حذّر خبراء الأمم المتحدة، اليوم الخميس، من أن تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي لا ينبغي أن يسترشد بتوجه السوق الطبيعي وحده، حتى لا يتعرض العالم إلى مخاطر التحيز وإساءة الاستخدام، داعين إلى إنشاء أدوات للتعاون العالمي.

أعد التقرير 40 خبيراً من مجالات التكنولوجيا والقانون وحماية البيانات، تم اختيارهم من قبل الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ويثير تقريرهم، الذي نُشر قبل أيام من بدء «قمة المستقبل» البارزة، ناقوس الخطر بشأن الافتقار إلى الحوكمة العالمية للذكاء الاصطناعي فضلاً عن الاستبعاد الفعلي للدول النامية من المناقشات حول مستقبل التكنولوجيا.

ومن بين الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 في الأمم المتحدة، هناك 7 فقط كانت جزءاً من كل المبادرات السبع الرئيسية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، في حين أن 118 دولة غابت تماماً عن المشاركة في أية مبادرة.

وحذّر الخبراء في تقريرهم من أن «هناك اليوم عجزاً في الحوكمة العالمية في ما يتعلق بالذكاء الاصطناعي»، وقال غوتيريش هذا الأسبوع «يجب أن يخدم الذكاء الاصطناعي الإنسانية بشكل عادل وآمن، وإذا تُركت هذه التكنولوجيا دون رادع، فإن المخاطر التي يفرضها الذكاء الاصطناعي قد يكون لها آثار خطيرة على الديمقراطية والسلام والاستقرار».

هل فات الأوان؟

يدعو تقرير الخبراء الدول أعضاء الأمم المتحدة إلى وضع آليات لتسيير عجلة التعاون العالمي بشأن هذه القضية، ويقول التقرير «لا يمكن ترك تطوير ونشر واستخدام مثل هذه التكنولوجيا لأهواء ونزوات الأسواق وحدها»، ودعا إلى إنشاء آلية «تنسيقية» تضم مجموعة من الخبراء العلميين في مجال الذكاء الاصطناعي داخل أمانة الأمم المتحدة، ولكن هذا الهيكل أقل بكثير من خطوة إنشاء هيئة حوكمة دولية كاملة مثل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كما كان يطالب غوتيريش سابقاً.

وسوف تُطلع اللجنة المجتمع الدولي على المخاطر الناشئة، وتحدد احتياجات البحث وكذلك كيف يمكن استخدامها للتخفيف من حدة الجوع والفقر وعدم المساواة بين الجنسين، بالإضافة إلى أهداف أخرى.

وهذا الاقتراح مدرج بالفعل في مسودة الميثاق الرقمي العالمي، الذي من المقرر اعتماده يوم الأحد في «قمة المستقبل».

يقول تقرير الخبراء «إذا تزايدت مخاطر الذكاء الاصطناعي فمن الضروري للدول الأعضاء أن تفكر في إنشاء مؤسسة دولية أكثر قوة تتمتع بسلطات المراقبة والإبلاغ والتحقق والإنفاذ».

ويعترف معدو التقرير بأنه نظراً للسرعة الهائلة التي يتطور بها الذكاء الاصطناعي، فسيكون من غير المجدي محاولة وضع قائمة شاملة بالمخاطر التي يفرضها التطور المستمر للتكنولوجيا، ولكنهم حددوا مخاطر التضليل على الديمقراطية، والتزييف العميق للواقع بشكل متزايد، فضلاً عن تطور الأسلحة المستقلة واستخدام الذكاء الاصطناعي من قبل الجماعات الإجرامية والإرهابية.

ولكن بالنظر إلى سرعة واستقلالية وغموض أنظمة الذكاء الاصطناعي، فإن انتظار ظهور التهديد قد يعني أن أي استجابة ستأتي متأخرة للغاية، كما جاء في التقرير، وأضاف التقرير «إن التقييم العلمي المستمر للتطورات والحوار السياسي المتعاون من شأنه أن يضمن عدم تعرض العالم لمفاجأة سلبية».