك حالة طبية طارئة، في مثل هذه الحالة، وفقاً لفكرة تطبيق فورد، فإنه يمكن تمكين السيارة من القيادة بنفسها لأقرب غرفة طوارئ أو حتى التنسيق مع طاقم الطوارئ الطبي للالتقاء في أحد المواقع، ثم تعود السيارة لتغلق على صاحبها.
وفي حال مواصلة سيناريو عدم الدفع، ستتلقى السيارة أمراً بالعودة إلى مالكها الأصلي، وفي حالة إذا لم تكن السيارة قادرة على القيادة الذاتية بالكامل في ظل حركة المرور، فقد تتحرك بنفسها إلى مكان يكون من السهل على الشاحنة سحبها فيه، مثل حافة الشارع.
منع السيارة من المغادرة
في بعض الأحيان، قد يتخذ المقترضون المتخلفون عن السداد خطوة بإغلاق سيارتهم في مرأب أو وضعها في مكان ما يجعل من المستحيل الابتعاد عنها ببساطة.
في النهاية، قد يكون الحل الوحيد هو أن يمتلك الشخص سيارة جيدة من الطراز القديم.
قد لا تحصل فكرة فورد للسيارة ذاتية الاستعادة على براءة اختراع فعلية، لكن ما تزال بعض الأفكار التي طرحها هذا المشروع قابلة للتطبيق في المستقبل مثل سيارة تصدر ضوضاء مروعة إذا لم يدفع صاحبها الأموال المستحقة عليها.
كتب- بيتر فالديس دابينا (
CNN)