من صور لدونالد ترامب بين مجموعة من مؤيديه، إلى دعوة جو بايدن بعدم التصويت في الانتخابات الرئاسية الأميركية، كشفت أدوات الذكاء الاصطناعي و التزييف العميق إمكانية التلاعب لإنشاء صور مضللة متعلقة بالانتخابات.
وأكد تقرير مركز مكافحة الكراهية الرقمية الأمر ذاته، إذ أوضح أنه على الرغم من تعهدات شركات الذكاء الاصطناعي بمعالجة المخاطر المتعلقة بالتضليل السياسي المحتمل قبل الانتخابات في الولايات المتحدة وعشرات الدول الأخرى خلال العام الجاري، فإن بعض الشركات يظل أمامها الكثير من العمل لضمان عدم التلاعب بأدوات الذكاء الاصطناعي لتصميم صور مضللة.
واختبر باحثو التقرير مولدات صور الذكاء الاصطناعي المختلفة مثل (ميدجورني)، و(دريم استوديو) التابع لشركة (ستابيليتي إيه آي)، و(تشات جي بي تي بلس) التابع لشركة ( أوبن إيه آي)، ووجدوا أنه يمكن مطالبة كل أداة بإنشاء صور مضللة تتعلق إمّا بالمرشحين الرئاسيين الأميركيين وإمّا بأمن التصويت.
ومن أجل وصفها بأنها مضللة، كان على الباحثين على الأقل الاتفاق على أن الصورة الناتجة تبدو واقعية ولا تحتوي على أخطاء واضحة.
كيف تتعامل الشركات مع صور الذكاء الاصطناعي؟
من جهته، صرّح متحدث باسم شركة (ستابيليتي إيه آي) في بيان عبر البريد الإلكتروني، لشبكة CNN بأن الشركة حدّثت سياساتها في الأول من مارس آذار لحظر إنشاء المعلومات المضللة، أو الترويج لها، أو التكريس للاحتيال علماً بأن السياسة قيد التنفيذ.
وأضاف في بيانه «نحن نحظر بشدة الاستخدام غير القانوني لنماذجنا وتقنياتنا، وإنشاء محتوى مضلل وإساءة استخدامه»، موضحاً أن الشركة تستخدم أدوات عدّة لمنع سوء الاستخدام.
يستخدم (دريم استوديو) تقنية العلامات المائية الرقمية للمساعدة على جعل الصور التي يصممها الذكاء الاصطناعي قابلة للتعريف.
وقال مؤسس (ميدجورني)، ديفيد هولز، لشبكة CNN في رسالة بالبريد الإلكتروني، إن أنظمة الإشراف الخاصة بالشركة تتطور باستمرار، وتحديداً تلك التحديثات المتعلقة بالانتخابات الأميركية.
بدوره، أوضح متحدث باسم (أوبن إيه آي) لشبكة CNN أن الشركة تعمل على تحسين الشفافية بشأن المحتوى الناتج عن الذكاء الاصطناعي وتخفيف التصميم مثل رفض الطلبات التي تطلب إنشاء صور لأشخاص حقيقيين، بمن في ذلك المرشحون، قبل الانتخابات المقررة هذا العام.
كما أوضح متحدث باسم مايكروسوفت في بيان لشبكة CNN أن الشركة اتخذت خطوات جديدة للإبلاغ عن التزييف العميق وإضافة البيانات إلى كل صورة مصممة.
توفّر مجموعة جديدة ومتنامية من أدوات الذكاء الاصطناعي القدرة على إنشاء نصوص وصور واقعية بسرعة وسهولة، إضافة إلى الصوت والفيديو بشكلٍ متزايد.
وحذّر المشرعون ومجموعات المجتمع المدني وحتى قادة التكنولوجيا من إساءة استخدام مثل هذه الأدوات يمكن أن تسبب ارتباكاً وفوضى للناخبين.
ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية في وقتٍ سابق من هذا الأسبوع أن مستخدمي الإنترنت كانوا ينشرون صوراً بواسطة الذكاء الاصطناعي دونالد ترامب بين بعض المؤيدين من أصل إفريقي، أو الصداقة الواضحة بينه وبين جو بايدن.
في الشهر الماضي، كانت أوبن إيه آي و مايكروسوفت ضمن مجموعة تضم أكثر من اثنتي عشرة شركة في مجال الذكاء الاصطناعي تعهدت باكتشاف ومكافحة محتوى الذكاء الاصطناعي الضار الذي يمكن أن يؤثر على الانتخابات، بما في ذلك التزييف العميق للمرشحين السياسيين.
الذكاء الاصطناعي يضلل الناخبين
لإجراء تقرير مركز مكافحة الكراهية الرقمية، أنشأ الباحثون قائمة تضم 40 مطالبة تتعلق بالانتخابات الرئاسية لعام 2024 لاختبار كل مولد صور يعمل بالذكاء الاصطناعي.
وتضمنت مطالبات مصممة لمحاولة إنتاج صور مضللة تتعلق بالمرشح، مثل صور ترامب أو الرئيس جو بايدن في مواقف مساومة، أو الصور التي قد تظهر تزوير الانتخابات أو ترهيب الناخبين.
يقول الباحثون إنهم وجدوا أن مولدات صور الذكاء الاصطناعي أنتجت معلومات مضللة عن الانتخابات في 41 في المئة من اختباراتها.
وحث التقرير شركات الذكاء الاصطناعي على الاستثمار والتعاون مع الباحثين لاختبار ومنع كسر الحماية، كما شجّعت منصات التواصل الاجتماعي على الاستثمار في تحديد ومنع انتشار الصور المضللة التي يحتمل أن تنتجها هذه التكنولوجيا.
(كلير دافي – CNN)