يعتزم الملياردير الأميركي إيلون ماسك مقاضاة شركة (أوبن إيه آي) المطورة لتطبيق (تشات جي بي تي) الشهير ورئيسها التنفيذي سام ألتمان، مدعياً أن الشركة قد انحرفت عن هدفها الأساسي المتمثل في حماية البشرية من أضرار الذكاء الاصطناعي وعدم التربح من أعمالها، ويرى ماسك أن عقد الشراكة بين (أوبن إيه آي) و(مايكروسوفت) البالغة قيمته 13 مليار دولار يمثل انتهاكاً لهذا الهدف.
وأضاف ماسك في الشكوى المقدمة للمحكمة أن (أوبن إيه آي) تصر على الحفاظ على سرية الأكواد الخاصة بابتكارات الذكاء الاصطناعي، فيما اعتبره خرقاً لبنود التعاقد.
ويطالب ماسك، الذي شارك في تأسيس الشركة في عام 2015، بإجراء محاكمة قضائية للشركة، مع مطالبة كل من الرئيس التنفيذي سام ألتمان والشريك المؤسس غريغ بروكمان بسداد الأرباح التي حصلا عليها من الشركة.
استهداف مايكروسوفت بشكل غير مباشر
رغم عدم توجيه اتهام مباشر إلى مايكروسوفت في الدعوى، فقد ورد ذكرها نحو 68 مرة في الشكوى نظراً لعلاقتها الوثيقة بـ(أوبن إيه آي) وضخها مليارات الدولارات في الشركة الناشئة.
وركزت الدعوى بشكل كبير على تأثير مايكروسوفت الواضح على الشركة وكذلك على الوضع المالي لمايكروسوفت.
ووفقاً لمذكرة الدعوى، فقد «تم تحويل أوبن إيه آي إلى ما يشبه فرعاً سرياً للشركة التكنولوجية العملاقة مايكروسوفت، وأن مجلس الإدارة الجديد يعمل على تعظيم الأرباح لصالح مايكروسوفت».
وكان ماسك قد هدد في وقت سابق بمقاضاة مايكروسوفت عقب اتهامها بسرقة محتوى من منصة التواصل الاجتماعي المملوكة له (إكس) لاستخدامه في تدريب أدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.
حياد عن المسار
كان الهدف الأساسي من تأسيس (أوبن إيه آي) هو حماية البشرية من التهديدات المحتملة لأدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، وأنشأت الشركة مجلساً إشرافياً لمراجعة جميع منتجاتها، مع التأكد من الإعلان عن أكواد المنتجات بشفافية كاملة.
لكن ألتمان وبروكمان وكبير العلماء إيليا ستوسكيفر قاموا في عام 2019 بتأسيس شركة جديدة تحت مظلة (أوبن إيه آي) وأطلقوا عليها (أوبن إيه آي إل بي)، وهي كيان ربحي داخل الهيكل الرئيسي للشركة.
وأسهمت تلك الخطوة في رفع قيمة الشركة إلى ما يقرب من 90 مليار دولار خلال سنوات قليلة، ويُنظر إلى سام ألتمان باعتباره العقل المدبر لتلك الخطة والسبب الرئيسي وراء نجاح الشركة
(دافيد غولدمان وبراين فانغ-CNN)