قال موقع يوتيوب إن مئات الآلاف من منشئي المحتوى يتقاضون الآن رواتبهم من نشر مقاطع فيديو قصيرة على المنصة، في ظل سعيه لمنافسة تطبيقي تيك توك وإنستغرام.

لم يكن الأمر بسعر تنافسي، فقد دفع يوتيوب التابع لشركة غوغل عشرات الآلاف من الدولارات شهرياً لبعض أفضل منشئي محتوى الفيديوهات القصيرة، مثل سيدني مورغان المؤثرة الاجتماعية في عالم التجميل؛ التي أكدت أن الفيديوهات القصيرة (شورتس) هي الآن مصدر الدخل الأساسي لها، إذ تصل أرباحها منها إلى نحو 20 ألف دولار شهرياً، أي ثلثي إجمالي أرباحها من يوتيوب.

بدأ يوتيوب في تقديم حصة من عائدات الإعلانات لمقاطع الفيديو القصيرة لمنشئي المحتوى في العام الماضي، إذ كافحت الميزة المقلدة لتيك توك حتى تبرز في المشهد التنافسي الشرس للفيديو القصير عبر الإنترنت.

الآن، أكثر من ربع منشئي المحتوى الذين يزيد عددهم على ثلاثة ملايين في برنامج شركاء يوتيوب يكسبون المال من خلال الفيديوهات القصيرة، هذا بالإضافة إلى مقاطع الفيديو التقليدية الطويلة، حسبما أعلنت الشركة في منشور بالمدونة يوم الخميس.

يشير موقع يوتيوب إلى البيانات الجديدة لقدرته على تحفيز منشئي المحتوى الحاليين على جذب مستخدمين جدد، كما يعتمد على موارده المالية الكبيرة وتاريخه الطويل من الشراكة مع منشئي المحتوى في جهوده لمواصلة تطوير فيديوهات (شورتس).

من جهته، قال نائب رئيس يوتيوب لقسم المحتوى، أمجد حنيف، لشبكة CNN «نحن ننظر إلى الأمر على أنه يمنح منشئي المحتوى الأدوات التي يحتاجونها للوصول إلى المشاهدين حيثما كانوا، ومن المؤكد أن المشاهدين يتجهون بالتأكيد إلى المحتوى القصير والسهل، إضافة إلى جميع التنسيقات الأخرى التي نقدمها».

كان يوتيوب القوة المهيمنة في مجال الفيديو عبر الإنترنت لفترة طويلة، لذلك يعد تطوير الفيديوهات القصيرة أمراً بالغ الأهمية للبقاء على صلة بالموضوع والحفاظ على أعماله في مواجهة شعبية تيك توك، فضلاً عن المنافسة المتزايدة من إنستغرام وسناب شات وإكس.

أوضح يوتيوب يوم الخميس أن مقاطع الفيديو القصيرة (شورتس) تصل إلى 70 مليار مشاهدة يومية في المتوسط، في حين قالت ميتا العام الماضي إن مقاطع الفيديو القصيرة (ريلز) وصلت إلى 200 مليار متوسط تشغيل يومي عبر فيسبوك وإنستغرام.

وتوقعت شركة ميتا في يوليو تموز أن تحقق فيديوهات (ريلز) 10 مليارات دولار من عائدات الإعلانات السنوية.

من جهته، رفض موقع يوتيوب مشاركة أرقام مبيعات محددة لفيديوهات (شورتس)، علماً أنه حقق أكثر من 31 مليار دولار من إجمالي إيرادات الإعلانات عبر المنصة العام الماضي.

بدوره، تعرض تطبيق تيك توك لانتقادات من بعض المبدعين العام الماضي لتغيير قواعده حول كيفية الدفع للمبدعين مقابل المحتوى الخاص بهم، كما أثار احتمال حظره في الولايات المتحدة تساؤلات حول إمكانية حصول المنصات المنافسة على حصة أكبر من المنافسة.

على الرغم من رواج الفيديوهات القصيرة (شورتس) على يوتيوب، فإن بعض المستخدمين اتجهوا إلى منصة ريديت للتعبير عن إحباطهم من انتشار هذه الفيديوهات القصيرة لتشغل الآن مساحة على صفحة يوتيوب الرئيسية.

(كلير دافي-CNN)