توظيف حلول البلوكتشين على نطاق تجاري بات قاب قوسين، إذ توقع بحث جديد أصدرته شركة الاستشارات «أجيل ديناميكس» تحت عنوان «بادر وابتكر: تسخير إمكانات البلوكتشين» أن يتحقق ذلك في غضون سنتين إلى خمس سنوات.
وتستثمر أكثر من 90 في المئة من المصارف الموجودة في أوروبا وأميركا الشمالية وأستراليا في حلول البلوكتشين، التي شهدت خلال السنوات الثلاث الماضية شعبية كبيرة لا سيما في تقنيات الدفع والتبادل والعقود الذكية والتوثيق والهوية الرقمية.
وأشار البحث إلى أن حجم سوق تكنولوجيا البلوكتشين وصل في عام 2022 إلى 10.02 مليار دولار متوقعاً نمو هذا القطاع على أساس سنوي تراكمي بنسبة 87.7 في المئة ليسجل 1.5 تريليون بحلول عام 2030.
ويقول بول لالوفيتش، الشريك الإداري في أجيل ديناميكس: «يشهد البلوكتشين وتيرة تطور متسارعة، ويبرز كأكثر الحلول كفاءة لاستخدام التكنولوجيا وانتشارها في العالم»، معتبراً أنها أداة متميزة وذات كفاءة عالية من حيث توفير التكلفة وتحفيز وتيرة الابتكار وتعزيز النمو.
الابتكار مفتاح النمو
تزخر «الويب 3» -إحدى تطبيقات البلوكتشين- بمزايا عديدة وتمكّن الأسواق الناشئة من الاستفادة، لتحقيق الشمول المالي وتقليص تكلفة المعاملات، وتحسين مستويات الشفافية، وتعزيز ملكية البيانات والسيطرة عليها بكفاءة.
وأشار البحث إلى أن اقتصادات الأسواق الناشئة في آسيا وإفريقيا وجنوب أميركا و دول البريكس (البرازيل والصين وروسيا والهند وجنوب إفريقيا) تنتج مجتمعة أكثر من الناتج المحلي الإجمالي لدول مجموعة السبع.
وعزا البحث السبب في مساهمة الاقتصادات الناشئة في أكثر من 50 في المئة من الناتج المحلي العالمي عام 2030 إلى النمو المطرد في الديموغرافية السكانية.
ووصل عدد مستخدمي العملات الرقمية حول العالم إلى 420 مليون مستخدم خلال النصف الأول من عام 2023، وشكلت نسبة مالكي العملات الرقمية القائمة على تقنيات البلوكتشين من إجمالي المالكين ما نسبته 4.2 في المئة، فيما بلغت نسبة المالكين من الأسواق الناشئة نحو 7.5 في المئة.
وتوقع البحث أن تسهم تقنيات البلوكتشين بـ2.1 تريليون دولار من حجم الناتج المحلي الإجمالي العالمي بحلول عام 2030، لافتاً إلى أن الأسواق الناشئة ستسهم بنحو 49 في المئة منه.
وشدد التقرير على أهمية تبني الابتكار في هذه الأسواق لتحقيق النمو الاقتصادي، وتحقيق التنافسية على الصعيد العالمي.
تعطيل بيئة الأعمال
بما أن التحول نحو هذه التقنيات الجديدة بات من المسلمات فإن حجم التعطيل التجاري الذي ستخلفه على قطاع الأعمال سيكون هائلاً.
وأفاد البحث بأن تقنيات البلوكتشين ستؤثر بنسبة 80 في المئة على التحول في مسار الأعمال.
وعدد البحث الفوائد الاقتصادية من تطبيق تقنيات البلوكتشين وأهمها، تقليص التكلفة، تحسين سرعة الإنتاج والفعالية، رفع كفاءة الأمن والخصوصية، تحقيق الابتكار، وتطبيق أنظمة دفع شفافة.
ولفت البحث إلى أن البلوكتشين سهَّل من عمليات الدفع عبر الحدود ووفر ما قيمته 10 مليارات دولار، هذا فضلاً عن سرعة هذه المدفوعات التي تتطلب ثواني وليست أياماً، كما وفر من 40-80% من تكلفة معالجة العملات التي تحققت بشفافية ودرجات عالية من الحماية لا توفرها التقنيات التقليدية.
وختم التقرير بأن تبني تقنيات البلوكتشين في أنظمة الدفع الرقمي ستوفر 3.300 في المئة من كلفة التعاملات عبر الحدود بين الشركات كتكلفة على المصارف، والتي زادت من 301 مليون دولار في عام 2021 إلى 10 مليارات دولار في عام 2030.