أعلنت وزارة الطاقة الإسرائيلية، يوم السبت، قطع إمدادات الكهرباء المخصصة لقطاع غزة بعد الهجوم المباغت الذي شنّته حركة حماس على المستوطنات الإسرائيلية وخلّف مئات القتلى والجرحى.
وقال وزير الطاقة يسرائيل كاتس في بيان مقتضب «وقّعت أمراً يقضي بوقف شركة الكهرباء الإسرائيلية إمدادات الكهرباء لغزة».
أزمة الكهرباء في قطاع غزة
كانت شركة الكهرباء الإسرائيلية تزود قطاع غزة بنحو 120 ميغاواط من الكهرباء، فيما تستخدم إمدادات الوقود القادمة من إسرائيل عبر معبر كرم أبوسالم لتشغيل محطة توليد الكهرباء في القطاع والتي كانت تنتج 63 ميغاواط من الكهرباء، حتى تم قصفها في 2006، على إثر أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، والذي أدى لتدمير المحطة في القطاع بالكامل والتسبب في عجز بإمدادات الكهرباء منذ ذلك الحين وحتى اليوم.
ذلك القطاع، الذي يضم أكثر من 2.3 مليون شخص، يحتاج إلى نحو 500 ميغاوات يومياً، ونتيجة لذلك العجز يتلقى السكان المحليون الكهرباء لمدة تصل إلى ثماني ساعات في اليوم، في حين أن أشهر الصيف والشتاء يمكن أن تشهد انقطاع الكهرباء لمدة 12 ساعة في اليوم.
يلجأ العديد من سكان قطاع غزة إلى شراء الكهرباء من مولدات خاصة أنشأتها شركات الاستثمار وانتشرت في مناطق متباينة، وترتفع تكلفتها مقارنة بالسعر العادي بنحو ثمانية أضعاف.
ووفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، تستمر أزمة عدم كفاية إمدادات الكهرباء في قطاع غزة منذ عقود.
لماذا تنقطع الكهرباء أثناء النزاعات المسلحة؟
مثلما تتسبب النزاعات المسلحة حول العالم في خسائر فادحة مباشرة تطول أرواح المدنيين، تتنوع الخسائر غير المباشرة بين تعطل الخدمات الأساسية والبنية التحتية التي يعتمد عليها المدنيون، مثل الكهرباء والرعاية الصحية والمياه، أو يتعذر الوصول إليها.
في بعض الأحيان، قد يكون انقطاع الكهرباء متعمداً، على سبيل المثال، عندما يتم استهداف البنية التحتية لمحطات الكهرباء، بشكل قانوني أو غير قانوني، من قبل طرف في النزاع، أو عرضي، خاصة عند استهداف أماكن موجودة بالقرب من هذه البنية التحتية.
ولكن في أحيان أخرى، قد تسيء الأطراف المتحاربة استخدام البنية التحتية كجزء من استراتيجيتها، على سبيل المثال، من خلال قطع الكهرباء عن السكان المدنيين كشكل من أشكال العقاب الجماعي أو من أجل الضغط على الخصم.
الضرر الناتج عن قطع الكهرباء وقت النزاع
تترابط الخدمات الأساسية في أماكن النزاع مع بعضها بعضاً، ما يعني أن قطع الكهرباء يمكن أن يكون له تأثير الدومينو على باقي الخدمات، بل والتسبب في انهيارها أيضاً، إذ تضمن إمدادات الكهرباء توصيل المياه والصرف الصحي والتخلص من النفايات الصلبة وسلسلة التبريد، كما تعتمد المستشفيات وقدرات إنتاج وتوزيع الأغذية على إمدادات موثوقة من المياه المأمونة والصرف الصحي والكهرباء… وغيرها.
وفي دراسة حديثة أجراها فريق بحث دولي بقيادة جامعة برمنغهام الإنجليزية، وجد الباحثون أن قطع الكهرباء يتسبب في شعور سكان المنطقة بالقلق والاكتئاب.
وجد البحث أن 81 في المئة من أصل 350 عائلة تعيش في قطاع غزة عاشوا مع إمدادات الكهرباء المتقطعة.
وضمن نتائج البحث الذي نُشرت نتائجه في المجلة الدولية للطب النفسي الاجتماعي، أن 93 في المئة من المشاركين يعانون من قلق شديد معتدل إلى شديد، مقارنة بستة في المئة من عامة السكان في فلسطين.
كما عانى نحو 44 في المئة من الأفراد من الاكتئاب الشديد أو الشديد، مقارنة بـ5.6 في المئة من عموم السكان.
وعلقت الكاتبة المشاركة في الدراسة ريا الداده من جامعة برمنغهام قائلة «وجدنا أن مشكلات الكهرباء، خاصة عند دمجها مع عوامل الضغط الأخرى المرتبطة بالعيش في غزة، تؤدي إلى مخاوف صحية عقلية خطيرة».