يمكن لاستخدام الذكاء الاصطناعي على يوتيوب أن يسهم في مساعدة منشئي المحتوى والمبدعين في إنتاج المزيد من مقاطع الفيديو، فضلاً عن تعزيز فرصهم في الوصول إلى أكبر قاعدة جماهيرية ممكنة، فهل أصبح الأمر ممكناً؟
تتهافت العديد من المنصات على الاستعانة بميزات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدي ودمجها في خدماتها الأساسية، وبالفعل كشف موقع يوتيوب عن مجموعة من أدوات الذكاء الاصطناعي التي تمكن المبدعين من الوصول إلى شرائح جماهيرية أوسع، وتقديم المزيد من محتواهم من الفيديو.
قال الرئيس التنفيذي لشركة يوتيوب نيل موهان، للصحفيين خلال الحدث السنوي لمنتجات «صُنع على يوتيوب» يوم الخميس «نريد أن يشعر الجميع بالقدرة على الإبداع، ونعتقد أن استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي سيجعل ذلك ممكناً».
وأضاف موهان «سيمكّن استخدام الذكاء الاصطناعي في يوتيوب الأشخاص من تجاوز حدود التعبير الإبداعي من خلال تبسيط الأمور الصعبة».
وحرصت منصة الفيديوهات التابعة لشركة «ألفابت» على تشويق المستخدمين بأداة جديدة تمكّن المبدعين من استخدام الذكاء الاصطناعي في يوتيوب، خاصة في خاصية الفيديوهات القصيرة التي تنافس بها غريمها التقليدي «تيك توك».
خطوات استخدام الذكاء الاصطناعي في يوتيوب
أطلقت المنصة على خدمتها الجديدة اسم «دريم سكرين»، وهي الميزة التجريبية التي تتيح لمنشئي المحتوى إضافة خلفيات فيديو أو صور يمكن إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي، وتحويلها إلى مقاطع فيديو رأسية.
لاستخدام «دريم سكرين»، يمكن للمبدع إنشاء خلفية تجعله يبدو كما لو كان في الفضاء الخارجي أو على الشاطئ، وذلك وفقاً للعروض التوضيحية للأداة، ومن المقرر أن تطرح الشركة هذه الأداة بشكل أوسع خلال العام المقبل.
وكشف الموقع أيضاً عن أدوات جديدة تمكن المبدعين من استخدام الذكاء الاصطناعي في يوتيوب، بما يضمن لهم المساعدة في تبادل الأفكار أو صياغة الخطوط العريضة لمقاطع الفيديو أو البحث عن موسيقى معينة باستخدام عبارات وصفية.
قال موقع يوتيوب إنه يقدم أداة دبلجة مدعومة بالذكاء الاصطناعي ستتيح للمستخدمين مشاركة مقاطع الفيديو الخاصة بهم بلغات مختلفة.
وفي حديث لشبكة «CNN»، قال منشئ المحتوى آلان تشيكين تشاو، البالغ من العمر 26 عاماً ويقيم في لوس أنجلوس، إنه متحمس للاستفادة من استخدام الذكاء الاصطناعي في يوتيوب خاصة أداة الدبلجة الجديدة لدعم مقاطع الفيديو الساخرة الخاصة به.
كان تشاو قد جمع نحو 30 مليون مشترك على موقع يوتيوب، ويفتخر حالياً بلقب منشئ فيديوهات يوتيوب القصيرة الأكثر مشاهدة في العالم.
وقال تشاو «إنه يأمل في الوصول إلى فئات جديدة من الجماهير حول العالم عن طريق استخدام ميزات الدبلجة المدعومة بالذكاء الاصطناعي».
كما أعرب عن حماسه لاستخدام أدوات التحرير الجديدة للمساعدة في توفير الوقت، موضحاً أنه يعتبر الذكاء الاصطناعي مكملاً يمكنه المساعدة في دفع عجلة عمله الإبداعي إلى الأمام.
الأرباح من إعلانات «يوتيوب»
قد يبدو موقع «يوتيوب» وسيلة للبعض لمشاهدة المحتوى المرئي، إلا أنه بالنسبة للمبدعين يمثّل نشاطاً تجارياً قادراً على النمو في وقت قصير جداً، بفضل المشاهدات المتعددة والإعلانات، ووفقاً لإحصائيات يوتيوب فإن هناك 70 مليار مشاهد يومياً للفيديوهات القصيرة.
يأتي موقع يوتيوب في المركز الثاني عالمياً بعد فيسبوك بالنسبة لعدد المستخدمين، إذ يمكن للمعلنين الوصول إلى أكثر من ملياري ونصف المليار مشاهد، وفقاً لفريق «كيبيوس» لإحصائيات مواقع التواصل الاجتماعي.
وعلى الرغم من تصدر الهند والولايات المتحدة الأميركية والبرازيل، الدول التي يمكن وصول الإعلانات إلى مستخدميها، فإن العديد من الدول العربية مثل مصر والعراق والجزائر تتعرض للكثير من المواد الإعلانية على القنوات المختلفة عبر موقع «يوتيوب».
من ثم فقد حقق 69 في المئة من المبدعين أرباحاً هائلة من إيرادات الإعلانات على يوتيوب، كما أسهم الموقع في تعزيز الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة في 2022 بنحو 35 مليار دولار، وفقاً لأحدث التقارير الصادرة من « غوغل».
كما اعترف نحو 78 في المئة من الشركات الصغيرة والمتوسطة بدور يوتيوب في تنمية أعمالهم، علماً أن 83 في المئة من الشركات بشكل عام تمتلك قناة على منصة الفيديوهات الشهيرة، إذ ساعدتهم في تطوير متابعين جدد من أماكن مختلفة.
أما بالنسبة للقيمة السوقية لعلامة يوتيوب التجارية، فقد ارتفعت إلى نحو 29.7 مليار دولار خلال عام 2023، لتحقق ارتفاعاً بنحو ستة مليارات دولار مقارنة بعام 2022، وفقاً لبيانات «ستاتيستا». والآن مع استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، فإن تلك الإحصائيات يبدو أنها على وشك التغير خاصة بعد قدرتها على تعزيز الوصول إلى الجماهير، وبالطبع قد ينعكس الأمر على نسبة الأرباح، وعدد المستخدمين.
(كاثرين ثوربيك-CNN)