تعتزم « مايكروسوفت» طرح الإصدار الجديد من محرك البحث «بينغ»، لأي شخص يريد استخدامه، بعد نحو ثلاثة أشهر من إصدارها نسخة المعاينة المحدودة المدعومة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لروبوت الدردشة الأشهر حالياً «ت شات جي بي تي».
يأتي ذلك كخطوة تُتيح لجميع المستخدمين فتح محرك البحث دون قائمة انتظار، طالما أنهم سجلوا الدخول إليه عبر متصفح «مايكروسوفت إيدج»؛ بهدف تسليط الضوء على التزام «مايكروسوفت» بتطوير المنتج، حتى بعدما أثارت تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الكامنة وراءه العديد من المخاوف بشأن عدم الدقة، والردود العدائية.
قال نائب الرئيس في «مايكروسوفت» المشرف على مبادرات الذكاء الاصطناعي، يوسف مهدي، لشبكة «CNN» يوم الأربعاء، «إننا نتحسن في السرعة والدقة، لكننا في مسعى لا ينتهي لجعل الأمور أفضل».
ووفقاً لمهدي، فمحرك البحث « بينغ» يستقطب الآن أكثر من 100 مليون مستخدم نشط يومياً، وهي نسبة مرتفعة شهدها في الأشهر القليلة الماضية، وذلك في الوقت الذي تسعى فيه « غوغل»، التي هيمنت على السوق منذ فترة طويلة، لإضافة ميزات ذكاء اصطناعي مماثلة إلى محرك البحث الخاص بها.
في فبراير شباط، أبدت «مايكروسوفت» فخرها بعرض قدرات محرك البحث الجديد على كتابة ملخصات لنتائج البحث، إضافة إلى الدردشة مع المستخدمين، بهدف الإجابة عن أسئلة إضافية حول استعلام وكتابة رسائل بريد إلكتروني.
في حدث صحفي في مدينة نيويورك يوم الأربعاء، أعلنت الشركة عن بعض التحديثات الجديدة، بما في ذلك القدرة على طرح الأسئلة بالصور، والوصول إلى تاريخ الدردشة حتى يتذكر روبوت الدردشة علاقته مع المستخدمين، وإرسال الردود إلى «مايكروسوفت وورد».
ويمكن للمستخدمين أيضاً تخصيص أسلوب لرد روبوت الدردشة، واختيار الرد الإبداعي القصير، والذي عادة ما يحقق مباشرة هدف المستخدم.
سباق التكنولوجيا
أسهمت موجة الاهتمام في الأشهر الأخيرة حول «تشات جي بي تي»، التي طوّرتها شركة «أوبن إيه آي» بدعم مالي من «مايكروسوفت»، في تجديد سباق التنافس بين شركات التكنولوجيا لنشر أدوات ذكاء اصطناعي مماثلة في منتجاتها.
تحتل «أوبن إيه آي» و«مايكروسوفت» و«غوغل» الصدارة في هذا التوجه، لكن «إي بي إم» و« أمازون»، و«بايدو»، «تينسينت» تعمل على تقنيات مماثلة، إضافة إلى قائمة طويلة من الشركات الناشئة أيضاً التي تعمل على تطوير مساعدين للكتابة بالذكاء الاصطناعي ومولدات الصور.
إلى جانب إضافة ميزات الذكاء الاصطناعي للبحث، قالت «مايكروسوفت» إنها تخطط لجلب تكنولوجيا «تشات جي بي تي» إلى أدواتها الأساسية منها «وورد»، و«إكسل»، و«أوتلوك»، مع إمكانية تغيير طريقة عملها.
قد يكون قرار إضافة ميزات الذكاء الاصطناعي إلى «بينغ» محفوفاً بالمخاطر؛ نظراً لعدد الأشخاص الذين يعتمدون على محركات البحث للحصول على معلومات دقيقة وموثوقة.
تأتي تحركات «مايكروسوفت» أيضاً وسط تدقيق شديد في الوتيرة السريعة للتقدم في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
في مارس آذار، دعا بعض أكبر الأسماء في مجال التكنولوجيا، بما في ذلك إيلون ماسك، والمؤسس المشارك لشركة «أبل» ستيف وزنياك، معامل الذكاء الاصطناعي إلى وقف تدريب أقوى أنظمة الذكاء الاصطناعي لمدة ستة أشهر على الأقل، بسبب المخاطر التي يشكلها على المجتمع.
من أباطرة التكنولوجيا إلى حكومات العالم: «الذكاء الاصطناعي» يهدد البشرية ويغير تاريخ الأرضقال مهدي إنه لا يعتقد أن صناعة الذكاء الاصطناعي تتحرك بسرعة كبيرة، موضحاً أن دعوات التوقف المؤقت ليست مفيدة.
وأضاف «لا أفهم كيفية تأثير وقف التطوير مؤقتاً لمدة ستة أشهر على تحسين أي شيء كما تطالب بعض الدعوات، إلا أنني أتفهم مصدر القلق».
وأوضح أن «الطريقة الوحيدة لتأسيس هذه التكنولوجيا بشكلٍ جيد هي تطويرها في العلن، حتى نتمكن من إجراء محادثات حولها».
(سامانثا كيلي – CNN)