أعلنت شركة إنسيليكو ميديسين المتخصصة في مجال التكنولوجيا الحيوية التي تتخذ من مدينة مصدر الإماراتية مقراً لها، إحراز تقدم على طريق تصنيع أول دواء في العالم باستخدام الذكاء الاصطناعي، وتوقعت إكمال المرحلة الثانية من التجارب السريرية بحلول نهاية العام الحالي.

وقالت الشركة لـ«CNN الاقتصادية» في رسالة بالبريد الإلكتروني «استخدام إنسيليكو الرائد للذكاء الاصطناعي في الطب وصل إلى المرحلة 2 إيه من التجارب السريرية في الصين والولايات المتحدة، ونتوقع إكمال المرحلة الثانية من التجارب السريرية في الصين بحلول نهاية عام 2024، مع توفر النتائج في وقتٍ مبكر من النصف الأول من عام 2025».

وأضافت «يتباين الجدول الزمني لكل برنامج، لكننا نتوقع إتمام التحقق من الفاعلية في المرحلة الثانية خلال السنوات الثلاث المقبلة والانتقال إلى المرحلة التالية».

ويسهم الدواء الجديد في علاج مرض التليف الرئوي الذي يُصيب الجهاز التنفسي وينتج عنه تلف وندوب في أنسجة الرئة، ما يزيد من صعوبة أداء الرئة لوظائفها الطبيعية.

وقال أليكس زافورونكوف الرئيس التنفيذي للشركة إن إنسيليكو ميديسين بصدد النظر أيضاً في إمكانية تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجالات أخرى كتغيّر المناخ وإنها تتطلع للاستفادة القصوى من الذكاء الاصطناعي التوليدي لإطالة عمر الإنسان.

ويعمل فريق إنسيليكو ميديسين في مدينة مصدر على إجراء المزيد من الأبحاث لتطوير منصّة الشركة القائمة على الذكاء الاصطناعي والمعروفة بـ«فارما.إيه آي»، بما في ذلك دمج نماذج معالجة اللغات الضخمة والحوسبة الكمية.

ميزة الذكاء الاصطناعي

وعن الفرق بين تصنيع الأدوية بالطرق التقليدية واستخدام الذكاء الاصطناعي، قالت الشركة إن هذه التكنولوجيا الرائدة ستسهم في توفير الكثير من المال والوقت مقارنة بعملية تصنيع الدواء المتعارف عليها.

وقالت «يمكن للذكاء الاصطناعي تسريع الخطوات الرئيسية في اكتشاف الأدوية، مثل اكتشاف الهدف، وتصميم المركب وتوليده، وتصميم التجارب السريرية والتنبؤ بالنتائج، وبالتالي تقصير دورة اكتشاف الأدوية الجديدة، وخفض تكاليف البحث والتطوير، وزيادة معدل نجاح اكتشاف الأدوية».

وأضافت «على المدى الطويل، سيستمر الذكاء الاصطناعي في التقدم مع زيادة كمية البيانات.. إن اكتشاف الأدوية التقليدية وتطويرها يعتمد على المعرفة والخبرة البشرية، ومن الصعب تجاوز تلك المعرفة بمجرد أن تصل إلى ذروتها.. من هذا المنظور وحده، فإن مزايا الذكاء الاصطناعي واضحة للغاية».

وتابعت «بالإضافة إلى ذلك، فإن الذكاء الاصطناعي سريع جداً ويمكنه تحليل كميات كبيرة من البيانات بسرعة للعثور على الأنماط، كما أن الذكاء الاصطناعي ليس لديه تحيز بشري، لذا فهو يفتح الباب أمام إمكانات أكبر لاكتشاف الأدوية المبتكرة، بدلاً من اكتشاف الأدوية من خلال التجربة».

وقد تستغرق عملية صُنع الدواء 10 سنوات على الأقل وتتطلب استثماراً ضخماً قد يصل إلى 2.6 مليار دولار لتطوير دواء جديد من تحديد الهدف وصولاً إلى إتاحة الدواء تجارياً.

«ومقارنة بدورة التصنيع هذه التي تستمر سنوات ومليارات الدولارات التي يتم استثمارها في مجال البحث والتطوير، فمن الممكن أن يؤدي اكتشاف وتطوير الذكاء الاصطناعي للأدوية إلى توفير الكثير من الوقت والتكاليف الاقتصادية» وفقاً لإنسيليكو ميديسين.

وقالت الشركة إن لديها 31 برنامجاً لـ29 دواءً جديداً منذ عام 2021 لتصنيع أدوية لعلاج أمراض من بينها التليف والأورام وغيرها.

وتشمل هذه البرامج اثنين من الأدوية التي بلغت مرحلة التجارب السريرية في دراسات المرحلة الثانية، وتطبق إنسيليكو أيضاً منصة الذكاء الاصطناعي التوليدي على العديد من الأفكار الجديدة المثيرة في علوم الحياة بما في ذلك علم الشيخوخة والكيمياء المستدامة والزراعة.