هبطت كبسولة سبيس إكس، التي تحمل أربعة مواطنين قبالة ساحل فلوريدا قبل الفجر في الساعة 3:36 صباحاً يوم الأحد بالتوقيت الشرقي للولايات المتحدة الأميركية، مُنهية مهمة تاريخية تضمنت أول سير في الفضاء لشخص مدني في العالم.
وعاد رجل الأعمال الملياردير جاريد إيزكمان، والطيار المتقاعد في سلاح الجو الأميركي سكوت بوتيت، ومهندسا سبيس إكس، وهما: سارة غيليس وآنا مينون، إلى الأرض في كبسولة كرو دراغون، وهبطت قبالة ساحل دراي تورتوغاس بولاية فلوريدا في الخليج.
ورحلة مهمة بولاريس داون، من سبيس إكس، التي استغرقت خمسة أيام بمثابة المهمة الخاصة الخامسة لكبسولة كرو دراغون، التابعة لشركة سبيس إكس، الأكثر طموحاً للشركة، إذ نفذ أفراد الطاقم ومركبتهم الفضائية العديد من المناورات المحفوفة بالمخاطر.
وكان أهمها السير في الفضاء المدني بالكامل الذي حدث يوم الخميس الماضي، إذ خرج إيزكمان وغيليس من الكبسولة بحبل، وقضى كل منهما نحو 10 دقائق في فراغ الفضاء، وأمضى الثنائي السير في الفضاء في إجراء اختبارات الحركة ببدلات الفضاء المصممة حديثاً.
وكانت المهمة محفوفة بالمخاطر، لأن كبسولة دراغون لا تحتوي على غرفة معادلة الضغط المضغوطة، وهذا يعني أن جميع أعضاء مهمة بولاريس داون الأربعة ارتدوا بدلات فضائية في أثناء السير في الفضاء، وخفض ضغط الكبسولة بأكملها إلى ظروف التفريغ.
وكان الانتهاء من السير في الفضاء علامة فارقة في تاريخ رحلات الفضاء البشرية، إذ كان في السابق مقتصراً على رواد الفضاء من وكالات الفضاء الحكومية فقط، فهم من قاموا بالسير في الفضاء لبناء أو تحديث محطات فضائية في المدار، وإصلاح الأقمار الصناعية وإكمال التجارب العلمية.
وفي وقتٍ سابق من المهمة، طار طاقم بولاريس داون، إلى ارتفاع مداري يبلغ 870 ميلاً فوق سطح الأرض، وهو أعلى مستوى وصل إليه البشر منذ مهمة أبولو الأخيرة إلى القمر عام 1972.
وفي ذلك الوقت، كانت الكبسولة بعيدة بما يكفي للمرور عبر جزء من حزام «فان ألين» الإشعاعي، وهي منطقة من جزيئات الإشعاع عالية الطاقة المحاصرة بالغلاف المغناطيسي للأرض.
وستسمح الرحلة للعلماء بدراسة تأثيرات الإشعاع الفضائي على أفراد الطاقم ومركباتهم الفضائية، وقالت سبيس إكس، إن النتائج يمكن أن تساعد على التخطيط للبعثات إلى القمر وفي نهاية المطاف إلى المريخ، الأمر الذي سيتطلب من رواد الفضاء الطيران عبر أحزمة «فان ألين» الإشعاعية الداخلية والخارجية.