وسَّعت الولايات المتحدة نطاق القيود المفروضة على صادرات رقائق الذكاء الاصطناعي والأجهزة الدقيقة المتقدمة من شركة «إنفيديا»، لتشمل -بخلاف الصين- بعض البلدان في الشرق الأوسط.

وقالت «إنفيديا» في وثيقة تنظيمية هذا الأسبوع إن القيود التي تؤثر على شرائح «إيه 100» و«إتش 100» المصممة لتسريع مهام التعلم الآلي، لن يكون لها «تأثير مادي فوري» على نتائجها.

وقالت شركة «إيه إم دي» المنافسة إنها تلقت أيضاً خطاباً يتضمن قيوداً مماثلة، مشيرة إلى أن هذه الخطوة ليس لها تأثير مادي على إيراداتها.

الشرق الأوسط

عادةً ما يفرض المسؤولون الأميركيون ضوابط على الصادرات لأسباب تتعلق بالأمن القومي، وتشير خطوة مماثلة أُعلن عنها العام الماضي إلى تصعيد الحملات الأميركية على القدرات التكنولوجية للصين، لكن لم يتضح على الفور ما هي المخاطر التي تشكلها الصادرات إلى الشرق الأوسط.

وانضمت الإمارات والسعودية لسباق تسلح الذكاء الاصطناعي العالمي بشراء الآلاف من رقائق «إنفيديا» لدعم هدفهما في أن يصبحا بلدين رائدين في مجال الذكاء الاصطناعي.

واشترت السعودية عبر جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية ما لا يقل عن ثلاثة آلاف رقاقة «إتش 100» من «إنفيديا»، وتبلغ قيمة الواحدة نحو 40 ألف دولار.

كما استحوذت الإمارات على الآلاف من رقائق شركة «إنفيديا»، وفي مارس آذار هذا العام أطلقت النموذج اللغوي الضخم «فالكون».

وفي بيان منفصل، قالت «إنفيديا» إن متطلبات الترخيص الجديدة «لا تؤثر على جزء كبير من إيراداتنا».

وأضافت «نحن نعمل مع الحكومة الأميركية لمعالجة هذه المسألة».

ومنذ ذلك الحين، كشفت كل من «إنفيديا» و«إيه إم دي» و«إنتل» عن خطط لإنشاء شرائح ذكاء اصطناعي أقل قوة يمكن تصديرها إلى السوق الصينية.

وفي سبتمبر أيلول الماضي، قالت شركة «إيه إم دي» إنها تلقت متطلبات ترخيص جديدة من شأنها أن توقف صادرات رقائق الذكاء الاصطناعي «إم آي 250» إلى الصين.

الأغراض العسكرية الصينية

قالت شركة «إنفيديا»، التي لم تذكر سبباً للقيود الجديدة في التسجيل المؤرخ بـ28 أغسطس آب العام الماضي، إن المسؤولين الأميركيين أبلغوهم أن القيود التصديرية «ستعالج خطر استخدام المنتجات في الأغراض العسكرية الصينية».

ولم تحدد «إنفيديا» في بيانها هذا الأسبوع أي دول في الشرق الأوسط تأثرت بالقيود الأميركية الجديدة.

حصلت الشركة على معظم مبيعاتها البالغة 13.5 مليار دولار في الربع المالي المنتهي في 30 يوليو تموز من الولايات المتحدة والصين وتايوان، ومثلت باقي الدول 13.9 في المئة من هذه المبيعات، بينما لم تحصل الشركة على أي إيرادات من الشرق الأوسط.

صادرات الرقائق والأمن القومي

وقالت «إنفيديا» خلال الربع الثاني من السنة المالية 2022، أبلغتنا حكومة الولايات المتحدة بمتطلبات ترخيص إضافية لمجموعة فرعية من منتجات «إيه 100» و«إتش 100» الموجهة إلى عملاء معينين ومناطق أخرى، بما في ذلك بعض البلدان في الشرق الأوسط، وجاءت إعلانات العام الماضي مع تصاعد توترات الصين وتايوان بشأن مصير الجزيرة، حيث تصنع الرقائق لشركة «إنفيديا» وجميع شركات الرقائق الكبرى الأخرى تقريباً.

وفي أكتوبر تشرين الأول 2022، خطت إدارة بايدن خطوة أبعد عندما نشرت مجموعة شاملة من ضوابط التصدير، بما في ذلك إجراء لمنع الصين من استيراد بعض رقائق أشباه الموصلات التي تُصنع في أي مكان في العالم بمعدات أميركية، ووسعت هذه الخطوة نطاق واشنطن بشكل كبير في محاولتها إبطاء التقدم التكنولوجي والعسكري لبكين، واتبعت اليابان وهولندا قواعد مماثلة في وقت سابق من هذا العام.

ومن دون رقائق الذكاء الاصطناعي الأميركية التي تنتجها شركات مثل «إنفيديا» و«إيه إم دي»، لن تتمكن المؤسسات الصينية من تنفيذ ذلك النوع من الحوسبة المتقدمة المستخدمة في التعرف على الصور والكلام بفاعلية من حيث التكلفة، من بين العديد من المهام الأخرى.

(رويترز)