يُعد موسم تخفيضات الجمعة البيضاء، المعروف في الغرب بالجمعة السوداء (بلاك فرايداي)، أحد المواسم المفضلة للمستهلكين الغربيين في أميركا و أوروبا للتسوق نظراً لتزامنها مع موسم أعياد الميلاد وعيد الشكر، كما أن حمى موسم الجمعة البيضاء قد اجتاحت مؤخراً الأسواق العربية.
ومن المتوقع أن تتراجع معدلات الشراء خلال الجمعة البيضاء القادمة على مستوى السوق الأميركية، حيث أظهر مسح أعدته شركة يو غوف البريطانية للأبحاث السوقية (YouGov) عزوف نحو 52 في المئة من الأميركيين عن الشراء خلال موسم التخفيضات القادم والذي يحل في الرابع والعشرين من نوفمبر تشرين الثاني الجاري.
وأشار التقرير إلى أن 33 في المئة من متسوقي العام الماضي يعتزمون العودة للتسوق مرةً أخرى خلال الجمعة البيضاء القادمة، بينما يعتزم نحو 24 في المئة منهم عدم العودة للتسوق خلال العام الجاري.
ويستعد نحو 10 في المئة من الأميركيين لاقتحام معترك التسوق بالجمعة البيضاء لأول مرة بينما امتنع نحو 28 في المئة من التسوق سواء خلال العام الماضي أو الحالي مقابل خمسة في المئة من الأميركيين يرفضون فكرة الجمعة البيضاء نهائياً.
انخفاض القوة الشرائية للأميركيين
ولفت المسح إلى أن نحو 43 في المئة من الأميركيين لن يزيدوا معدلات إنفاقهم خلال الجمعة البيضاء القادمة بينما يعتزم نحو 28 في المئة منهم الإنفاق بمعدل أقل من العام الماضي بينما يستعد نحو 12 في المئة الإنفاق بمعدل أعلى من العام الماضي.
ووفقاً لموقع الإحصاءات ستاتيستا فإنه على الأرجح ستنخفض القوة الشرائية أيضاً للمستهلك الأوروبي خلال الجمعة البيضاء القادمة في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة وتسارع وتيرة التضخم، إذ يخطط نحو 47 في المئة من المتسوقين في ألمانيا إلى جانب نحو 70 في المئة من المتسوقين في المملكة المتحدة لتخفيض معدلات إنفاقهم.
النساء يسيطرن على موسم الجمعة البيضاء
ووفقاً للمسح، تمثل النساء نحو 51 في المئة من المتسوقين الأميركيين خلال الجمعة البيضاء، بينما يمثل الرجال نحو 49 في المئة من المتسوقين.
كما تشكل النساء نحو 59 في المئة من المتسوقين الذين خاضوا تجربة التسوق خلال تلك الفترة ولم يعودوا إليها مرةً أخرى، مقابل 54 في المئة من النساء خضن التجربة العام الماضي ويستعددن لدخولها العام الجاري.
جنون الجمعة البيضاء يجتاح الأسواق العربية
بدأ موسم الجمعة البيضاء في اقتحام الأسواق العربية عام 2014 عندما أطلق أحد المواقع العربية للتسوق الإلكتروني المبادرة رداً على الجمعة السوداء بالأسواق الأوروبية والأميركية مع تغيير الاسم إلى الجمعة البيضاء نظراً لخصوصية اليوم عند الشعوب العربية.
وتُعد الجمعة البيضاء أحد أهم مواسم التسوق بالشرق الأوسط إذ تستمر التخفيضات لمدة أطول من يومٍ واحد وبالأخص أسواق دول مجلس التعاون الخليجي حيث تقدم مواقع التسوق الإلكتروني بالمنطقة تخفيضات تصل في بعض الأحيان إلى نحو 80 في المئة.
ووفقاً لبيانات غوغل فإن المستهلكين من الإمارات و مصر و السعودية هم الأكثر بحثاً عن عروض الجمعة البيضاء عبر محرك البحث الخاص بالشركة، كما تشير الشركة إلى أن المتسوقين بمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا هم الأكثر بحثاً عن مواسم العروض والخصومات.
ولفت مسح أجرته شركة إيبسوس الفرنسية للأبحاث السوقية إلى أن 33 في المئة من المتسوقين في البلاد الثلاثة لا توجد لديهم نوايا لشراء منتجات معينة خلال الموسم، بينما يبحث نحو 60 في المئة من المستهلكين من دولتي الإمارات والسعودية عن منتجات وعلامات تجارية جديدة قبل عملية الشراء خلال الجمعة البيضاء.
ويُشكل المحتوى المرئي (الفيديو) لمراجعة المنتجات إحدى أهم الوسائل التي يعتمد عليها المتسوق العربي قبل عملية الشراء، وخاصةً قبيل موسم الشراء الأهم في العالم، إذ يشير المسح إلى أن 80 في المئة من المتسوقين المشاركين في الجمعة البيضاء يشاهدون فيديو للمنتج الذي يعتزمون شراءه.
ولفت إلى أن نحو ثلث المتسوقين يصنفون محتوى الفيديو كأحد أهم المصادر لأفكار الشراء، بينما يفضل ثُلثا المتسوقين محتوى الفيديو لمساعدتهم في تحديد المنتجات التي يرغبون في شرائها.
الجمعة البيضاء في الإمارات
أظهر مسح أجرته شركة البيانات التسويقية ترايد ديسك (Trade Desk) أن نحو 57 في المئة من المتسوقين في الإمارات يخططون للتسوق عبر الإنترنت خلال فترة خصومات الجمعة البيضاء إذ يقضي المواطن الإماراتي نحو تسع ساعات يومياً في تصفح وسائل الإعلام الرقمية.
وأشار المسح إلى أن 83 في المئة من المتسوقين الإماراتيين يعتزمون الثبات على معدل إنفاقهم أو زيادته خلال موسم تخفيضات الجمعة البيضاء القادم، والذي بدأ يوم 21 نوفمبر تشرين الثاني الجاري، بينما أكد نحو 43 في المئة من المشاركين في المسح أنهم قد ادخروا أموالاً للتسوق خلال الموسم القادم.