إنفيديا الأميركية لصناعة الرقائق هي إحدى أهم الشركات التقنية في العالم، والتي تمتعت بعام حافل حتى الآن بعد أن تجاوز أداء سهمها التوقعات بارتفاع بلغ 240 في المئة خلال العام الماضي، وزادت قيمتها السوقية بأكثر من تريليوني دولار بحلول نهاية الشهر الماضي.

وهي ثالث أعلى الشركات قيمة في الولايات المتحدة، بعد مايكروسوفت وأبل فقط.

هيمنة إنفيديا على سوق الرقائق الإلكترونية

كانت إنفيديا كشفت يوم الاثنين عن برنامج يهدف إلى تسهيل قيام الشركات بدمج أنظمة الذكاء الاصطناعي في عملها، إذ كشفت الشركة النقاب عن شريحة الذكاء الاصطناعي الرائدة الجديدة (بلاك ويل بي 200) في بداية مؤتمرها السنوي للمطورين.

وسيساعد إعلان إنفيديا عن الشريحة الجديدة وغيرها من البرمجيات خلال المؤتمر على تحديد ما إذا كان بإمكان الشركة الحفاظ على مكانتها المهيمنة في إنتاج وبيع الرقائق التي غذت الهوس بالذكاء الاصطناعي العام الماضي.

وتشتهر إنفيديا بتوفير الرقائق المستخدمة لتدريب ما يسمى بنماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل (GPT-4) من (OpenAI)، ويتضمن التدريب إدخال كميات كبيرة من البيانات ويتم في الغالب من قِبل شركات التكنولوجيا الكبيرة التي تركّز على الذكاء الاصطناعي.

الآن، تسعى الشركات من مختلف الأحجام والصناعات إلى دمج تلك الرقائق ونماذج الذكاء الاصطناعي في أعمالها.

كما قالت إنفيديا إن العملاء الكبار، بمن فيهم «أمازون دوت كوم» و«غوغل» التابعة لـ«ألفابت» و«ميتا» و«مايكروسوفت» و«أوبن إيه.آي» و«أوراكل»، و«تسلا» من المتوقع أن يستخدموا الشريحة الجديدة.

وأبرمت شراكة بين إنفيديا و«تي إس إم سي» التايوانية لصناعة أشباه الموصلات، وشركة سينوبسيس بهدف تعزيز أوقات التشغيل بما يصل إلى 15 مرة، عبر مختلف مهام أتمتة التصميم الإلكتروني ومعالجة الرسومات.

كما سارعت «غوغل كلاود» لإبرام شراكة مع إنفيديا لسرعة تبني الرقائق الجديدة في أنظمتها، بهدف تزويد المطورين بمنصة مفتوحة ومرنة للتدريب والنشر باستخدام أدواتهم وأطر عملهم المفضلة.

إضافة لإعلان شركة «سمينز»، وهي شركة تكنولوجيا رائدة في مجال الأتمتة والرقمنة والاستدامة، أنها تعمل على توسيع شراكتها مع إنفيديا من خلال اعتماد (NVIDIA Omniverse Cloud) مع منصتها (Siemens Xcelerator) لإدارة المنتجات السحابية.

شركات صناعة السيارات تعتمد رقائق إنفيديا

أعلنت إنفيديا تعاونها مؤخراً مع شركة تصنيع السيارات بي واي دي وغيرها من الشركات الصينية التي تتسابق لتقديم جيل جديد من السيارات ذاتية القيادة معزز بالذكاء الاصطناعي يجمع بين تكنولوجيا المعلومات والترفيه.

وتتوسع تلك الاتفاقات لتشمل «إكس بنج» و«جي إيه سي أيون» و«زيكر» و«لي أوتو» الصينية لصناعة السيارات.

على أن تستخدم «بي واي دي» الجيل التالي من رقائق إنفيديا للسيارات التي تسمى «دريف ثور» لتمكين مستويات متزايدة من القيادة الذاتية والوظائف الرقمية الأخرى.

وكانت شركة «ساوند هاوند» قد أبرمت شراكة مع إنفيديا لصناعة مساعد صوتي متقدم داخل السيارة، يعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي، ما يسمح بتجربة صوتية أكثر قابلية للتكيف والخصوصية داخل السيارات.

