عمت الفوضى بين مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي لاكتشاف كيفية الانضمام إلى ثريدز الذي أطلقته «ميتا» الشركة الأم لموقع «فيسبوك»، ليكون المنافس الجديد لموقع « تويتر»، وكأن الأزمات المتتالية التي تلاحقه لم تكن كافية، حتى جاء التطبيق الجديد كرصاصة انطلقت للقضاء على العصفور الأزرق في حرب وسائل التواصل الاجتماعي الافتراضية.
عقب ثلاثة أشهر من تأكيد « ميتا» الرسمي عزمها إطلاق تطبيق «ثريدز»، أطلقته بالفعل رسمياً، ليبدأ قوياً؛ إذ تلقى التطبيق 30 مليون اشتراك بدءاً من صباح الخميس، وفقاً للشركة، بما في ذلك عدد كبير من العلامات التجارية والمشاهير والصحفيين والعديد من الحسابات البارزة الأخرى.
سارع المستخدمون الأوائل إلى تجربة التطبيق وكتابة منشوراتهم الأولى، وتساءل البعض عما إذا كان التطبيق يمكن أن يصبح «قاتل تويتر»، ليغدو بين عشية وضحاها أفضل تطبيق مجاني على «آب ستور» من «أبل»، والأكثر رواجاً على منافسه «تويتر» بأكثر من أربعة ملايين تغريدة.
كل ما يجب معرفته عن «ثريدز»
بالنسبة إلى «ميتا»، يمكن لتطبيقها الجديد أن يوسّع من إمبراطوريتها التي تشمل التطبيقات الشائعة وتوفّر نظاماً جديداً لبيع الإعلانات، لكن ما هو «ثريدز»؟ وكيف يمكن الانضمام إليه؟
ما هو «ثريدز»؟
أطلقت شركة «ميتا» الأم لأكبر وسائل التواصل الاجتماعي من «فيسبوك» إلى «إنستغرام» و«واتساب»، تطبيقها الجديد «ثريدز» ليشبه النظام الأساسي الذي يعمل به «تويتر»، عن طريق عدة خصائص تمكّن المستخدمين من مشاركة الصور ومقاطع الفيديو، إضافة إلى إجراء محادثات فعلياً.
وعلى غرار «تويتر»، يمكن للمستخدمين الرد على مشاركات الآخرين وإعادة نشرها أو اقتباسها، علماً أن «ميتا» حددت 500 حرف كحد أقصى للرسائل.
وللاستفادة من ميزات «إنستغرام»، أتاحت الشركة على «ثريدز» إمكانية المشاركة المباشرة من «إنستغرام ستوريز»، ومتابعة الحسابات ذاتها، ومشاركة النبذة الذاتية والصورة الشخصية ذاتها عند الانضمام.
واجه بعض المستخدمين عدة ثغرات في بعض الأحيان ومشكلات في تحميل المحتوى في الساعات الأولى بعد إطلاق التطبيق الجديد، ولكن هذا أمر متوقع عندما ينضم ملايين المستخدمين إلى أحد التطبيقات في الوقت ذاته.
كيف يمكنك الاشتراك؟
يمكنك التسجيل في حساب «ثريدز» بعد تحميله على جهازك، عن طريق حسابك على «إنستغرام»، والاحتفاظ باسم المستخدم والصورة واسم الحساب نفسه، على الرغم من إمكانية تحرير السيرة الذاتية لتكون فريدة من نوعها.
أثار بعض المستخدمين مخاوف بشأن كمية البيانات التي يمكن أن يجمعها التطبيق، بما في ذلك الموقع وجهات الاتصال وسجل البحث وسجل التصفح ومعلومات الاتصال.
هل يمكن إلغاء التطبيق؟
قد يواجه المستخدمون مشكلة في إلغاء تنشيط ملفاتهم الشخصية، إذ يمكنهم الإلغاء مؤقتاً عبر قسم الإعدادات في التطبيق، لا يمكن الحذف إلّا بحذف الحساب الخاص بهم على «إنستغرام».
تقول الشركة في سياسة الخصوصية الخاصة بها إنه «لا يمكن حذف ملف التعريف الخاص بك إلّا عن طريق حذف حسابك على (إنستغرام)».
أين يتوفر «ثريدز»؟
يتوفر تطبيق «ثريدز» في 100 دولة بأكثر من 30 لغة عبر نظامي التشغيل «إي أو إس» و«أندرويد».
العصفور الأزرق قد يلقى حتفه
قد يشكّل «ثريدز» تهديداً خطيراً على «تويتر»، الذي بات في مرمى النيران منذ استحواذ إيلون ماسك عليه في أكتوبر تشرين الأول 2022، وأصبح ضعيفاً بشكلٍ خاص في الأيام الأخيرة، ما أثار غضب المستخدمين بسبب تحديد مقدار المحتوى الذي يمكن مشاهدته كل يوم.
كان العديد من مستخدمي «تويتر» عبّروا عن رغبتهم في الحصول على بديل منذ أن تولى ماسك المنصة، وذلك بعد المعاناة من المشكلات الفنية المتكررة وتغييرات السياسة.
تتطلع «ميتا» من خلال «ثريدز» أن تجذب نحو ملياري مستخدم نشط عالمياً على «إنستغرام»، مقارنة بنحو 250 مليون مستخدم فقط على «تويتر».
قال زوكربيرغ «سيستغرق الأمر بعض الوقت، لكنني أعتقد أنه يجب أن يكون هناك تطبيق للمحادثات العامة به أكثر من مليار شخص.. لقد أتيحت الفرصة لموقع (تويتر) لكنه لم يفلح في ذلك، لكننا نأمل في تحقيق ذلك بالفعل».
في تغريدة يوم الخميس، بدا أن ليندا ياكارينو، الرئيسة التنفيذية الجديدة في «تويتر»، واصفة العصفور الأزرق بأنه لا يمكن الاستغناء عنه، قائلة «غالباً ما نجد من يقلدنا.. ولكن لا يمكن أبداً تكرار مجتمع (تويتر)».
من جهته، قال الرئيس التنفيذي لإنستغرام، آدم موسيري، في مقطع فيديو نُشر على المنصة، إن التحدي الذي يواجه منصات التواصل الاجتماعي الجديدة في كثير من الأحيان لا يتمثل في حث المستخدمين على الاشتراك، بل في الحفاظ على مشاركتهم على المدى الطويل.
هل تكتب «ميتا» نهاية «تويتر»؟
يتعين على «ميتا» العمل على منع البريد العشوائي والمضايقات ونظريات المؤامرة والادعاءات الكاذبة على «ثريدز»، وهي المشكلات التي تسببت في توتر العديد من مستخدمي «تويتر».
على الرغم من عدم وجود إعلانات حتى الآن، فإن «ثريدز» يمكن أن يستكمل في النهاية الأعمال الإعلانية الأساسية لشركة «ميتا»، لكن من غير المرجح أن يجتذب العديد من الدولارات الإعلانية مثل المنصات الأخرى.
وبالنسبة إلى زوكربيرغ، فإنه يدخل في معرفة حامية في محاولة للتفوق على منافسه ماسك، الذي كان يخطط معه في الأسابيع الأخيرة للانخراط في قتال.
(كلير دافي – CNN)