بدأت غوغل تشديد الخناق على تطبيقات حظر إعلانات يوتيوب منذ العام الماضي، واتخذت الشركة إجراءات صارمة جديدة خلال شهر أبريل نيسان الجاري ضد تطبيقات الطرف الثالث التي تحظر إعلانات يوتيوب.
وجاء أحدث إعلان من غوغل عبر مستند الدعم الصادر على موقع الشركة، إذ قالت غوغل «إن المستخدمين الذين يحاولون الوصول إلى مقاطع فيديو يوتيوب من خلال تطبيقات الطرف الثالث التي تتضمن أدوات حظر أو تخطي جميع الإعلانات قد يواجهون مشكلات في عملية تحميل الفيديو للمشاهدة أو تعترضهم رسالة خطأ نصها (المحتوى التالي غير متوفر في هذا التطبيق)».
وقالت غوغل في بيان لها إن هذا في المقام الأول من أجل منشئي المحتوى الذين لن يتمكنوا من تحقيق الدخل من المحتوى الخاص بهم إذا تم حظر الإعلانات عادةً.
وجاء في نص البيان، «نريد التأكيد أن شروطنا لا تسمح لتطبيقات الجهات الخارجية بإيقاف تشغيل الإعلانات لأن ذلك يمنع منشئ المحتوى من الحصول على مكافأة مقابل نسبة المشاهدة، وتساعد الإعلانات على يوتيوب في دعم منشئي المحتوى وتسمح لمليارات الأشخاص حول العالم باستخدام خدمة البث».
وبعد هذا الإعلان الحديث من يوتيوب ضمن سلسلة حربه الشرسة على تطبيقات وأدوات حظر الإعلانات، هل تساءلت عن مقدار متوسط ما يحققه مقطع الفيديو على اليوتيوب؟ هل فكرت إذا كان بإمكانك تغطية تكاليف مصاريفك عن طريق صناعة المحتوى على يوتيوب؟
فقبل أن تفكر في ترك وظيفتك الثابتة والتخلي عن راتبك الشهري عليك أن تحصل على إجابة سؤال مهم..
كم يجني منشئو المحتوى من الأموال عبر يوتيوب؟
تشير عدة تقارير ومواقع مختلفة لمتوسط الرقم الذي يدخل لصانعي المحتوى لكل مشاهدة عبر منصة يوتيوب، ووفقاً لموقع «انفلوينسر ماركتيج هاب Influencer Marketing Hub»، يحصل صانع المحتوى العادي على 0.018 دولار لكل مشاهدة، ما يعادل نحو 18 دولاراً لكل 1000 مشاهدة للإعلان.
بينما يقول موقع «هووت سويت Hootsuite»، وهي منصة أبحاث لإدارة وسائل التواصل الاجتماعي، «تتفق معظم المصادر على الإنترنت على أن متوسط دخل مستخدمي يوتيوب لصناعة وعرض المحتوى في الولايات المتحدة يتراوح بين .01 إلى .03 دولار لكل مشاهدة، وهو ما يعادل تقريباً 10 إلى 30 دولاراً لكل 1000 مشاهدة».
لذلك نعم، يوتيوب يدفع مقابل كل مشاهدة، لكن موقع يوتيوب لا يدفع مقابل كل مشاهدة للفيديو الخاص بصناع المحتوى فحسب، بل يدفع مقابل كل مشاهدة للإعلان الذي يتخلل مقاطع صناع المحتوى، لهذا كان رد غوغل القوي في قراره الجديد ضد مستخدمي أدوات حظر الإعلانات.
ويشدد موقع الأبحاث -وفقاً لدراسة أجراها- على أنه لا توجد ضمانات بشأن مقدار ما يجنيه مستخدمو يوتيوب أو من يسمون بالـ«يوتيوبرز»، إنما هناك بعض العوامل التي ستؤثر على أسعار المحتوى وبعض القواعد التي يتبعها يوتيوب لقياس حصة أرباح صناع المحتوى من المستخدمين، وهي مصنفة حسب أنظمة مختلفة لكل نوع محتوى.
