حظرت الشركات الصينية العاملة في مشاريع البنية التحتية الرئيسية شراء منتجات من شركة تصنيع الرقائق الإلكترونية الأميركية «ميكرون»، في تصعيد كبير للمعركة المستمرة بين أكبر اقتصادين في العالم حول التكنولوجيا شديدة الأهمية.
وأعلنت إدارة الفضاء الإلكتروني الصينية القرار يوم الأحد، قائلة إن صانع الرقائق الأميركي فشل في اجتياز مراجعة الأمن السيبراني.
وقالت في بيان «وجدت المراجعة أن منتجات ميكرون تنطوي على مخاطر أمن إلكتروني خطيرة نسبياً، والتي تشكّل مخاطر أمنية كبيرة لسلسلة إمداد البنية التحتية للمعلومات الحيوية في الصين وستؤثّر على الأمن القومي».
وأضافت أنه يتعين على المشغلين المشاركين في مشروعات البنية التحتية للمعلومات الحيوية المحلية التوقف عن شراء المنتجات من شركة «ميكرون».
جاء القرار بعد سبعة أسابيع من بدء المنظم الصيني مراجعة الأمن السيبراني لمنتجات ميكرون، في رد فعل على العقوبات التي فرضتها واشنطن وحلفاؤها على قطاع الرقائق في الصين.
ميكرون تكنولوجي
تعتبر شركة «ميكرون تكنولوجي» واحدةً من أكبر صانعي الرقائق الإلكترونية في الولايات المتحدة، وتستمد أكثر من 10 في المئة من إيراداتها من الصين.
قالت الشركة الأميركية لشبكة «CNN» «إنها تلقت إشعار المنظم الصيني وتقيّم خطواتها التالية».
وأضافت في بيان «نتطلع إلى مواصلة النقاش مع السلطات الصينية».
وقالت وزارة التجارة الأميركية، إنها تعارض بشدة القيود التي «ليس لها أساس في الواقع»، وفقاً لرويترز.
وأضافت «هذا الإجراء، إلى جانب الإجراءات الأخيرة واستهداف الشركات الأميركية الأخرى، يتعارض مع تأكيدات الصين بأنها تفتح أسواقها وتلتزم بإطار تنظيمي شفاف».
حرب الرقائق على الصين
منذ أكتوبر تشرين الأول 2022، فرضت واشنطن قيوداً شديدة على تصدير الرقائق ومعدات تصنيع الرقائق المتقدمة إلى الصين، في محاولة لعزل الصين عن الوصول إلى التكنولوجيا الحيوية للأغراض العسكرية.
في مارس آذار، أعلنت اليابان وهولندا، وهما حليفان رئيسيان للولايات المتحدة، قيوداً على المبيعات الخارجية لتكنولوجيا تصنيع الرقائق إلى دول من بينها الصين، والتي انتقدت هذه القرارات بشدة.
الرقائق هي محور محاولة بكين أن تصبح قوة تقنية عظمى، الصين لديها شركات تصنيع الرقائق الخاصة بها، لكنها توفّر في الغالب معالجات منخفضة إلى متوسطة تستخدم في الأجهزة المنزلية والمركبات الكهربائية.
حرب الرقائق الإلكترونية هي جزء من الانقسام المتزايد بين الولايات المتحدة والصين؛ في السنوات الأخيرة، وصلت العلاقات بين البلدين إلى أدنى مستوى لها منذ عقود.
وتصاعدت التوترات هذا العام بعد أن أسقطت طائرات مقاتلة أميركية بالون تجسس صينياً في فبراير شباط، واستمرت بكين في تعميق علاقاتها مع روسيا في ظل استمرار غزوها لأوكرانيا.