أعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية (بالتل) يوم الأحد عن عودة تدريجية للاتصالات عبر الهاتف والإنترنت في عموم قطاع غزة بعد انقطاعها ثلاثة أيام، بينما تواصل القوات الإسرائيلية عملياتها العسكرية في القطاع.

وقالت الشركة في بيان «نود الإعلان عن بدء عودة خدمات الاتصالات (الثابت والخلوي والإنترنت) للعمل بشكل تدريجي في مناطق وسط وجنوب قطاع غزة، إذ تمكنت طواقمنا من الوصول لموقع العطل الرئيسي وإصلاحه بعد محاولات عديدة خلال الأيام الماضية».

وتكرر انقطاع الاتصالات والإنترنت في قطاع غزة مؤخراً، ما يؤثر على عمل طواقم الإنقاذ والدفاع المدني وحياة المواطنين في القطاع بشكل عام، إذ أعلنت منظمة (نت بلوكس) لمراقبة الشبكات يوم الخميس أن «هذا الانقطاع هو السادس شبه الكامل للاتصالات منذ بداية الصراع».

.

وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أعلن في 10 أكتوبر تشرين الأول أن الغارات الجوية استهدفت العديد من منشآت الاتصالات، ما أدى إلى تدمير اثنين من الخطوط الرئيسية الثلاثة للاتصالات المتنقلة، وأضاف أن سكان غزة باتوا يعتمدون على خط واحد فقط للاتصالات عبر الهاتف المحمول والإنترنت، ما قد يؤدي إلى انقطاعات لخدمات الهاتف المحمول والإنترنت.

شركات الإنترنت في غزة

تشير بيانات وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الفلسطينية عن عام 2022، إلى وجود 9 شركات تعمل مزودة للإنترنت، بواقع 7 شركات مرخصة لخدمات النطاق العريض وشركة مرخصة لإنشاء وتشغيل شبكات الألياف الضوئية وأخرى مزود خدمات عبر نموذج «بي إس إيه»، فيما مُنحت 103 شبكات لاسلكية واي فاي ترخيصاً للعمل في العام نفسه.

كما مُنح ترخيص لـ67 شركة لاستيراد أجهزة الاتصالات السلكية واللاسلكية، بالإضافة إلى 15 شركة لتقديم خدمات القيمة المضافة، وقامت الوزارة في 2022 بتسجيل 706.617 جهازاً نقالاً جديداً أُدخل إلى الأراضي الفلسطينية.

ولكن مع تواصل الحرب التي اندلعت بين إسرائيل وحماس في غزة قبل أكثر من شهرين في عموم أنحاء القطاع الفلسطيني، أضر القصف المكثف بالعديد من منشآت البينة التحتية، ما دفع عدداً من شركات الاتصالات وتزويد الإنترنت في غزة للإعلان عن تعطل خدماتها.

قالت شركة (فيوجن) للإنترنت في بداية الصراع إن مهندسيها يحاولون إصلاح بنيتها التحتية، ولكن وفقاً لآخر منشور صادر عن الشركة في 15 أكتوبر تشرين الأول، لا يبدو أن عملية الإصلاح اكتملت إلى وقت نشر هذا المقال.

أما (جت نت) فكانت أعلنت عن عطل مفاجئ في نقاط وصول الإنترنت في غلاف غزة، بينما قالت (هاي نت) لخدمات الإنترنت اللاسلكي في آخر بيان لها «لم يعد لدينا المزيد لنقدمه لضمان استمرار خدمة الإنترنت في ظل ما تتعرض له خوادم الإنترنت للقصف المستمر وانقطاع الخدمة بشكل كامل».

وانقطع الاتصال عن نحو 83 في المئة من مستخدمي الخطوط الثابتة، بينما انقطع الإنترنت عن 53 في المئة من المواقع التي توفر خدمات اتصالات الخطوط الثابتة، وفقاً لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، وأفاد المكتب أيضاً في 19 أكتوبر تشرين الأول بأن نصف خطوط إنترنت الألياف الضوئية التابعة لشركة (بالتل) في غزة معطلة.

الكفاءة اللازمة للاعتماد على الاتصالات والإنترنت في غزة

في الوقت الذي تعتمد فيه شعوب العالم على شبكات الإنترنت فائقة السرعة وتكنولوجيا الاتصالات كي يتمكنوا من إجراء مكالمات الفيديو الدولية، والخدمات المصرفية عبر الإنترنت، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، تعتمد شبكات الهاتف المحمول في قطاع غزة على تكنولوجيا الجيل الثاني، إن وجدت.

وبحسب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، فإن عمال الإنقاذ واجهوا صعوبة أكبر في «تنفيذ مهمتهم» ويرجع ذلك جزئياً إلى «الاتصال المحدود أو المعدوم بشبكات الهاتف المحمول».

يبلغ الحد الأدنى لسرعة الاتصال بالإنترنت المطلوبة لإجراء المحادثات الصوتية عبر الإنترنت بين 90 كيلوبايت في الثانية إلى 156 كيلوبايت في الثانية، وتحتاج الهواتف النقالة إلى مقدار ثابت من النطاق الترددي للحصول على جودة ممتازة للمكالمات.

بنهاية 2022، بلغ متوسط سرعة الإنترنت في الأراضي التابعة للسلطة الفلسطينية 26 ميغابايت في الثانية، مقارنة بـ13 ميغابايت في الثانية في نهاية عام 2021، ولكن وفقاً لموقع (وايرد)، فقد شارك العديد من مستخدمي الإنترنت في غزة، خلال الحرب الأخيرة، أن متوسط سرعة الإنترنت عبر هواتف المحمول بلغ 7.18 كيلوبايت في الثانية، وهو أقل بكثير من مجرد الحد الأدنى للسرعة المطلوبة لإجراء محادثة صوتية واحدة.