أعلن تطبيق « تيك توك» عبر موقعه الخاص عن إصداره خاصية «سيريز» الجديدة، في خطوة تهدف لمنافسة عملاق مقاطع الفيديو «يوتيوب».
وقال التطبيق الصيني لمشاركة المقاطع المصورة القصيرة إنه سيسمح لبعض صناع المحتوى بإنتاج مقاطع أطول في مقابل مادي، فاتحاً بذلك باباً جديداً لمستخدميه لكسب المال.
وأعلنت إدارة «تيك توك» في بيان على الموقع الرسمي: «نقدم اليوم خاصية «سيرييز» -وتعني بالعربية «سلسلة»- وهي طريقة جديدة للمبدعين من صانعي المحتوى لمشاركة قصصهم ومواهبهم وإبداعهم كمحتوى متميز على هيئة تسلسل لمقاطع فيديو بهدف تعميق ارتباطهم بمجتمع تيك توك».
وطور التطبيق هذا التحديث ليقدم خاصية متماشية مع مجتمع «تيك توك» المحب لمشاركة القصص الأصلية والخبرات والتجارب من خلال مقاطع الفيديو المصورة، إذ تتيح خاصية «سيرييز» للمبدعين المؤهلين نشر مجموعات من المحتوى المتميز مقابل نظام اشتراك مالي، والذي يمكن لمتابعي صانع المحتوى شراؤه للوصول إليه.
ويمكن أن تتضمن السلسلة الواحدة ما يصل إلى 80 مقطع فيديو، يصل طول كلٍ منها إلى 20 دقيقة، ما يمنح الأشخاص تصميماً جديداً للمحتوى متيحاً مدة أطول لمشاهدة المحتوى الخاص بمبدعي «تيك توك».
كما ستتيح إحدى الخاصيات الجديدة لصانعي المحتوى تحديد التكلفة التي يجب أن تتكلفها السلسلة الخاصة بهم، والتي تعكس على أفضل وجه قيمة المحتوى الحصري الخاص بهم، والذي يمكن شراؤه للوصول إليه عبر روابط مباشرة داخل الفيديو أو من خلال الصفحة الشخصية لصانع المحتوى.
واعتبر «تيك توك» أن هذه الخاصية الجديدة ستتيح لصانعي المحتوى بناء علاقات أقوى مع مشاهديهم مع منح المشاهدين أيضاً طريقة أخرى لدعم المبدعين لكسب بعض المال.
ثورة تيك توك
وأطول مدة يسمح بها «تيك توك» للمقاطع المصورة حالياً هي عشر دقائق.
ولكن بعد أن أحدث ثورة في مجال التواصل الاجتماعي، ونافس بشدة «فيسبوك» و«إنستغرام» المملوكتين لشركة «ميتا» بعد هيمنتهما لسنوات على هذا القطاع، جاء الآن لينافس عملاقاً آخر وهو «يوتيوب» التابع لشركة «غوغل» في عرض محتوى مصور لمدة أطول مثلما هو الحال على منصة «يوتيوب».
وقال «تيك توك»، المملوك لشركة «بايت دانس»، إن مستخدميه يأتون على نحو متزايد إلى منصته لإنتاج محتوى مثل عرض الحيل الذكية لاستخدام جداول البيانات، والتمارين البدنية، ووصفات الطعام، وهي مساحة لا يزال يوتيوب الوجهة المهيمنة فيها.
وأشار تقرير إلى أن مستخدمي التطبيقات في المملكة المتحدة والولايات المتحدة يقضون وقتاً أطول على «تيك توك» مما يقضونه على «يوتيوب»، وذلك وفقاً لبيانات «آب آني» المتخصصة في تحليل سوق التطبيقات.
ويشير هذا التحديث الجديد الخاص بتيك توك إلى قدومه بقوة لينافس بين عمالقة منصات الفيديو، ليست فقط القصيرة وحسب، ولكن أيضاً ذات الطابع المطول منها.
ولم يتضح بعد ما إذا كان «تيك توك» سيتقاضى مقابلاً مادياً من صناع المحتوى على ذلك.
خطر الحظر
وتمثل قرارات الحظر المفروضة على «تيك توك» في عدد من البلدان حول العالم، خطراً على مكاسب التطبيق ووضعه الريادي الذي يسعى له بين باقي التطبيقات ضمن قطاع منصات التواصل الاجتماعي والفيديوهات المصورة والبث المباشر.
وأصدرت الولايات المتحدة وكندا أوامر في وقت سابق من هذا الشهر بحظر استخدام «تيك توك» على الأجهزة المحمولة الحكومية مع تزايد مخاوف الخصوصية والأمن السيبراني بشأن تطبيق مشاركة الفيديو، أيضاً الهند، تايوان، باكستان، وأفغانستان هي من ضمن الدول التي فرضت حظراً في وقتٍ ما على التطبيق الصيني، بالإضافة لفرض البرلمان الأوروبي والمفوضية الأوروبية ومجلس الاتحاد الأوروبي، وهي ثلاث هيئات كبرى في الاتحاد الأوروبي، حظراً على أجهزة الموظفين لاستخدام «تيك توك».
وأكدت «تيك توك» أنها لا تشارك البيانات مع الحكومة الصينية، وأن بياناتها غير محفوظة في الصين، كما عارضت الاتهامات بأنها تجمع بيانات مستخدمين أكثر من شركات التواصل الاجتماعي الأخرى، وتصر على أنها تدار بشكل مستقل من قبل إدارتها الخاصة.
وبلغ عدد مستخدمي «تيك توك» مليار مستخدم نشط شهرياً في سبتمبر أيلول 2021، ولم يبلغ عن قاعدة مستخدميه منذ ذلك الحين. بالمقارنة، كان لدى «فيسبوك» قرابة ثلاثة مليارات مستخدم نشط شهرياً في ديسمبر كانون الأول 2022.