تعتزم شركة « ميتا» التصدي لضغوط المشرعين بعدم تسويق خدمات الواقع الافتراضي إلى المستخدمين الأصغر سناً، إذ تخطط لخفض الحد الأدنى لسن مستخدمي نظارات الواقع الافتراضي الخاصة بها من 13 عاماً إلى 10 أعوام.

وقالت الشركة في منشور على مدونة يوم الجمعة «إن الآباء سيكونون قادرين على إنشاء حسابات لأطفال لا تتجاوز أعمارهم 10 سنوات على ( كويست 2) و(كويست 3) بدءاً من وقت لاحق العام الجاري».

ووفقاً للشركة، فمن المقرر أن يُطلب من المراهقين الحصول على موافقة أحد الوالدين لإنشاء حساب وتنزيل التطبيقات على الجهاز، كما قالت إنها ستستخدم أيضاً أعمار الأطفال لتوفير تجارب مناسبة للعمر مثل التوصية بالتطبيقات المناسبة.

وأضافت «ميتا» في المنشور «هناك مجموعة كبيرة من التطبيقات والألعاب التفاعلية والتعليمية وغير ذلك الكثير عبر نظامنا الأساسي، ومعظمها مُصنَّف للأعمار من 10 أعوام فما فوق».

تدقيق متزايد

يأتي ذلك في الوقت الذي تواجه فيه «ميتا» إلى جانب شركات الوسائط الاجتماعية الأخرى تدقيقاً متزايداً بشأن تأثيرها في المستخدمين الأصغر سناً، بما في ذلك قدرتها على الإضرار بالصحة العقلية للمراهقين، أو دفعهم إلى اكتشاف محتوى ضار.

في وقت سابق من العام الجاري، حث اثنان من أعضاء مجلس الشيوخ الديموقراطيين سيناتور ماساتشوستس إد ماركي وريتشارد بلومنثال، شركة «ميتا» على تعليق خطة تقديمها تطبيق الواقع الافتراضي «هورايزون ورلدز» للمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عاماً؛ بحجة أن التكنولوجيا يمكن أن تضر بالصحة الجسدية والعقلية للمستخدمين الشباب.

وفي خطاب موجه للرئيس التنفيذي للشركة مارك زوكربيرغ، وصف المشرّعان خطة «ميتا» بأنها «غير مقبولة»؛ نظراً لسجل الشركة الفاشل في حماية الأطفال والمراهقين.

لكن في أبريل نيسان الماضي، سمحت «ميتا» للمراهقين الذين لا تتجاوز أعمارهم 13 عاماً في الولايات المتحدة وكندا باستخدام «هورايزون ورلدز»، ما أثار انتقادات إضافية من المشرعين وجماعات المجتمع المدني.

وفي العام الماضي، أخبر الآباء شبكة «CNN» عن حالات اكتشفوا فيها أن أطفالهم يشاهدون محتوى عنيفاً ومزعجاً في الواقع الافتراضي، ويكافحون من أجل التوصل إلى طرق للحفاظ على أمان أطفالهم.

من جهتها، تحاول «ميتا» معالجة بعض مخاوف الآباء.

في مدونة يوم الجمعة، قالت «ميتا» إن الآباء سيكونون قادرين على تعيين حدود زمنية، وفرض فترات راحة على نظارات الواقع الافتراضي الخاصة بهم، مع تحكم الآباء في حسابات المستخدمين الأقل من 13 عاماً، وإخفاء حالتها النشطة في التطبيقات افتراضياً ما لم يختَر الآباء تغيير هذه الإعدادات.

كما تتيح «ميتا» إمكانية إرسال المحتوى من النظارات إلى شاشة التلفزيون أو الهاتف، حتى يتمكن الآباء من مشاهدة ما يراه أطفالهم، مضيفة أنها لن تعرض إعلانات للمستخدمين من هذه الفئة العمرية، وأن الآباء يمكنهم اختيار ما إذا كان يمكن استخدام بيانات أطفالهم لتحسين خدمات الشركة.

وأوضحت أن «هوريزون ورلدز» ستظل مقصورة على المستخدمين الذين يبلغون من العمر 13 عاماً أو أكبر في الولايات المتحدة وكندا، و18 عاماً أو أكبر في أوروبا.

يمثل الواقع الافتراضي رؤية زوكربيرغ لجيل جديد من الإنترنت، يمكن المستخدمين من التفاعل بعضهم مع البعض في مساحات افتراضية تشبه الحياة الواقعية؛ وتكافح الشركة حتى الآن لجذب الجمهور لهذه المنتجات.

(كلير دافي – CNN)