هل يمكنك قضاء ساعة يومياً في الاستمتاع بألعاب الفيديو دون الاستماع إلى أنغام الموسيقى الحماسية في الوقت ذاته؟ لعلك تجيب بالنفي الآن، لأن قرابة 3 مليارات محب لألعاب الفيديو في عالمنا اليوم يسهمون كل يوم في زيادة الاستماع لمئات الآلاف من الأغاني.
خلال السنوات الأخيرة، دمجت عدة شركات مختصة بتطوير ألعاب الفيديو خدمات بث صوتي في أجهزتها، لمنح لاعبيها حرية أكبر في اختيار الأغنيات التي يفضلون سماعها أثناء اللعب، وهو ما زاد من شعبية عدد كبير من الأغنيات، ما انعكس إيجاباً على منصات البث الصوتي على الإنترنت، مثل « سبوتيفاي» وغيرها.
أرقام المنطقة العربية
تؤكد منصة « سبوتيفاي» لـ«CNN الاقتصادية» أن هذه الظاهرة تنطبق كذلك على دول عربية عدة، فتتصدّر السعودية قائمة الدول الأكثر استماعاً لموسيقى ألعاب الفيديو في المنطقة خلال الستة أشهر الأولى من عام 2023، تليها مصر الدولة العربية الأكبر من حيث عدد السكان، ثم الإمارات العربية المتحدة، والأردن، والعراق.
بحسب منصة البث الصوتي «سبوتيفاي»، فإن عدد المرات التي تم خلالها الاستماع للموسيقى أثناء ألعاب الفيديو ارتفع في المنطقة العربية بين عامي 2019 و2022 بنسبة 256 في المئة، وهي زيادة مدفوعة بارتفاع عدد محبي ألعاب الفيديو في المنطقة التي لا تتجاوز أعمار نصف سكانها الخامسة والعشرين.
وهي أرقام تتماشى مع الزيادة المستمرة في شعبية ألعاب الفيديو في المنطقة العربية، إذ بحلول عام 2027 قد تتجاوز قيمة الأرباح السنوية لألعاب الفيديو في منطقتي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 5.4 مليار دولار، مقارنة بنحو 1.25 مليار دولار فقط عام 2017.
عالمياً، ارتفع عدد محبي ألعاب الفيديو من 1.75 مليار شخص عام 2017، إلى قرابة 2.7 مليار شخص عام 2023، ومن المتوقع كذلك ارتفاع قيمة السوق العالمية لألعاب الفيديو من 175 مليار دولار عام 2021 إلى أكثر من 268.8 مليار دولار عام 2025.
تعزيز حضور الموسيقى في ألعاب الفيديو
كذلك تفيد المنصة بأن لاعبي ألعاب الفيديو في المنطقة العربية استمعوا خلال الفترة ذاتها إلى موسيقى البوب، تلتها من حيث الشعبية الأغنيات الخليجية، ثم أغاني الهيب هوب.
في تصريحه لمنصة «CNN الاقتصادية» أكد مسؤول القسم التجاري في الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية محمد النمر اهتمام الاتحاد بالدور الذي تلعبه الموسيقى في تجربة ألعاب الفيديو، بصفتها «مرافقاً ملاصقاً للألعاب التفاعلية يمكنه الارتقاء بالتفاعل مع الألعاب وتكوين روابط عاطفية مع العالم الرقمي».
وتقول نيكول عون مسؤولة الشراكات التسويقية في «سبوتيفاي» في منطقتي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إن للمنصة «التزاماً ثابتاً بربط اللاعبين بالموسيقى التصويرية المثالية، بهدف تعزيز تجربة اللعب الخاصة بهم».
لكن السؤال يبقى قائماً عمّا إذا كانت هذه الأرقام ستشجع صنّاع الموسيقى على إنتاج مقاطع وأغنيات خاصة بالألعاب الأكثر شعبية، لدورها في إيصالها إلى شرائح جديدة من الجمهور، ففي عام 2014 طوّرت شركة «Bungie» الإصدار الأول من لعبة « Destiny» التي حازت على عدّة جوائز عالمية، وكانت الموسيقى التصويرية فيها من ابتكار الموسيقي البريطاني الشهير بول مكارتني.