وأعلنت ميتا بلاتفورمز الشركة الأم لفيسبوك وإنستغرام أن التكتيكات المدعومة بالذكاء الاصطناعي لخداع الجمهور قبيل الانتخابات الرئاسية الأميركية آخذة في الازدياد، لكنها أشارت إلى أن هذه التكتيكات لم تنجح حتى الآن.

وقال تقرير لميتا سيكورتي صدر يوم الخميس «تستخدم روسيا الذكاء الاصطناعي لإنشاء حملات لخداع الجمهور عبر الإنترنت، لكن جهودها لم تنجح»، مضيفاً أن حملات الذكاء الاصطناعي تظهر تقدماً في استخدام تكنولوجيا توليد المحتوى، لكن تمكنت ميتا من تعطيل عمليات التأثير الخادعة.

وتأتي جهود ميتا لمكافحة خداع الجمهور باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي عبر منصاتها مع تزايد المخاوف من إمكانية استخدام هذه التكنولوجيا لخداع الناس أو إرباكهم في الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة ودول أخرى.

مخاوف بشأن المعلومات المضللة

استخدم العملاء الروس فيسبوك ووسائل التواصل الاجتماعي الأخرى الموجودة في الولايات المتحدة لإثارة التوترات السياسية في انتخابات عام 2016 التي فاز بها الرئيس السابق والمرشح الجمهوري الحالي دونالد ترامب، بحسب ميتا.

ويخشى الخبراء من حدوث طوفان غير مسبوق من المعلومات المضللة من بعض الجهات على الشبكات الاجتماعية بسبب سهولة استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية مثل تشات جي بي تي أو منشئ الصور دال آي لإنشاء محتوى عند الطلب وفي ثوانٍ.

وبالفعل، استطاع الكثيرون استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء صور ومقاطع فيديو، ولترجمة أو إنشاء نص إلى جانب صياغة قصص أو ملخصات إخبارية مزيفة، وفقاً للتقرير.

وقال مدير سياسة الأمن في ميتا، ديفيد أجرانوفيتش للصحفيين، إن روسيا لا تزال المصدر الرئيسي لهذه الحملات الخادعة باستخدام حسابات وهمية على فيسبوك وإنستغرام.

ومنذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية في عام 2022، تركزت تلك الجهود على تقويض أوكرانيا وحلفائها، بحسب التقرير، ومع اقتراب الانتخابات الأميركية، تتوقع ميتا أن تهاجم حملات الخداع عبر الإنترنت المدعومة من روسيا المرشحين السياسيين الذين يدعمون أوكرانيا.

كيف تكتشف ميتا الخداع؟

عندما تستكشف ميتا الخداع باستخدام الذكاء الاصطناعي، فإنها تنظر إلى كيفية عمل الحسابات التي تنشر المحتوى بدلاً من المحتوى نفسه.

وقالت ميتا إنه عادة تميل حملات الخداع إلى تغطية مجموعة واسعة من المنصات عبر الإنترنت، وقد لاحظت الشركة أن المنشورات على منصة إكس (تويتر سابقاً) تستخدم لجعل المحتوى الملفق يبدو أكثر مصداقية.

وتشارك ميتا النتائج التي توصلت إليها مع منصة إكس وشركات التواصل الاجتماعي الأخرى وترى أن هناك حاجة إلى دفاع منسق بين شركات التكنولوجيا لإحباط انتشار المعلومات المضللة.

منصة إكس تستقطب المخادعين

عندما سئُل أغرانوفيتش عما إذا كانت ميتا ترى أن منصة إكس تأخذ بالنصائح بشأن المعلومات المضللة قال «فيما يتعلق بإكس، فإنهم ما زالوا يمرون بمرحلة انتقالية، لقد انتقل الكثير من الأشخاص (المخادعين) الذين تعاملنا معهم في الماضي إلى هناك».

وأفادت إحدى المنظمات الرقابية الأسبوع الماضي بأن المنشورات عن الانتخابية الأميركية الخاصة ب إيلون ماسك على منصة إكس حصدت ما يقرب من 1.2 مليار مشاهدة هذا العام، ما يسلط الضوء على التأثير المحتمل للملياردير على سباق البيت الأبيض.

وأشارت المنظمات أيضاً إلى أن ماسك، الذي اشترى المنصة في عام 2022، وهو مؤيد قوي لدونالد ترامب، يبدو أنه يؤثر على الناخبين من خلال نشر الأكاذيب على حسابه الشخصي.

وواجه ماسك مؤخراً موجة من الانتقادات بعدما شارك مع أتباعه مقطع فيديو مزيفاً بتقنية الذكاء الاصطناعي يتعلق بمنافسة ترامب الديمقراطية، نائبة الرئيس كامالا هاريس.

وحذَّر الرئيس التنفيذي لمركز مكافحة الكراهية الرقمية، عمران أحمد من أن «إيلون ماسك يستغل منصبه المميز كمالك لمنصة تواصل اجتماعي ذات نفوذ سياسي لزرع معلومات مضللة تولد الخلاف وعدم الثقة».

(أ ف ب)