وتشمل العوامل التي تؤثر على معدلات أسعار الدخل من يوتيوب:
معدل المشاهدة:
إذا شاهد المشاهد أقل من 30 ثانية من الإعلان، فلن يتم احتساب ذلك كمشاهدة.
الموقع الجغرافي:
يختلف الـ(CPM) أي (التكلفة لكل ألف ظهور) على يوتيوب حسب المنطقة، إذا كنت في النرويج، على سبيل المثال، فمن المرجح أن تحصل على أموال أكثر مما لو كنت في الولايات المتحدة مثلاً.
نوع المحتوى وفقاً للصناعة:
تختلف التكلفة لكل ألف ظهور على يوتيوب حسب الصناعة التي ينتمي لها المحتوى، إذ يمكن أن تحصل على أموال أكثر إذا كنت تصنع محتوى لسوق الأوراق المالية مقارنة بمحتوى الحيوانات الأليفة، على سبيل المثال.
أشكال الإعلانات المتاحة:
تميل أنواع الإعلانات المختلفة إلى الحصول على مشاهدات أفضل وتكاليف مختلفة لكل ألف ظهور.
المنافسة:
إذا كان المعلنون يتنافسون بعضهم مع البعض، فستكون عملية تقديم العطاءات لإعلانات يوتيوب أعلى، ما يؤدي إلى ارتفاع التكلفة لكل ألف ظهور.
كما تختلف طرق قياس الدخل حسب النمط أو البرنامج الذي يتبعه صانع المحتوى من خلال حسابه على يوتيوب، فهناك مثلاً وحدة قياس وفقاً للإنتاج التجاري، سيدفع يوتيوب لصانع المحتوى نحو 70 في المئة من صافي الإيرادات من عضويات القناة والخصائص الأخرى الفريدة مثل (سوبر شات) و(سوبر ستيكرز) وغيرها.
وهناك أسلوب آخر لتحصيل إيرادات من المشاهدات عبر يوتيوب عن طريق تفعيل مشاهدة إعلانات الصفحة والتي ستجعل يوتيوب يدفع لهذا الحساب نحو 55 في المئة من صافي الإيرادات من الإعلانات المعروضة أو التي يتم بثها على مقاطع الفيديو الخاصة بهذا الحساب.
أما يوتيوب شورتز، وهي مقاطع فيديو يوتيوب رأسية قصيرة، فسيدفع يوتيوب لصانعيها نحو 45 في المئة من الإيرادات المخصصة لهم بناءً على حصتهم من المشاهدات، وللعلم يخصص موقع يوتيوب جزءاً من الإيرادات التي تم جمعها من الفيديوهات القصيرة لمجموعة منشئي المحتوى، وجزءاً آخر لتكاليف ترخيص الموسيقى المستخدمة على المنصة.
وينصح موقع «هووت سويت» باستخدام حاسبة غوغل آد سينس Google AdSense لحساب متوسط أرباح موقع الويب المحتمل الخاص بالمستخدم بناءً على الصناعة/ نوع المحتوى والمنطقة الجغرافية، وعلى الرغم من أن هذه الأداة تختلف عن قناة صانع المحتوى على يوتيوب، فإنه يمكن استخدامه للحصول على فكرة أفضل عما يفعله باقي صناع المحتوى في المنطقة نفسها أو الصناعة المستهدفة.
يوتيوب يتفوق على نتفليكس
أُنشئ موقع يوتيوب في عام 2005، وأصبح أحد أكثر الشبكات الاجتماعية شهرة في جميع أنحاء العالم، في عام 2023 كان لدى منصة يوتيوب ما يقرب من 868 مليون مستخدم حول العالم، وبدءاً من فبراير شباط 2024 تضمنت قنوات يوتيوب الأكثر اشتراكاً معلقي ألعاب الفيديو المشهورين ومنشئي محتوى الكوميديا، بالإضافة للقنوات المخصصة للأطفال مثل قناة أغاني الأطفال (كوكوميلون)، وغيرها.
وأعلن موقع يوتيوب منذ أيام قليلة أن منصة الفيديو توجت كمقدم البث عبر الإنترنت الأول في أميركا لمدة 12 شهراً على التوالي من قبل مؤسسة (نيلسون)، وذكر يوتيوب في بيانه يوم السبت، «يشاهد المشاهدون على مستوى العالم الآن أكثر من مليار ساعة في المتوسط من محتوى يوتيوب على أجهزة التلفزيون الخاصة بهم يومياً».
