أعلنت ميليندا فرينش غيتس، استقالتها من منصب الرئيس المشارك لمؤسسة بيل وميليندا غيتس الخيرية، التي تساعد في قيادتها منذ عام 2000، على أن تحصل على 12.5 مليار دولار إضافية لعملها الخيري، كجزء من اتفاق انفصالها عن زوجها السابق الملياردير بيل غيتس.
كانت مؤسسة بيل وميليندا غيتس قدمت نحو 78 مليار دولار من المنح خلال ما يقرب من 25 عاماً منذ تأسيسها.
وكتب الرئيس التنفيذي للمؤسسة، مارك سوزمان، في بيان يوم الاثنين، أن ميليندا غيتس اتخذت القرار بعد تفكير طويل، بناءً على الطريقة التي تريد بها المضي قدماً في أعمالها الخيرية.
وأوضح أن ميليندا تملك أفكاراً جديدة حول الدور الذي تريد أن تلعبه في تحسين حياة النساء والأسر في الولايات المتحدة وحول العالم، وبعد سنوات قليلة صعبة من تراجع حقوق المرأة في الولايات المتحدة وحول العالم، فإنها تريد التركيز بشكل خاص على تغيير هذا الواقع، كما أضاف أن المؤسسة ستحمل اسم بيل غيتس وحده بعد تنحي ميليندا.
وحول استقالتها، قالت ميليندا على منشور على حسابها الرسمي بمنصة إكس، إنها لم تتخذ هذا القرار بسهولة، وكتبت «أنا فخورة جداً بالأساس الذي بنيته مع بيل معاً وبالعمل الاستثنائي الذي نقوم به للتصدي لعدم المساواة في أنحاء العالم كافة».
وأضافت أنها تعتزم مغادرة المؤسسة الخيرية في 7 يونيو حزيران، على أن تشارك المزيد حول خططها الخيرية المستقبلية قريباً.
بدوره، نشر بيل غيتس في بيان منفصل يوم الاثنين، على حسابه الرسمي بموقع إكس، «يؤسفني رؤية ميليندا تغادر.. وبالنظر إلى المستقبل، سأظل ملتزماً تماماً بعمل المؤسسة واتباع جميع استراتيجياتها، واستغلال الفرص المتاحة لنا لمواصلة تحسين حياة الملايين حول العالم».
خطة تنحي ميليندا غيتس
عندما أعلن بيل وميليندا غيتس انفصالهما رسمياً في مايو أيار 2021، قالا حينذاك إنهما سيسمحان لأنفسهما بالمضي قدماً في فترة تجريبية حتى عام 2023، لتحديد مدى قدرتهما على مواصلة العمل مع بعضهما بعضاً للإشراف على مؤسستهما الخيرية الضخمة.
وأعلن سوزمان في يوليو تموز 2021 خطة طوارئ لضمان استمرارية عمل المؤسسة، وأوضح أنه إذا قرر أي منهما بعد عامين أنهما لا يستطيعان الاستمرار في العمل معاً كرئيسين مشاركين، فإن ميليندا فرينش غيتس ستستقيل من منصبها، على أن تتلقى موارد شخصية من بيل ستكون منفصلة تماماً عن وقف المؤسسة، بهدف دعم عملها الخيري الخاص.
في يناير كانون الثاني 2022، أعلنت المؤسسة عن أربعة أعضاء جدد في مجلس أمنائها للمساعدة في تعزيز حوكمة المؤسسة في أعقاب الطلاق، وكانت هذه هي المرة الأولى التي تضيف فيها مؤسسة غيتس أشخاصاً من الخارج إلى مجلس إدارة المؤسسة الخيرية خلال تاريخها الممتد لعقدين.
لم يكن لدى المؤسسة الخيرية أمناء بجانب بيل وميليندا فرينش غيتس منذ وفاة بيل غيتس الأب في عام 2020، واستقالة وارن بافيت في يونيو حزيران 2021 بعد 15 عاماً في مجلس الإدارة.
وقال سوزمان في منشور على الموقع الإلكتروني للمؤسسة بعد ظهر الاثنين «أريد أن أؤكد لكم أن ملايين الأشخاص الذين يخدمهم عملنا وآلاف الشركاء الذين نعمل معهم، يمكنهم الاستمرار في الاعتماد على المؤسسة، فالأساس اليوم أقوى مما كان عليه في أي وقت مضى».
دعم الأعمال الخيرية
تتمثل مهمة مؤسسة بيل وميليندا غيتس البالغة قيمتها 75.2 مليار دولار في تحسين الرعاية الصحية في البلدان النامية، وتعزيز الفرص التعليمية، والحد من الفقر من خلال تقديم المنح والدعم لمختلف المبادرات والمنظمات في جميع أنحاء العالم.
كانت ميليندا فرينش غيتس أسست مؤسسة بيفوتال فينشرز الخيرية للتركيز على دعم الأقليات والنساء في الولايات المتحدة عام 2015، وقد خصصت مليار دولار لها عام 2019.
وتعهد كل من المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت وفرينش غيتس بالتبرع بالغالبية العظمى من ثروتهما للمؤسسة وكذلك للمساعي الخيرية الأخرى.
وفي مقابلة مع فريد زكريا من شبكة CNN في يناير كانون الثاني، قال بيل غيتس إنه إلى جانب شركاء مثل بافيت تبرعوا بنحو 100 مليار دولار للمؤسسة.
ومع وجود خطط لإنفاق 9 مليارات دولار سنوياً، يتوقع غيتس أنه سيتخلى عن كل أمواله خلال 20 عاماً تقريباً.
(ديفيد غولدمان – CNN)