يستخدم المراهقون وسائل التواصل الاجتماعي في المتوسط ​​سبع ساعات و22 دقيقة يومياً خارج المدرسة (بالإضافة إلى ساعة أخرى للواجب المنزلي)، وفقاً لدراسة أجرتها «كومون سينس ميديا» عام 2019، وهي مجموعة تحاول جعل التكنولوجيا أكثر أماناً للأطفال.

وبحسب مركز «بيو» للأبحاث، فإن نحو 95 في المئة من المراهقين يستخدمون شكلاً من أشكال وسائل التواصل الاجتماعي، ويقول 35 في المئة إنهم يستخدمون منصة واحدة على الأقل على الإنترنت «بشكل متواصل تقريباً».

وأصدر الجرّاح الأميركي، فيفيك مورثي، الشهر الماضي تحذيراً عاماً غير عادي من أن وسائل التواصل الاجتماعي تشكّل «خطراً عميقاً، وتلحق الأذى بالشباب».

وقال مورثي لشبكة «CNN»، «نحن في خضم أزمة الصحة العقلية للشباب، وأنا قلق من أن وسائل التواصل الاجتماعي تسهم في الضرر الذي يتعرض له الأطفال».

ولكن بالنظر إلى أن هذه التكنولوجيا موجودة لتبقى، يجب أن ندعم الأطفال في تطوير دوافعهم الداخلية لاتخاذ خيارات جيدة، سواء كنا نشاهدها أم لا.

بل يجب أن نتواصل معهم لإيجاد حلول تعزز توجههم العام، بدلاً من مجرد محاولة تقييدهم أو جعلهم يشعرون بالسوء بشأن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.

لذلك، فالجهود المبذولة لحظر المواقع أو حظر التطبيقات يمكن أن يكون لها تأثير في دفع المراهقين بعيداً عن السلوك المسؤول.

نتيجة لذلك، يركز العديد من المراهقين على إيجاد حلول بديلة وإخفاء نشاطهم على وسائل التواصل الاجتماعي عن البالغين الموثوق بهم الذين يمكنهم تقديم المساعدة إذا حدث شيء غير مريح أو غير مناسب عبر الإنترنت.

استفادة أكبر من وسائل التواصل الاجتماعي

يمكن أن تكون وسائل التواصل الاجتماعي مهمة بشكل خاص لأولئك الذين يشعرون بالتهميش والعزلة، ويستشهد مورثي بأن وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تكون مكاناً لنشر محتوى إيجابي للأقليات على العديد من المنصات المختلفة.

ولاحظ الخبراء أنه يمكن تحفيز الطلاب على تنظيم وإدارة اهتماماتهم عبر الإنترنت وإلغاء الاشتراك في تطبيقات معينة، إذ أدركوا أن الطلاب غالباً ما يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بدافع الرغبة في الحصول على الدعم والتواصل، وهنا يمكنهم تقديم التوجيه في التعامل معها بمسؤولية.

والخطوة الأولى هي الاعتراف بمدى صعوبة تقييد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، في وقت خلقت فيه الإعجابات والتعليقات والمتابعون مقياساً جديداً للشهرة.

بدلاً من ذلك، يمكن البدء بطرح أسئلة مفتوحة على المراهقين في حياتنا حول اهتماماتهم وأهدافهم الشخصية، وبالفعل كثيراً ما يعترف المراهقون بأنهم يرغبون في تحقيق أداء جيد في المدرسة، ويأملون في التفوق في الأنشطة الرياضية وغير المنهجية.

وفي نهاية المطاف، وجد الخبراء أن النهج الأكثر فاعلية هو مساعدة المراهقين على أن يصبحوا مستهلكين أذكياء، وعند منحهم إحساساً بالقوة، فمن المرجح أن يعملوا على اختيار تجارب أكثر إيجابية، بينما يختارون عدم المشاركة في تلك التجارب التي تشعر بالاستنزاف أو الضرر.

(أنا همايون- CNN).