وأصبح يوتيوب حالياً خدمة البث عبر الإنترنت الأكثر مشاهدة في الولايات المتحدة، فبينما قد يعتقد البعض أن منصات مثل نتفليكس وهولو هي ملوك البث في أميركا، إلا أن موقع يوتيوب هو في الواقع الذي حصل على المرتبة المتقدمة من بين هؤلاء.
يمثل يوتيوب حالياً نحو 8.6 في المئة من استخدام البث المباشر عبر الإنترنت في الولايات المتحدة، وفقاً لـنيلسون، يليه نتفليكس بنسبة 7.9 في المئة.
يوتيوب يحقق أكثر من 31 مليار دولار من إيرادات الإعلانات في عام 2023
إلى جانب مدفوعات اشتراكات المستخدمين، فإن المحرك الرئيسي لإيرادات يوتيوب هو الإعلانات، إذ حقق يوتيوب 31 مليار دولار من عائدات الإعلانات في عام 2023، وانقسم هذا إلى ما يقرب من 7 مليارات دولار في الربع الأول، و7.6 دولار في الربع الثاني، و8 مليارات دولار في الربع الثالث، و9 مليارات دولار في الربع الرابع.
ووفقاً لإحصاءات «هووت سويت»، فإن إعلانات يوتيوب تحقق وقت مشاهدة أطول بنسبة 57 في المئة مقارنة بالمنصات الرئيسية الأخرى، ووفقاً لشركة غوغل يعد يوتيوب المنصة الأولى للبحث عن المنتجات والعلامات التجارية أو اتخاذ قرارات الشراء.
الإمارات تمثل أعلى معدل انتشار لـيوتيوب
عندما يتعلق الأمر بالانتشار العالمي لتطبيق يوتيوب، تتصدر الإمارات المجموعة بنسبة انتشار تصل إلى 98.7 في المئة، وتأتي إسرائيل في المرتبة الثانية بنسبة وصول 93 في المئة، تليها هولندا بنسبة 91 في المئة، ويبلغ معدل انتشار يوتيوب في كندا 88.3 في المئة، وتتراجع الولايات المتحدة إلى أسفل القائمة بنسبة 77.4 في المئة
أما عن معدل الانتشار حول العالمي لـيوتيوب فقد بلغ نحو 37.3 في المئة في أكتوبر تشرين الأول 2023.
ومن المتوقع أن يصل الإنفاق الإعلاني في سوق إعلانات الفيديو في دولة الإمارات إلى 228.1 مليون دولار أميركي في عام 2024، وذلك وفقاً لأحدث إحصاءات ستاتيستا لهذا العام.
وبالرجوع إلى الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها غوغل ضد أدوات حظر الإعلانات على يوتيوب، قالت الشركة إنها تسمح فقط للمطورين باستخدام واجهة برمجة تطبيقات يوتيوب الرسمية طالما أنهم يتبعون شروط الخدمة الخاصة بها، والتي لا تسمح لتطبيقات الطرف الثالث بإيقاف تشغيل الإعلانات.
كما حذرت الشركة من أنها ستتخذ «الإجراء المناسب» ضد التطبيقات التي تنتهك هذه الشروط، لكنها لم تذكر تفصيلاً ما قد تكون عليه هذه الإجراءات.
وبالنسبة لمستخدمين يوتيوب الذين يرغبون في تجربة خالية تماماً من الإعلانات فقد نصحتهم شركة غوغل بالاشتراك في «يوتيوب بريميوم»، وهي خدمة مقابل اشتراك تمكنهم من تصفح الموقع دون اعتراضهم بأية إعلانات.
وبينما تبدأ الخدمة بسعر 13.99 دولار شهرياً للأفراد عند الاشتراك عبر الويب أو من خلال تطبيق أندرويد، فإنها تكلف 18.99 دولار شهرياً للمستخدمين الذين يقومون بالتسجيل باستخدام تطبيق يوتيوب على أجهزة آي فون أو أي باد الخاصة بهم.
