إن كان الأمر متعلقاً بجمع المال، فنجمة تليفزيون الواقع كيم كارداشيان تعرف جيداً من أين تؤكل الكتف، فهي لا تتردد في إطلاق العديد من الشركات، أو استغلال منصات التواصل الاجتماعي لجذب المعلنين والممولين.
استخدمت كيم كارداشيان حسابها الرسمي على منصة إنستغرام لمساعدة ماركتها للملابس الداخلية (سكيمز) التي أطلقتها عام 2019 وتبلغ قيمتها السوقية بعد أحدث جولة استثمارية نحو 4 مليارات دولار.
كما استفادت كارداشيان من أكثر من 360 مليون متابع لها على المنصة التابعة لشركة ميتا، لإطلاق شركة (سكاي براتنرز) في 2023.
كيم كارداشيان والتسويق عبر إنستغرام
تأتي منصة إنستغرام في المركز الأول من المراكز التي يستخدمها المسوّقون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لتتفوق على فيسبوك في المركز الثاني، وتيك توك في المركز الثالث، وفقاً لما جاء في حوار كارداشيان مع الرئيس التنفيذي لشركة (إي كونيكشنز) للاستثمار البديل، رون بيسكاردي.
وتسيطر عائلة كارداشيان على أرباح المؤثرين من المشاهير بسبب إنستغرام، إذ تأتي كيم في المركز الخامس في قائمة المشاهير، والسابع عالمياً، كما تتضمن القائمة أيضاً كلاً من كايلي وكلوي وكيندل.
ووفقاً لقائمة هوبر لأرباح المؤثرين من إنستغرام، فقد حققت كيم كارداشيان نحو 2.17 مليون دولار للمنشور الواحد وبلغ عدد متابعيها نحو 362.5 مليون شخص.
تبلغ ثروة كيم كارداشين نحو 1.7 مليار دولار في 2023، وفقاً لقائمة فوربس لأثرياء العالم، هذه الثروة استطاعت رائدة الأعمال حصدها من تليفزيون الواقع، فضلاً عن شركاتها المتعددة.
في عام 2020، باعت كارداشيان 20 في المئة من شركة (كي كي دبليو بيوتي) لمستحضرات التجميل والعطور، مقابل 200 مليون دولار.
هذه الأرباح يحصدها المشاهير مجاناً من الإعلان على منصات التواصل الاجتماعي مثل إنستغرام؛ التي تعد الوجهة المثالية حتى يروجوا شركاتهم، وقد تساعدهم أيضاً عند طرح هذه الشركات للاكتتاب إذ تضعها تحت دائرة الضوء، وتوقعت وكالة رويترز أن تهدد منصة إنستغرام نجاح هؤلاء المشاهير إذ يبدو أن شركة ميتا تطمع في حصة من هذه الأموال.
ميتا تطمع في نجاح المؤثرين
تضم منصة إنستغرام التابعة لشركة ميتا، أكثر من 10 ملايين مؤثر، يستفيدون من التسويق عبر التواصل الاجتماعي، بما يقدر بنحو 21 مليار دولار، وفقاً لما أوردته ماكينزي في تقرير حديث لها، كما رجحت ستاتيستا أن تصل أرباح شركة ميتا بالكامل من الإعلانات إلى نحو 113.6 مليار دولار في 2022.
لذلك رجحت رويترز أن تدفع هذه الأرباح التي لا تعود على ميتا بأي نفع، بإمكانية مطالبتها بحصة من الأرباح؛ خاصة من تباطؤ نمو الإعلانات.
في هذا السياق، كان الملياردير إيلون ماسك أول من أثار الجدل حول فرض الرسوم على المؤثرين، إذ قدّم المزيد من ميزات الوصول للمؤثرين على منصة إكس، علماً أنه كان أول من أطلق إمكانية الحصول على علامة التوثيق الزرقاء بمقابل مادي، الأمر الذي اتّبعه أيضاً مارك زوكربيرغ في المنصات التابعة لشركة ميتا على الفور، فضلاً عن إطلاق تطبيق ثريدز المشابه لمنصة التغريدات، لذلك، يمكن أن يقرر أخذ المؤثرين بعين الاعتبار أيضاً.
هل يرضخ المؤثرون؟
قرر إنستغرام سابقاً حجب الوصول الكثيف إلى بعض المحتوى، ما شكّل خطورة على المؤثرين الذين يستخدمون المنصة لجني الأرباح، لكن مع الضغط الذي مارسته كيم كارداشيان تراجعت المنصة عن الأمر في 2022.
ومع إمكانية فرض رسوم على المؤثرين -كما توقعت رويترز- الأمر قد يصل إلى سحب زوكربيرغ حساباتهم أو منعهم من استخدام المنصة، فإن قوة هؤلاء المشاهير قد تضغط على الشركة الأم، خاصة أن طبيعة المؤثرين تتمحور حول جني الأموال دون دفع مقابل.
تأتي تلك التوقعات، بينما يتزايد اهتمام الناس بالشراء بسبب منصات التواصل الاجتماعي، بل أصبحوا على أتم الاستعداد لشراء السلع الافتراضية في عالم الميتافيرس أيضاً.
وقدّر تقرير ماكينزي وصول صناعة السلع الافتراضية إلى 54 مليار دولار، بسبب اهتمامات المشترين، فعلى سبيل المثال، باعت شركة غوتشي نسخة رقمية من حقيبة ديونيسوس مقابل أكثر من 4 آلاف دولار، وهو ما يزيد بكثير على سعر الحقيبة الحقيقية.