شراكة جديدة بين أمازون وإنفيديا

تأتي الشراكة الأخيرة بين «أمازون.كوم» وإنفيديا لتوسع التعاون الاستراتيجي الطويل الأمد بين الشركتين لتقديم البنية التحتية الأكثر أماناً وتقدماً.

وباستخدام رقائق إنفيديا، ستعزز أمازون من بنيتها التحتية وأدواتها ليتمكن العملاء من تحقيق مهامهم في الوقت الفعلي، بشكل أسرع وعلى نطاق واسع وبتكلفة أقل من الجيل السابق من وحدات معالجة الرسومات.

رقائق إنفيديا.. خطوة أقرب لـ«مصانع المستقبل»

أعلنت شركة «روكويل أوتوميشن» تعاونها مع إنفيديا، بهدف دفع مستقبل العمليات الصناعية من خلال بنية صناعية من الجيل التالي، إذ تسعى هذه الشراكة إلى تبسيط رقمنة العمليات الصناعية لعملاء الأتمتة، مع التركيز على إنشاء «مصانع المستقبل».

يشير استطلاع أجرته شركة «روكويل» إلى أن 83 في المئة من المصنعين يتوقعون دمج الذكاء الاصطناعي التوليدي في عملياتهم عام 2024، إذ ينظرون إلى الذكاء الاصطناعي كمحرك رئيسي لنتائج الأعمال.

إنفيديا تطور من قطاع الطاقة

أبرمت شركة «هيتاشي» للطاقة شراكة مع إنفيديا، إذ تعتزم «هيتاشي» تطوير وتسويق حلول صناعية تدمج معرفتها في مجال التكنولوجيا التشغيلية مع برمجيات الذكاء الاصطناعي وتقنيات وحدة معالجة الرسومات من «إنفيديا».

ومن المقرر أيضاً أن تقوم «هيتاشي» بتوسيع نطاق تدريب المهندسين على منصات برمجيات «إنفيديا»، بما في ذلك (CUDA)، و(NVIDIA AI Enterprise)، و(Omniverse)، و(Modulus)، من بين حلول تعاونية أخرى.

الرقائق الإلكترونية والصناعات الطبية

أعلنت شركة «كوجنيزانت» تعاونها مع شركة إنفيديا لتعزيز اكتشاف الأدوية في قطاع علوم الحياة باستخدام منصة الذكاء الاصطناعي التوليدي (BioNeMo) من إنفيديا، وتهدف هذه المبادرة إلى تحسين إنتاجية عملية تطوير الأدوية وتسريع طرح علاجات جديدة في السوق.

وتعمل تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي على تغيير عملية اكتشاف الأدوية التقليدية، والتي تتضمن عادة تحليل كميات كبيرة من المؤلفات العلمية والبيانات السريرية.

وباستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي، يمكن للباحثين السريريين معالجة مجموعات البيانات هذه بسرعة، والتنبؤ بشكل أكثر دقة بتفاعلات مركبات الأدوية، وتحديد مسارات جديدة لتطوير الأدوية.

وتتعاون إنفيديا مع أكثر من مئة شركة لصناعة وتطوير الأدوية حول العالم بفضل منصة (BioNeMo) المتطورة، من أهمها شركة «جونسون آند جونسون».

الذكاء الاصطناعي ومحاكاة ظروف الطقس

لتسريع الجهود المبذولة لمكافحة الخسائر الاقتصادية البالغة 140 مليار دولار بسبب الطقس القاسي الناجم عن تغيّر المناخ، أعلنت إنفيديا منصتها السحابية الرقمية المزدوجة للمناخ (Earth-2) لمحاكاة وتصور الطقس والمناخ على نطاق غير مسبوق.

وسارعت إدارة الطقس التايوانية لتكون من بين أول من يعتمد تلك التكنولوجيا، باستخدام الذكاء الاصطناعي لتسريع إنشاء عمليات محاكاة عالية الدقة وتصور المناخ العالمي، والطقس على نطاق كبير يبلغ 2 كيلومتر.

وستسمح المنصة لأي مستخدم تقريباً بإنشاء عمليات محاكاة تفاعلية مدعومة بالذكاء الاصطناعي وعالية الدقة لتصور الأعاصير والاضطرابات الجوية التي قد تحدث من الغلاف الجوي العالمي إلى الغطاء السحابي المحلي.