اكتشف الباحثون نوعاً جديداً من المضادات الحيوية يسمى «أباوسين» للعمل ضد البكتيريا المقاومة للأدوية؛ بفضل الذكاء الاصطناعي.
أوضح الباحثون في دراستهم المنشورة في «ناتشر كميكال بيولوجي»، أنهم جربوا العقار الجديد على جلد الفئران المصابة بالبكتيريا، إذ تمكن من السيطرة على نموها، ما يشير إلى إمكانية استخدامه لمحاربة الأمراض المقاومة للأدوية.
من جهته، قال الدكتور سيزار دي لا فوينتي، الأستاذ المساعد في كلية «بيرلمان» للطب بجامعة بنسلفانيا الذي يستعين بالذكاء الاصطناعي لتركيب علاجات جديدة «إنه أمر واعد»، موضحاً أن هذا النهج لإيجاد عقاقير جديدة هو مجال ناشئ اختبره الباحثون منذ عام 2018 تقريباً.
وأضاف أن بإمكان الذكاء الاصطناعي أن يختصر الوقت الذي يستغرقه فرز آلاف المركبات، وقال «إنني أعتقد أن الذكاء الاصطناعي يمكن تطبيقه بنجاح في العديد من المجالات».
ركز الباحثون على نوع من البكتيريا الراكدة البومانية، التي تتشبث بالأسطح مثل مقابض الأبواب؛ لذلك فهي قادرة على انتزاع أجزاء من الحمض النووي من الكائنات الحية التي تلمسها؛ ما يسبب التهابات الجلد أو الدم أو أمراض الجهاز التنفسي التي يصعب علاجها.
وعن هذه البكتيريا، قالت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض في 2019 إن عدواها في أمس الحاجة لأنواع جديدة من المضادات الحيوية لعلاجها، ويبدو أن الوقت حان لذلك بفضل الذكاء الاصطناعي.
في الدراسة الجديدة، تعاون جون ستوكس، الأستاذ المساعد للكيمياء الحيوية والعلوم الطبية الحيوية في جامعة ماكماستر في هاميلتون، مع باحثين من معهد برود في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وهارفارد، إذ استخدموا تقنية الفحص عالي الإنتاجية لزرع البكتيريا في أطباق المختبر وقضوا أسابيع في تعريض هذه المستعمرات لأكثر من 7500 عامل.
وجد الباحثون 480 مركباً منع نمو البكتيريا، لذلك أدخلوا هذه المعلومات إلى الحاسب الآلي، واستخدموها لتدريب خوارزمية ذكاء اصطناعي، لحصر البحث عن المواد الكيماوية التي تعتبر أفضل مثبطات للبكتيريا.
يقول ستوكس إن «الذكاء الاصطناعي يعمل بطريقة جديدة تماماً، من خلال منع مكونات البكتيريا من الانتقال من داخل الخلية إلى سطحها».
يأتي ذلك التطور الإيجابي، في الوقت الذي تزداد فيه المخاوف من سلبيات الذكاء الاصطناعي، بعد انتشاره كالنار في الهشيم، كأداة قد تسهم في القضاء على العديد من الوظائف.
(بريندا غودمان – CNN)