قيّد تطبيق المراسلة تيليغرام الوصول إلى العديد من القنوات المرتبطة بحركة حماس، مع احتدام الصراع الدائر في غزة بين إسرائيل والجماعة المسلحة، إذ أصبحت إحدى القنوات الرئيسية التي يديرها الجناح العسكري لحركة حماس غير متاحة لمتابعيها الذين يبلغون 700 ألف متابع على تطبيقات آي أو إس (آيفون) ومتجر غوغل بلاي (أندرويد) الخاصة بالمنصة.

كما حُجب حساب آخر معروف بأنه يمثل حماس ولديه أكثر من 500 ألف متابع على مستخدمي آيفون في حين لا يزال متاحاً لمستخدمي أندرويد، كان هذا الحساب قد نشر مؤخراً مقاطع فيديو من المتحدث باسم المجموعة، بالإضافة إلى معلومات حول الرهائن الإسرائيليين الذين احتجزتهم حماس.

.

وقُيّدت قنوات أخرى أعربت عن دعمها لحماس -على الرغم من عدم ظهور صلتها المباشرة بالحركة المسلحة- على تطبيق الدردشة، المملوك للروسيين بافل ونيكولاي دوروف، وتمثل هذه القيود ضربة لأحد المصادر الرئيسية للدعاية المؤيدة لحماس منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس.

تلقى مستخدمو أندرويد الذين بحثوا عن المجموعات المقيدة إشعاراً يقول «للأسف، لا يمكن عرض هذه القناة على تطبيقات تيليغرام التي تم تنزيلها من متجر غوغل بلاي»، حسبما أكدت «CNN» يوم الخميس، في حين تلقى نظراؤهم مستخدمو آيفون رسائل تقول «للأسف، لا يمكن عرض هذه القناة على جهازك».

تيليغرام وحرية التعبير

لطالما كانت منصة التواصل الاجتماعي تيليغرام أداة مهمة للصحفيين والمدنيين في مناطق النزاع، إذ تُعرّف نفسها بأنها منصة تؤيد حرية التعبير، لكنها لا تدّعي أنها تعارض الرقابة.

على العكس مما حدث مع حماس، ظهر بالفعل تأييد تيليغرام للخطابات الحرة أثناء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، إذ استخدمه رجل الأعمال الروسي يفغيني بريغوجين، قائد جماعة فاغنر الروسية المسلحة الخاصة، في بناء قناة تضم 1.3 مليون متابع ونشر مئات الرسائل ومقاطع الفيديو والصور على مدار سبعة أشهر، متحايلاً على أجهزة الإعلام الحكومية في الكرملين، إذ سعى من خلاله الروس للحصول على أخبار غير خاضعة للرقابة الروسية عن الحرب في أوكرانيا.

واستمر بريغوجين في التواصل مع الشعب الروسي بحرية عندما أطلق تمرداً دراماتيكياً ضد القادة العسكريين الروس في 23 يونيو حزيران، وروى تفاصيله في سلسلة من الرسائل الصوتية على قناته على تطبيق تيليغرام.

ضغط الشركات الأميركية

جاء حجب قنوات حماس بعد أسابيع من الضغط الذي تعرضت له شركة تيليغرام بسبب سماحها لحماس ومؤيدي أعمالها في الاستمرار على التطبيق الشهير، في وقت حظرت فيه شركات التكنولوجيا الأميركية ميتا وغوغل وإكس الجماعة الفلسطينية المسلحة منذ الهجوم الذي شنته على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول الجاري، الأمر الذي تسبب في جذب مزيد من المتابعين لقنوات حماس على تيليغرام.

ورداً على سؤال عما إذا كانت غوغل قد ضغطت على تيليغرام للعمل على حظر قنوات حماس، قال متحدث باسم شركة التكنولوجيا العملاقة إن سياسات متجر التطبيقات الخاصة بالشركة تتطلب من المطورين تعديل المحتوى بما في ذلك الخطاب الذي «يمجد الإرهاب»، على حد قوله، مضيفاً أن غوغل تتخذ الإجراء المناسب عندما تجد انتهاكات لسياساتها.

تؤثر سياسات غوغل فقط على التطبيقات التي يتم تنزيلها من خلال متجر التطبيقات الخاص بها، ما يعني أن إصدارات تيليغرام التي قد تكون متاحة في متاجر تطبيقات أندرويد التابعة لجهات خارجية لا تخضع للقيود نفسها.

شعبية تيليغرام في المنطقة

يعتبر تطبيق تيليغرام من التطبيقات سريعة الانتشار نظراً لتركيزه على الخصوصية والأمان والواجهة سهلة الاستخدام، وأصبح رابع تطبيقات الدردشة الأكثر تنزيلاً في يونيو حزيران 2023.

وينحدر معظم مطوري التطبيق من سانت بطرسبرغ الروسية، ولكن اضطر فريق تيليغرام إلى مغادرة روسيا بسبب لوائح تكنولوجيا المعلومات المحلية وجرّب عدداً من المواقع كقاعدة له، بما في ذلك برلين ولندن وسنغافورة، ليستقر أخيراً في دبي.