قالت شركة تيرا باور للمفاعلات النووية المتقدمة المملوكة للملياردير الأميركي بيل غيتس، وشركة الإمارات للطاقة النووية المملوكة لدولة الإمارات العربية المتحدة، يوم الاثنين، إنهما اتفقتا على دراسة التطوير المحتمل للمفاعلات المتقدمة في الإمارات وخارجها.

وتأتي مذكرة التفاهم الموقعة بين الطرفين وسط سعي دولة الإمارات العربية المتحدة لتوسيع قدراتها في مجال الطاقة النووية، وتعهدت أكثر من 20 دولة في مؤتمر المناخ كوب 28 المنعقد في دبي بزيادة نشر الطاقة النووية ثلاث مرات هذا العقد لمكافحة تغيّر المناخ.

وقال الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية، محمد الحمادي، خلال حفل التوقيع «بالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة، فإننا نتطلع إلى مستقبل للإلكترونات والجزيئات النظيفة التي ستتحول إلى واقع ملموس من خلال المفاعلات المتقدمة».

الطاقة النووية في الإمارات

وقال المدير التنفيذي لشركة تيرا باور، كريس ليفيسك، إن «جلب التقنيات النووية المتقدمة إلى السوق أمر بالغ الأهمية لتحقيق أهداف إزالة الكربون العالمية».

وتمتلك دولة الإمارات العربية المتحدة حالياً محطة واحدة للطاقة النووية التقليدية بالقرب من أبوظبي، وبدأت المحطة بإنتاج الكهرباء عام 2020.

تقع محطة براكة للطاقة النووية في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي، وستوفّر المفاعلات النووية الأربعة في المحطة ما يصل إلى 25 في المئة من احتياجات دولة الإمارات العربية المتحدة من الكهرباء بمجرد تشغيلها بكامل طاقتها.

ومن المتوقع أن تمنع محطة براكة للطاقة النووية عند تشغيلها بكامل طاقتها ما يصل إلى 22 مليون طن من الانبعاثات الكربونية كل عام، أي ما يعادل إزالة 4.8 مليون سيارة من الطرق.

ولدى شركة تيرا باور مشروع تجريبي قيد التنفيذ لمفاعل «ناتريوم» المتقدم في ولاية وايومنغ الأميركية الذي يأمل في أن يبدأ تشغيله عام 2030.

ومن المفترض أن تكون المفاعلات المتقدمة أصغر حجماً، وأسهل في البناء، وأكثر ديناميكية من المحطات التقليدية، ويعتبرها البعض مكملاً حيوياً لمصادر الطاقة المتقطعة مثل الرياح والطاقة الشمسية التي تتوسع بسرعة.

وتنص مذكرة التفاهم بين تيرا باور والإمارات العربية المتحدة على استكشاف استخدامات المفاعلات النووية المتقدمة مثل تخزين الكهرباء على الشبكة وتوفير الطاقة اللازمة لإنتاج الهيدروجين وإزالة الكربون من مصانع الفحم والصلب والألومنيوم.

يورانيوم منخفض التخصيب

ومع ذلك، فإن أحد العوائق المحتملة هو أن مفاعلات ناتريوم التابعة لشركة تيرا باور تتطلب وقوداً يسمى هاليو -اليورانيوم عالي التخصيب منخفض التخصيب- والمنتج الرئيسي له حالياً هو روسيا.

وشهد مشروع تيرا باور في وايومنغ تأخيرات بسبب مخاوف بشأن إمدادات هاليو منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، لكن الشركة قالت لرويترز إنها تتوقع أن تكون الولايات المتحدة قادرة على إنتاج الوقود في العقد المقبل.

وتسعى الولايات المتحدة إلى بدء إنتاج هاليو محلياً، وقد تعاقدت مع شركة تدعى (سينترس) لتطوير مشروع للقيام بذلك.