يرتقي نجوم برامج البودكاست بشهرتهم إلى آفاق جديدة إذ تقدم شركات الإعلام صفقات بمبالغ ضخمة مقابل حقوق عروضهم، وكانت الصفقة التي أبرمها الأخوان ترافيس وجيسون كيلس من اتحاد كرة القدم الأميركي بقيمة 100 مليون دولار هذا الأسبوع مع استوديو البث الصوتي التابع لشركة أمازون (وندري) أحدث صفقة باهظة الثمن في عام 2024، ما يسلط الضوء على تحول كبير في سوق البودكاست.

في الأشهر الأخيرة، وقعت شركة سيريوس إكس إم صفقة بقيمة 100 مليون دولار للحصول على حقوق التوزيع للبودكاست الشهير (سمارت ليس) الذي يستضيفه ويل أرنيت وجيسون باتمان وشون هايز، كما وقعت سبوتيفاي صفقة جديدة متعددة السنوات مع جو روغان بقيمة تصل إلى 250 مليون دولار معلنة أن البودكاست الخاص به وهو البرنامج الأعلى أداءً على المنصة، لن يكون حصرياً للتطبيق.

نجوم البودكاست أداة الشركات لجذب المستمعين

تمثل المبالغ المذهلة عودة شركات البودكاست الكبرى إلى استقطاب المواهب البارزة لكن مع تغيير في استراتيجيتها التجارية السابقة، فبدلاً من الاعتماد على نجوم غير مثبتين قد يفشلون في تقديم حلقات أو جمهور ضخم تبرم الشركات بشكل متزايد صفقات إعلانية وتوزيعية لنشر العروض عبر منصات متنافسة.

في الماضي كانت شركات البودكاست العملاقة تأمل أنه من خلال توقيع صفقات حصرية مع نجوم ذوي قوة عالية ووضع عروضهم خلف جدران الدفع على أمل أن أصوات المشاهير ستجلب طوفاناً من المشتركين الجدد ودولارات الإعلان، لكن هذا لم يتحقق بالضرورة، كما قال رئيس قسم الرياضة والترفيه لدى شركة ويثيرس للمحاماه، مايكل رويدا وهي شركة محاماة دولية تقدم المشورة لمنتجي البودكاست بشأن العقود.

وأضاف رويدا «لقد أبرمت هذه الصفقات الكبيرة مع المواهب، وفجأة لم ينتجوا المحتوى الذي توقعت منهم إنتاجه حقاً، لذا كان هناك الكثير من المخاطر في هذا الجانب»، موضحاً «بالطبع، هناك دائماً خطر تعرض صناع البث الصوتي أنفسهم للمتاعب، وتغطية المواد المثيرة للجدل، وأنت، بصفتك الطرف الذي وظفهم، مسؤول تماماً عن ذلك».

كانت إحدى هذه الصفقات البارزة التي تعثرت هي شراكة سبوتيفاي بملايين الدولارات مع الأمير البريطاني هاري وزوجته ميغان، والتي كان من المفترض أن تنتج العديد من البرامج ولكنها في النهاية لم تسفر إلا عن سلسلة واحدة وبرنامج خاص بالعطلات.

جاءت الأخبار التي تفيد بأن الزوجين انفصلا عن سبوتيفاي في عام 2023 بعد عامين من انخفاض مبيعات الإعلانات التي بلغت ذروتها بقرار الشركة بتسريح 200 موظف في وحدة البث الصوتي، أو 2 في المئة من قوتها العاملة العالمية مستشهدة بـ«إعادة التنظيم الاستراتيجي».

وضع سوق البودكاست في 2024

تأتي عودة الشيكات الكبيرة لأفضل المواهب بعد عامين متتاليين من انخفاض مبيعات الإعلانات في صناعة البث الصوتي مع ارتفاع عائدات الإعلانات مرة أخرى.

وفقاً لتقرير حديث صدر عن ماجلان الذكاء الاصطناعي ارتفع إنفاق المعلنين على البث الصوتي بنسبة 22 في المئة هذا العام، ومن المتوقع أن يتجاوز إجمالي عائدات إعلانات البث الصوتي حاجز الـ«ملياري دولار» في عام 2024 بزيادة 5 في المئة على العام الماضي، وفقاً لمكتب الإعلان التفاعلي.

في حين كان البث الصوتي يُنظر إليه ذات يوم على أنه وسيلة للوصول إلى جمهور محدد، أفاد ما يقرب من 100 مليون أميركي بالاستماع إلى بث صوتي واحد على الأقل في الأسبوع، وفقاً لمسح أجرته شركة إديسون ريسيرش ذا العام.

وأظهرت دراسة حديثة مشتركة بين شركة إديسون ريسيرش وشركة أخرى بينما يقضي الأميركيون أكثر من أربع ساعات يومياً في الاستماع إلى المحتوى الصوتي، فإن المستهلكين يعطون 20 في المئة من وقتهم المحتوى الصوتي المدعوم بالإعلانات.

في أحدث تقرير ربع سنوي لها أضافت سبوتيفاي 7 ملايين مشترك مدفوع الأجر بإجمالي 246 مليوناً، بينما نمت إيرادات الشركة المدعومة بالإعلانات بنسبة 13 في المئة، وقال متحدث باسم سبوتيفاي لشبكة CNN إنه بين عدد المشتركين القياسي والأداء الإيجابي للبودكاست من المرجح أن يكون عام 2024 أكبر عام للشركة في مجال البودكاست.

(ليام رايلي، CNN)