يبدو أن الأعطال المتكررة في «تويتر» باتت من الأشياء المألوفة التي تواجه مستخدمي موقع التغريدات الشهير في الآونة الأخيرة في ظل عهد إيلون ماسك.
على الرغم من نجاح ماسك في إطلاق شرارة العديد من الشركات والرؤى الطموحة، فإنّ تجربته في تولي مهام «تويتر» ما زالت تواجه الكثير من الأعطال والثغرات التي لن تقف عند نفور المستخدمين، أو ظهور منصات منافسة من موظفين سابقين فحسب، بل إنها قد تصرِف المعلنين كذلك.
في هذا الشأن، يقول كبير محللي الأسهم في «سي إف آر آيه» للأبحاث، أنجيلو زينو لشبكة «CNN»: «إن حالات الانقطاع المتكررة تهدد بانصراف المستخدمين والمعلنين معاً، كما أن بعض المعلنين أبدوا بالفعل استياءهم من تصريحات ماسك المثيرة للجدل، والقرارات المبكرة التي أدار بها الشركة».
وأضاف «عند النظر إلى كل الأعطال التي أصابت (تويتر)، فإنها تصبح سبباً كفيلاً لامتناع المعلنين عن تقديم المزيد من الدولارات بهدف الإعلان على الموقع».
انسحاب المعلنين
خلال يناير كانون الثاني الماضي، انسحب أغلب أقوى المعلنين من «تويتر»، رافضين إنفاق أموالهم على موقع التغريدات الشهير.
جاء رد الفعل هذا عقب استحواذ ماسك، وحرص نحو 625 معلناً من أصل ألف معلن شهير على الانسحاب من الإعلان على «تويتر»، بما فيها شركات عملاقة مثل «كوكاكولا»، و«جيب»، و«ويلز فارغو»، و«يونيليفر».
على إثر ذلك، أشارت البيانات إلى خسارة مدوية لحقت بالموقع، لتنخفض إيراداته الشهرية بأكثر من 60 في المئة، من 127 مليون دولار، إلى ما يزيد على نحو 48 مليون دولار.
بدوره، علّق ماسك على ذلك بأنه يمتلك رؤية تفاؤلية لمستقبل الموقع، موضحاً أن الوقت الحالي ما هو إلّا عاصفة عابرة نتيجة تسريح الموظفين، لكن الشركة ستتمكن من تعزيز أرباحها وإيراداتها في نهاية المطاف.
ماسك في مأزق
يلقي تكرار اضطرابات الخدمة والأعطال العشوائية الضوء على التوتر الذي يشهده موقع «تويتر»، في ظِل مالكه الجديد.
فقد اتخذ ماسك قرارات اعتبرها البعض متسرعة بتسريح عدد من الموظفين، ما أدى إلى خفض عدد موظفي الشركة من 7500 موظف إلى أقل من 2000 موظف في الوقت الحالي، في محاولة عاجلة لخفض تكاليف الشركة التي اشتراها معتمداً على الديون.
يقول زينو «إنه وضع مؤسف»، بينما رجّح أن الأمور ليست متعلقة بقرارات تسريح الموظفين فحسب، فعمليات التسريح كانت خطوة متوقعة من ماسك الذي دفع مبالغ طائلة مقابل استحواذه على «تويتر»، لذلك فإن الديون التي يتعيّن عليه سدادها كبيرة بالفعل.
الخلل ينُم عن مشكلة أكبر
يبدو أن خدمة «تويتر» تتعطل بشكل متكرر أكثر من أي وقت مضى.. ثمة دلالة خطيرة على الأعطال المتكررة التي تصيب الموقع، ففي الأسابيع التي تلت استحواذ ماسك على الشركة في أواخر أكتوبر تشرين الأول 2022، بدأت عملية تسريح الموظفين بوتيرة سريعة.
أدى ذلك القرار إلى توقف أجزاء من الشبكة الاجتماعية عن العمل، علماً أن الموقع عانى انقطاعاً للمرة الثالثة في فترة لا تتجاوز 30 يوماً.
في أواخر العام الماضي، واجه صانع المحتوى دان سينكر العديد من المشكلات التي كان أبرزها توصية النظام بتغريدة قديمة بصفة متكررة، وذلك على حسابه الذي يتابعه عشرات الآلاف من المتابعين.
قال سينكر لشبكة «CNN»، «إن الأمر يبدو كأننا نهوي من طائرة متحركة، فهل تستطيع الطائرة الاستمرار في رحلتها والهبوط بأمان؟».
وفي نهاية الأسبوع الماضي، اشتكى المستخدمون من بعض الثغرات التي واجهتهم مثل إلغاء حظر أو إلغاء متابعة الأشخاص بشكل عشوائي، وظهور التغريدات القديمة في أعلى الصفحة الرئيسية ومشكلات في تشغيل مقاطع الفيديو والروابط المعيبة والمسودات المحذوفة.
وقبل أسابيع، واجه المستخدمون أيضاً مشكلات مختلفة أخرى مع النظام الأساسي، بما في ذلك عدم القدرة على التغريد أو إرسال رسائل مباشرة أو متابعة حسابات جديدة.
وبذلك المعدل فإن «تويتر» عانى من 6 انقطاعات في أقل من 3 أشهر منذ بداية عام 2023، بينما واجه 9 انقطاعات طوال عام 2022، وفقاً لما قاله مراقب الإنترنت في «نت بلوكس»، ألب تاكر لشبكة «CNN».
وأضاف تاكر أن الاضطرابات في خدمة «تويتر» تعود بصفة أساسية إلى مركز البيانات؛ ما يشير إلى فشلٍ هندسيٍ أو عدم إجراء الاختبارات الكافية، قائلاً «إن الموقع لا يملك ما يكفي من المهندسين حتى يكونوا صادقين مع المستخدمين».
من جهتها، نشرت الكاتبة في صحيفة «نيويورك تايمز»، تافي بروديسر-آكنر، في تغريدة خلال الأسبوع الماضي قائلة «لا أستطيع أن أرى ردود الناس عليّ، يتعين عليَّ أن أنظر بنفسي، لا تصلني إشعارات، والردود المنتظمة لا تعمل على الإطلاق، هذه (المشكلات) لا تقلل من متعة التجربة فحسب، بل تجعل (الموقع) غير قابل للاستخدام».
كتبت- جينيفر كورن (CNN)
أسهمت في التقرير كلير دافي (CNN)